بقلم - رفيق جريش
بجانب المجاعات والفيضانات والأمراض والفقر والتصحر المنتشرة فى قارة إفريقيا جنبًا إلى جنب مع الحروب الأهلية والقلاقل الإثنية والقبلية، أصبحت إفريقيا مسرحًا للانقلابات العسكرية ومرتعًا للمنظمات الإرهابية.
وكان دائمًا الاستعمار، وبحق، خاصة الفرنسى، هو السبب، فأغلب الدول الإفريقية نالت استقلالها فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، ولكن رغم ذلك أحوالها لم تتحسن كثيرًا، فالفساد المالى والسياسى عمل على تشويه وجه إفريقيا، ومنع انطلاق هذه القارة الحبيبة إلى آفاق كبيرة رغم أنها تكتنز أخصب الأراضى الزراعية وأيضًا المعادن النفيسة من الذهب والماس والبترول والغاز وغيرها، ولكن الفساد المالى والسياسى كما كتبنا سلفًا هو الذى أفسد وأجهض كل انطلاقة تنموية للنهوض بهذه القارة.
ففى الأسبوع الماضى، شهدت النيجر انقلابًا تمت فيه الإطاحة بالرئيس محمد يازوم، أحد آخر القادة الأفارقة المؤيدين للغرب فى منطقة الساحل، التى شاهدت أعمال عنف وهجوم على السفارة الفرنسية فى الوقت ذاته. حذرت السلطات فى بوركينا فاسو ومالى المجاورتين، فى بيان مشترك، من أن أى تدخل عسكرى من قِبَل فرنسا فى النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب، وهددتا بالانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، مع تلويح من دول غرب أوروبا باستخدام القوة.
إذًا كل الشريط الوسطى لإفريقيا فى حالة حرب أو انقلابات بدءًا من السنغال حتى السودان، مع إضافة المعارك المشتعلة فى أماكن أخرى من إفريقيا.
هل العيب فى الديمقراطية؟، هل العيب فى الشعوب التى تعيش تحت خط الفقر والجهل؟، هل تم استغلال كل الخيرات لصالح الغرب؟، بالتأكيد، نعم، ولكن ما هو مؤكد أن بعض دول إفريقيا يعيش على الانقلابات والفساد المالى والسياسى، التى شجعها الغرب ضمنيًّا حتى يتمكن من السيطرة على مقدرات تلك البلاد بدلًا من العمل على انتشال هذه الشعوب من فقرها وجهلها.
لا ننكر أن هناك بعض الدول والمؤسسات التى تعمل على إصلاح الأمور، ولكنها لا تكفى، ما أعطى الفرصة لروسيا والصين للتدخل لمد يد العون. هذا التدخل بالتأكيد ليس تدخلًا بدون مقابل، ولكن المهم أن يُوجه إلى عجلة التنمية، وتتوازن الأمور بين الإصلاح الداخلى والعلاقات الخارجية القائمة على الاحترام المتبادل من أجل الإنسان الإفريقى.