توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيتو الدم

  مصر اليوم -

فيتو الدم

بقلم - رفيق جريش

كانت خيبة أمل أخيرة وقوية عندما رفعَ، يوم الجمعة الماضى 8 ديسمبر، المندوب الأمريكى يده ليمارس حق الاعتراض «الفيتو» ضد أغلب أعضاء مجلس الأمن، ومنها دول كبرى لها حق الفيتو أيضًا.. حتى مندوب بريطانيا لم يُبدِ أى رد فعل، ربما خجلًا من دول العالم.. أما الولايات المتحدة، فبنظرة فوقية متسلطة على العالم لم تبدِ أى خجل أو ضمير، فرفضت وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل وفى الوقت عينه تقول يجب حماية المدنيين وترسل لهم معونات، ولكن معها الصواريخ المدمرة التى تطلقها إسرائيل على المدنيين العُزّل والنساء والأطفال، أكثر من سبعة آلاف طفل تم قتلهم.. هذا المشهد وهذا التصرف لا يوصف، إذ إنه خارج حدود السياسة والعسكرية الحقة، فإن تناقض الموقف الأمريكى قد بلغ ذروته، وأصبح الجانب الأمريكى شريكًا فى الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل على شعب فلسطين، سواء فى غزة أو الضفة الغربية.

كنا ننتظر من أمريكا الدولة العظمى أن تكون أكثر إنصافًا وتضغط على إسرائيل، ولكن ضغوطها مائعة وماسخة وهزيلة أمام الكيان الصهيونى.

إن رفض الولايات المتحدة هذا القرار يجعل أمريكا شريكة فى مجازر الحرب فى غزة، إنها بهذا الرفض أثبتت أنها شريك متضامن فى قتل الأطفال والنساء والرجال وجميع الشهداء من أبناء غزة، لا بل إنها شريكة فى قتل كل ضحايا الحرب التى تشتعل نيرانها منذ السابع من أكتوبر على كل الجبهات وجميع المحاربين. فشل مجلس الأمن فى وقف العدوان، وصمة عار، ورخصة جديدة لاستمرار القتل والدمار والتهجير، واستخدام حق النقض يفضح نفاق الادعاء بالاهتمام بحياة المدنيين.

ندعو دول العالم إلى أن تقف وقفة واحدة للتنديد بموقف أمريكا الإجرامى والسعى بكل الوسائل للوصول إلى هدنة طويلة، تكون مقدمة لوقف الحرب، ولرسم طريق ومسيرة فعالة للتوصل إلى سلام هو الخير الأكبر والوحيد لجميع سكان الأرض المقدسة.. لا بل هو مفتاح سلام الشرق الأوسط وسلام العالم.

يجب توثيق الجرائم الإسرائيلية فى حق المدنيين، ومعها الشريكة المتضامنة نفسًا ومالًا وسلاحًا، وتحويلها إلى المحاكم الدولية ومحاسبتها على انتهاكاتها للقانون الدولى والإنسانى.. فالشعب غير أنه يباد، إلا أن الإغاثات التى تذهب إلى قطاع غزة لا تكفى حتى حال استطاعتها دخول القطاع.

حكومة أمريكا، الدولة العظمى مالًا وسلاحًا إلا أنها منحطة أخلاقيًا. فرئيسهم بايدن لا يبالى بقتل كل هؤلاء.. إذ هو ذاته لا يبالى بعدد الأجنة الذين يموتون إجهاضًا فى بلاده، ولا يبالى بفشل دولته سابقًا فى العراق وأفغانستان وفيتنام، ولم يتعلم الدرس.. كل ذلك اعتمادًا على قوته، مثل مارد كبير يهدد الناس هنا وهناك، ولكن من داخله خاوٍ بل مملوء من دم الأبرياء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيتو الدم فيتو الدم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon