توقيت القاهرة المحلي 18:19:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القضية الفلسطينية مازالت على أكتاف مصر

  مصر اليوم -

القضية الفلسطينية مازالت على أكتاف مصر

بقلم - رفيق جريش

منذ عام 1948، حملت مصر على أكتافها القضية الفلسطينية، التى أصبحت القضية الأولى للعرب، ورغم أن مصر أبرمت عام 1978 اتفاقية كامب ديفيد للسلام، فإن التطبيع مع الكيان الصهيونى ظل من طرف الشعب المصرى فى الثلاجة إلى يومنا هذا، فأعمال الكيان الصهيونى لم تشجع الشعب المصرى على التطبيع إلا فيما هو ضرورى، فقد اجتاحت إسرائيل لبنان، ثم ضربت المفاعل النووى العراقى، ثم دخلت فى معارك تارة مع حماس ودمرت غزة.

وبفضل التدخل المصرى كانت تعود الأجواء إلى الهدوء، وتارة أخرى مع حزب الله، ما أدى أيضًا إلى تدمير الجنوب اللبنانى، بل محطات الكهرباء الرئيسية فى بيروت، وأصلحها المهندسون المصريون، بجانب اعتقالها للفلسطينيين وإيداعهم السجون بمَن فيهم النساء والأطفال.

وحصار كنيسة المهد واستعمال أبشع الأساليب حين ذاك لولا تدخل الفاتيكان، فالشعب المصرى أدرك بالتجربة مع الكيان الصهيونى أنهم غير جادين فى السلام، كل ذلك أدى إلى نفور من أى نوع للتطبيع، والآن منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر الماضى تستكمل مصر دعم الفلسطينيين، حيث تحركت مصر بكل دقة على ثلاثة مسارات متوازية.

أولًا: على المسار السياسى، شكلت مصر صمام أمان للقضية الفلسطينية، حيث رفضت مصر مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة، ووضعت «لاءاتها» الحاسمة، وهى «لا» لتهجير الفلسطينيين، و«لا» لتوطينهم فى سيناء والأردن، و«لا» لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومى المصرى، ونجحت مصر فى حشد الرأى العام والدولى فى اتجاه رفض التهجير القسرى للفلسطينيين.

وارتباطًا بذلك، ودعمًا لحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، نجحت مصر فى إعادة وضع القضية الفلسطينية مرة أخرى فى اهتمامات السياسة الدولية، وتأكيد أن هذا الانفجار والمواجهات الدموية تؤكد ضرورة حل هذا الصراع من جذوره من خلال السلام العادل والشامل، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فى إطار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة وتحقيق مصالح جميع الأطراف.

وقد انعكس هذا فى تغير لغة الخطاب السياسى الدولى والحديث عن أهمية حل الدولتين واتفاق الجانب الأمريكى والأوروبى مع الموقف المصرى فى ذلك بجانب الدول العربية والإسلامية.

ثانيًا: على المسار الأمنى، سعت مصر إلى وقف إطلاق النار، والعمل على تبادل الأسرى والمسجونين، ومنع توسع الصراع فى المنطقة، حيث حذرت من أن الصراع والتهجير القسرى للفلسطينيين سيؤدى حتمًا إلى تطاير نار الحرب على دول الجوار، وستتوسع الدائرة، مما يهدد أمن الجميع.

ثالثًا: على المسار الإنسانى بالعمل على تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى الشقيق فى غزة، والذى يتعرض لكارثة إنسانية غير مسبوقة، فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى الهمجى واستهداف المستشفيات والمدارس والمدنيين وهدم البيوت على ساكنيها وممارسة الحصار الشامل وقطع المياه والكهرباء والدواء والغذاء، بما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى الإنسانى.

ورغم العقبات والتعنت الإسرائيلى، واصلت مصر جهودها فى إدخال المساعدات الإنسانية، من غذاء ودواء ومُعَدات طبية، إلى القطاع عبر معبر رفح، ونجحت فى إدخال الوقود وزيادة عدد الشاحنات يوميًّا، بما يخفف المعاناة عن الفلسطينيين وينقذ أرواح الآلاف.

كل ذلك تتحمله مصر وشعب مصر، رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تشهدها البلاد، ولكن هذه هى مصر، صاحبة المبادئ والمواقف السامية، مهما كلفها ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضية الفلسطينية مازالت على أكتاف مصر القضية الفلسطينية مازالت على أكتاف مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon