توقيت القاهرة المحلي 16:28:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة الأونروا

  مصر اليوم -

أزمة الأونروا

بقلم - رفيق جريش

قررت بعض الدول الغربية تعليق تمويلها للأونروا، وذلك فى اليوم التالى من قرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة التى تلزم إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات التى تمنع الإبادة الجماعية للفلسطينيين فى قطاع غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية، ووقف سياسة الحصار والتجويع.

وبدلًا من أن تقوم الدول الغربية التى علقت تمويلها للأونروا بممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ قرارات المحكمة وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2720، نجدها تتبنى الموقف الإسرائيلى فى العقاب الجماعى ضد الفلسطينيين، والذى فى تقديرى يُعد جريمة إنسانية فى حق الغزاويين والفلسطينيين عمومًا.. ولكن هذا هو الوجه الحقيقى للدول الغربية المساندة إسرائيل الصهيونية، والتى تتجرأ بإعطائنا دروسًا حول حقوق الإنسان.

يحمل قيام بعض الدول الغربية بوقف تمويلها لوكالة الأمم المتحدة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» تداعيات خطيرة، ويفاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين فى الضفة وقطاع غزة، الذى يواجه سكانه محنة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار العدوان الإسرائيلى. وبدلًا من أن تقوم الدول الغربية بواجبها فى تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين ودعم دور الأونروا.

نجدها تمارس سياسة العقاب الجماعى ضد الشعب الفلسطينى تحت مزاعم إسرائيلية غير دقيقة بضلوع عدد من موظفى الأونروا فى أحداث 7 أكتوبر.. وهو أمر يعكس ازدواجية المعايير الغربية فى التعامل الإنسانى، وسياسة الكيل بمكيالين، والتضامن مع إسرائيل فى سياستها من استهداف الفلسطينيين واستخدام سلاح الجوع فى الحرب الشعواء ضدهم، لكسر صموده، وتهجيرهم قسريًا، لتصفية القضية الفلسطينية.

إن وقف تمويل الأونروا له تداعيات خطيرة على أوضاع الفلسطينيين، خاصة أن الوكالة الدولية تشرف على إغاثة وتشغيل أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطينى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وفى بعض الدول العربية، منها سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية، إضافة إلى غزة.. ولذلك قَطْع التمويل يعنى إعاقة الأونروا عن تنفيذ مهامها الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين، خاصة فى قطاع غزة، وهو ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية، خاصة فى ظل ظروف البرد القاسى، وسياسة الحصار الإسرائيلية، ومنع الماء والغذاء والدواء والكهرباء عن الفلسطينيين لتهجيرهم قسريًا.

كما أكد عدنان أبوحسنة، ممثل الأونروا فى قطاع غزة أن ما لدى الأونروا من تمويل يكفى فقط حتى نهاية شهر فبراير الحالى، وأضاف أن أكثر من 140 مقرًا للأونروا تعرضت لهجمات مباشرة وغير مباشرة أودت بحياة أكثر من ثلاثمائة من النازحين فى مدارس الأونروا، كما قتل 152 من مقدمى الخدمة الإنسانية التابعين لوكالة غوث اللاجئين.

والجدير بالذكر أن الجامعة العربية طالبت بضرورة دعم الوكالة وعدم توقف تمويلها؛ نظرًا لصعوبة الوضع الإنسانى فى غزة والمخيمات الفلسطينية.

وأمام هذه المواقف الغربية وازدواجية المعايير، يبرز الموقف المصرى كنقطة مضيئة فى دعم الفلسطينيين وتخفيف المعاناة عنهم، عبر إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم التعنت الإسرائيلى وإعاقة دخول المساعدات من قبل المستوطنين الإسرائيليين، لتقدم مصر درسًا للإنسانية عن معنى الحضارة، وتؤكد موقفها الراسخ والدائم فى دعم الشعب الفلسطينى، سواء على المسار الإنسانى أو على المسار السياسى، من أجل استعادة حقوقه المشروعة المسلوبة منذ 75 عامًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الأونروا أزمة الأونروا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon