توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيتو الدم

  مصر اليوم -

فيتو الدم

بقلم - رفيق جريش

كانت خيبة أمل أخيرة وقوية عندما رفعَ، يوم الجمعة الماضى 8 ديسمبر، المندوب الأمريكى يده ليمارس حق الاعتراض «الفيتو» ضد أغلب أعضاء مجلس الأمن، ومنها دول كبرى لها حق الفيتو أيضًا.. حتى مندوب بريطانيا لم يُبدِ أى رد فعل، ربما خجلًا من دول العالم.. أما الولايات المتحدة، فبنظرة فوقية متسلطة على العالم لم تبدِ أى خجل أو ضمير، فرفضت وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل وفى الوقت عينه تقول يجب حماية المدنيين وترسل لهم معونات، ولكن معها الصواريخ المدمرة التى تطلقها إسرائيل على المدنيين العُزّل والنساء والأطفال، أكثر من سبعة آلاف طفل تم قتلهم.. هذا المشهد وهذا التصرف لا يوصف، إذ إنه خارج حدود السياسة والعسكرية الحقة، فإن تناقض الموقف الأمريكى قد بلغ ذروته، وأصبح الجانب الأمريكى شريكًا فى الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل على شعب فلسطين، سواء فى غزة أو الضفة الغربية.

كنا ننتظر من أمريكا الدولة العظمى أن تكون أكثر إنصافًا وتضغط على إسرائيل، ولكن ضغوطها مائعة وماسخة وهزيلة أمام الكيان الصهيونى.

إن رفض الولايات المتحدة هذا القرار يجعل أمريكا شريكة فى مجازر الحرب فى غزة، إنها بهذا الرفض أثبتت أنها شريك متضامن فى قتل الأطفال والنساء والرجال وجميع الشهداء من أبناء غزة، لا بل إنها شريكة فى قتل كل ضحايا الحرب التى تشتعل نيرانها منذ السابع من أكتوبر على كل الجبهات وجميع المحاربين. فشل مجلس الأمن فى وقف العدوان، وصمة عار، ورخصة جديدة لاستمرار القتل والدمار والتهجير، واستخدام حق النقض يفضح نفاق الادعاء بالاهتمام بحياة المدنيين.

ندعو دول العالم إلى أن تقف وقفة واحدة للتنديد بموقف أمريكا الإجرامى والسعى بكل الوسائل للوصول إلى هدنة طويلة، تكون مقدمة لوقف الحرب، ولرسم طريق ومسيرة فعالة للتوصل إلى سلام هو الخير الأكبر والوحيد لجميع سكان الأرض المقدسة.. لا بل هو مفتاح سلام الشرق الأوسط وسلام العالم.

يجب توثيق الجرائم الإسرائيلية فى حق المدنيين، ومعها الشريكة المتضامنة نفسًا ومالًا وسلاحًا، وتحويلها إلى المحاكم الدولية ومحاسبتها على انتهاكاتها للقانون الدولى والإنسانى.. فالشعب غير أنه يباد، إلا أن الإغاثات التى تذهب إلى قطاع غزة لا تكفى حتى حال استطاعتها دخول القطاع.

حكومة أمريكا، الدولة العظمى مالًا وسلاحًا إلا أنها منحطة أخلاقيًا. فرئيسهم بايدن لا يبالى بقتل كل هؤلاء.. إذ هو ذاته لا يبالى بعدد الأجنة الذين يموتون إجهاضًا فى بلاده، ولا يبالى بفشل دولته سابقًا فى العراق وأفغانستان وفيتنام، ولم يتعلم الدرس.. كل ذلك اعتمادًا على قوته، مثل مارد كبير يهدد الناس هنا وهناك، ولكن من داخله خاوٍ بل مملوء من دم الأبرياء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيتو الدم فيتو الدم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon