توقيت القاهرة المحلي 08:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم يصحح وجهته

  مصر اليوم -

العالم يصحح وجهته

بقلم - رفيق جريش

بعد أكثر من 60 يوماً من الحرب الوحشية، رغم فشلها حتى اللحظة فى تحقيق أبرز أهدافها المتمثلة فى القضاء على حماس وها هى الهدنة تنتهى لتبدأ جولات جديدة من الغارات الوحشية على المدنيين العُزل مع نسائهم وأطفالهم.

لاحظنا عن قرب أن الرأى العام فى العالم فى شرقه وغربه لم يعد قادراً على التماس المزيد من الأعذار لإسرائيل فى حرب الإبادة التى تمارسها بحق أهل غزة وأطفالها، لا سيما بعد اقتحام المستشفيات، قلب المنظومة الصحية بالقطاع. فبرغم التعاطف من قبل بعض الدول التى حازته إسرائيل فى الأيام الأولى التى أعقبت عملية «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر الماضى، تحولت الدفة الآن لموجة سخط واسعة ضد تل أبيب وحكومتها اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو مع أولى غاراتها على مستشفيات غزة، وتصاعد أعداد الأطفال، الذين تُزهق أرواحهم يومياً بدون سبب مفهوم.

حالة السخط عبر عنها آلاف من الناس الذين خرجوا إلى الشارع فى عواصم العالم المختلفة كواشنطن ولندن وتورنتو وبرلين وباريس وغيرها، حاملين الأعلام الفلسطينية، للتنديد بوحشية الاحتلال، وللمطالبة بوقف فورى لإطلاق النار فى غزة. وشملت المظاهرات فى كثير من الأحيان اليهود المناهضين للصهيونية ومنهم يهود أورثوذكس أى الأكثر تطرفاً دينياً لتنفى فرضية معادة السامية من الأساس، وتؤكد براءة اليهودية من جرائم إسرائيل.

كما امتدت الاحتجاجات لتشمل إغلاقا للميادين والجسور ومحطات السكك الحديدية، ولم يتم استثناء صُناع القرار من دائرة الغضب. فهاجم البعض حكامهم وهاجم البعض مقرات الحزب الديمقراطى الأمريكى، الذى ينتمى إليه الرئيس جو بايدن، واتهموه بأن على يديه دم الفلسطينيين وتكرر الأمر ذاته مع حزب العمال فى بريطانيا، بينما طوق آخرون البرلمان الألمانى هاتفين: «حرروا فلسطين من ذنب المحرقة». وظهرت الكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطينى فى كل مكان.

وفى الوقت ذاته، اكتظت وسائل التواصل الاجتماعى، رغم الرقابة الصارمة المفروضة من كبرى شركات التكنولوجيا، بفيديوهات تسخر من أدلة إسرائيل حول وجود مركز قيادة حماس بمستشفى الشفاء، وتلوم الإعلام الغربى على كم التضليل الذى ظلت تبثه طيلة السنوات الماضية، مؤكدة أن إسرائيل تكذب طوال الوقت، ولا تثأر لنفسها سوى من مرضى وحدات الرعاية المركزة والأطفال الخدج. ولعل هذا ما دفع وسائل الإعلام الغربى، بما فيها الأكثر تأييداً لإسرائيل، لتعديل لهجتها وتوازنها مؤخراً بشكل نسبى.

الشقاق وصل إلى داخل إسرائيل أيضا، فالمواطنون يرون حكومتهم تبتعد تماماً عن الهدف الذى حددته لنفسها وتعهدت به منذ اليوم الأول للحرب خاصة الهجومات الوحشية بعد الهدنة على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ألا وهو استعادة الرهائن، بل كان الحديث الدائر فى الأيام السابقة هو أن حكومة نتنياهو لا تضعهم فى حساباتها أساساً بدليل القصف العشوائى للقطاع الذى يعرض حياتهم للخطر.

ولذلك من المهم توظيف حالة الزخم الدولية الحالية والقناعة بأهمية تفعيل حل الدولتين، والتحرك بشكل فعال لاستئناف المفاوضات، وان يكون مستقبل غزة بعد الحرب فى إطار الحل السياسى الشامل الذى يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها دوليا وتضم القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة لتعيش إلى جوار إسرائيل فى سلام، وبما يعزز بيئة التعاون وتحقيق الازدهار والتنمية للجميع.

ولاشك أن ما حدث فى السابع من أكتوبر وما بعده يؤكد ما حذرت منه مصر مراراً وتكراراً بأن القضية الفلسطينية هى مفتاح الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأن غياب أفق للتسوية السياسية واستمرار العدوان على الفلسطينيين سيقود إلى الانفجار الذى يدفع ثمنه الجميع، ولذلك كانت الرؤية المصرية المبكرة فى تقديم خريطة طريق واضحة لحل هذا الصراع عبر حل الدولتين، ولذلك الكرة الآن فى ملعب المجتمع الدولى، خاصة أمريكا للتحرك بشكل جدِىِ وفعال لتحقيق السلام العادل ووقف دوامة العنف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يصحح وجهته العالم يصحح وجهته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon