توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة الأونروا

  مصر اليوم -

أزمة الأونروا

بقلم - رفيق جريش

قررت بعض الدول الغربية تعليق تمويلها للأونروا، وذلك فى اليوم التالى من قرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة التى تلزم إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات التى تمنع الإبادة الجماعية للفلسطينيين فى قطاع غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية، ووقف سياسة الحصار والتجويع.

وبدلًا من أن تقوم الدول الغربية التى علقت تمويلها للأونروا بممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ قرارات المحكمة وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2720، نجدها تتبنى الموقف الإسرائيلى فى العقاب الجماعى ضد الفلسطينيين، والذى فى تقديرى يُعد جريمة إنسانية فى حق الغزاويين والفلسطينيين عمومًا.. ولكن هذا هو الوجه الحقيقى للدول الغربية المساندة إسرائيل الصهيونية، والتى تتجرأ بإعطائنا دروسًا حول حقوق الإنسان.

يحمل قيام بعض الدول الغربية بوقف تمويلها لوكالة الأمم المتحدة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» تداعيات خطيرة، ويفاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين فى الضفة وقطاع غزة، الذى يواجه سكانه محنة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار العدوان الإسرائيلى. وبدلًا من أن تقوم الدول الغربية بواجبها فى تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين ودعم دور الأونروا.

نجدها تمارس سياسة العقاب الجماعى ضد الشعب الفلسطينى تحت مزاعم إسرائيلية غير دقيقة بضلوع عدد من موظفى الأونروا فى أحداث 7 أكتوبر.. وهو أمر يعكس ازدواجية المعايير الغربية فى التعامل الإنسانى، وسياسة الكيل بمكيالين، والتضامن مع إسرائيل فى سياستها من استهداف الفلسطينيين واستخدام سلاح الجوع فى الحرب الشعواء ضدهم، لكسر صموده، وتهجيرهم قسريًا، لتصفية القضية الفلسطينية.

إن وقف تمويل الأونروا له تداعيات خطيرة على أوضاع الفلسطينيين، خاصة أن الوكالة الدولية تشرف على إغاثة وتشغيل أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطينى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وفى بعض الدول العربية، منها سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية، إضافة إلى غزة.. ولذلك قَطْع التمويل يعنى إعاقة الأونروا عن تنفيذ مهامها الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين، خاصة فى قطاع غزة، وهو ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية، خاصة فى ظل ظروف البرد القاسى، وسياسة الحصار الإسرائيلية، ومنع الماء والغذاء والدواء والكهرباء عن الفلسطينيين لتهجيرهم قسريًا.

كما أكد عدنان أبوحسنة، ممثل الأونروا فى قطاع غزة أن ما لدى الأونروا من تمويل يكفى فقط حتى نهاية شهر فبراير الحالى، وأضاف أن أكثر من 140 مقرًا للأونروا تعرضت لهجمات مباشرة وغير مباشرة أودت بحياة أكثر من ثلاثمائة من النازحين فى مدارس الأونروا، كما قتل 152 من مقدمى الخدمة الإنسانية التابعين لوكالة غوث اللاجئين.

والجدير بالذكر أن الجامعة العربية طالبت بضرورة دعم الوكالة وعدم توقف تمويلها؛ نظرًا لصعوبة الوضع الإنسانى فى غزة والمخيمات الفلسطينية.

وأمام هذه المواقف الغربية وازدواجية المعايير، يبرز الموقف المصرى كنقطة مضيئة فى دعم الفلسطينيين وتخفيف المعاناة عنهم، عبر إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم التعنت الإسرائيلى وإعاقة دخول المساعدات من قبل المستوطنين الإسرائيليين، لتقدم مصر درسًا للإنسانية عن معنى الحضارة، وتؤكد موقفها الراسخ والدائم فى دعم الشعب الفلسطينى، سواء على المسار الإنسانى أو على المسار السياسى، من أجل استعادة حقوقه المشروعة المسلوبة منذ 75 عامًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الأونروا أزمة الأونروا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon