توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم يصحح وجهته

  مصر اليوم -

العالم يصحح وجهته

بقلم - رفيق جريش

بعد أكثر من 60 يوماً من الحرب الوحشية، رغم فشلها حتى اللحظة فى تحقيق أبرز أهدافها المتمثلة فى القضاء على حماس وها هى الهدنة تنتهى لتبدأ جولات جديدة من الغارات الوحشية على المدنيين العُزل مع نسائهم وأطفالهم.

لاحظنا عن قرب أن الرأى العام فى العالم فى شرقه وغربه لم يعد قادراً على التماس المزيد من الأعذار لإسرائيل فى حرب الإبادة التى تمارسها بحق أهل غزة وأطفالها، لا سيما بعد اقتحام المستشفيات، قلب المنظومة الصحية بالقطاع. فبرغم التعاطف من قبل بعض الدول التى حازته إسرائيل فى الأيام الأولى التى أعقبت عملية «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر الماضى، تحولت الدفة الآن لموجة سخط واسعة ضد تل أبيب وحكومتها اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو مع أولى غاراتها على مستشفيات غزة، وتصاعد أعداد الأطفال، الذين تُزهق أرواحهم يومياً بدون سبب مفهوم.

حالة السخط عبر عنها آلاف من الناس الذين خرجوا إلى الشارع فى عواصم العالم المختلفة كواشنطن ولندن وتورنتو وبرلين وباريس وغيرها، حاملين الأعلام الفلسطينية، للتنديد بوحشية الاحتلال، وللمطالبة بوقف فورى لإطلاق النار فى غزة. وشملت المظاهرات فى كثير من الأحيان اليهود المناهضين للصهيونية ومنهم يهود أورثوذكس أى الأكثر تطرفاً دينياً لتنفى فرضية معادة السامية من الأساس، وتؤكد براءة اليهودية من جرائم إسرائيل.

كما امتدت الاحتجاجات لتشمل إغلاقا للميادين والجسور ومحطات السكك الحديدية، ولم يتم استثناء صُناع القرار من دائرة الغضب. فهاجم البعض حكامهم وهاجم البعض مقرات الحزب الديمقراطى الأمريكى، الذى ينتمى إليه الرئيس جو بايدن، واتهموه بأن على يديه دم الفلسطينيين وتكرر الأمر ذاته مع حزب العمال فى بريطانيا، بينما طوق آخرون البرلمان الألمانى هاتفين: «حرروا فلسطين من ذنب المحرقة». وظهرت الكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطينى فى كل مكان.

وفى الوقت ذاته، اكتظت وسائل التواصل الاجتماعى، رغم الرقابة الصارمة المفروضة من كبرى شركات التكنولوجيا، بفيديوهات تسخر من أدلة إسرائيل حول وجود مركز قيادة حماس بمستشفى الشفاء، وتلوم الإعلام الغربى على كم التضليل الذى ظلت تبثه طيلة السنوات الماضية، مؤكدة أن إسرائيل تكذب طوال الوقت، ولا تثأر لنفسها سوى من مرضى وحدات الرعاية المركزة والأطفال الخدج. ولعل هذا ما دفع وسائل الإعلام الغربى، بما فيها الأكثر تأييداً لإسرائيل، لتعديل لهجتها وتوازنها مؤخراً بشكل نسبى.

الشقاق وصل إلى داخل إسرائيل أيضا، فالمواطنون يرون حكومتهم تبتعد تماماً عن الهدف الذى حددته لنفسها وتعهدت به منذ اليوم الأول للحرب خاصة الهجومات الوحشية بعد الهدنة على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ألا وهو استعادة الرهائن، بل كان الحديث الدائر فى الأيام السابقة هو أن حكومة نتنياهو لا تضعهم فى حساباتها أساساً بدليل القصف العشوائى للقطاع الذى يعرض حياتهم للخطر.

ولذلك من المهم توظيف حالة الزخم الدولية الحالية والقناعة بأهمية تفعيل حل الدولتين، والتحرك بشكل فعال لاستئناف المفاوضات، وان يكون مستقبل غزة بعد الحرب فى إطار الحل السياسى الشامل الذى يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها دوليا وتضم القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة لتعيش إلى جوار إسرائيل فى سلام، وبما يعزز بيئة التعاون وتحقيق الازدهار والتنمية للجميع.

ولاشك أن ما حدث فى السابع من أكتوبر وما بعده يؤكد ما حذرت منه مصر مراراً وتكراراً بأن القضية الفلسطينية هى مفتاح الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأن غياب أفق للتسوية السياسية واستمرار العدوان على الفلسطينيين سيقود إلى الانفجار الذى يدفع ثمنه الجميع، ولذلك كانت الرؤية المصرية المبكرة فى تقديم خريطة طريق واضحة لحل هذا الصراع عبر حل الدولتين، ولذلك الكرة الآن فى ملعب المجتمع الدولى، خاصة أمريكا للتحرك بشكل جدِىِ وفعال لتحقيق السلام العادل ووقف دوامة العنف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يصحح وجهته العالم يصحح وجهته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon