توقيت القاهرة المحلي 22:49:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهدر

  مصر اليوم -

الهدر

بقلم - الأب رفيق جريش

وسط أزمة اقتصادية عالمية طاحنة بسبب وباء كورونا وتداعياته ومتحوراته وأيضا بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية والنقص الحاد في القمح بالذات ومواد غذائية أخرى، وأيضا ارتفاع أسعار البترول والغاز في دول العالم أجمع، نجد المواطن المصرى يئن من ارتفاع الأسعار، ومع ذلك يتصرف مجتمعنا بكثير من عدم الوعى، وأعنى به ثقافة الهدر.

على سبيل المثال، لا الحصر، هناك أزمة سد النهضة، والدولة تحاول جاهدة تعويض ماء النيل الناقص علينا بمشروعات ضخمة لتحلية المياه وغيرها من المشروعات، ونحن مازلنا نهدر المياه على الأرصفة، كما في الأراضى الزراعية/ الصحراوية، والغسيل في المنازل وغسيل السيارات، وما إلى ذلك.

كذلك مع ارتفاع أسعار الدواء، خاصة التي تأتى من الخارج، نجد الهدر داخل بيوتنا، فكثيرا ما نفتح علب الدواء ونستخدم منه القليل، ويظل الدواء في الأدراج لسنوات ولا يستفيد منه أحد، أليس هذا هدرا؟

أيضا نولول من فاتورة الكهرباء وارتفاعها، إلا أننا مازلنا نهدر الكهرباء فنترك الأنوار في الشوارع، كما في المكاتب والمنازل طيلة النهار مضاءة حتى في عز الشمس الساطعة، ونترك التليفزيون مفتوحا طول النهار حتى بدون مشاهدين. حتى لو مصر تصدر الآن الكهرباء إلى دول الجوار، هذا ليس معناه أن علينا إهدارها.

نشتكى ليل نهار من ارتفاع أسعار الطعام ونقص بعض المواد الغذائية، مع ذلك نهدر الطعام هدرا فظيعا، ويكفى النظر في قمامة المنازل في المناطق البسيطة كما في الراقية، والمطاعم لتحلل ارتفاع أسعار أطباقها تُكبر شرائح الطعام بحيث الزبون لا يستطيع أن يكمله، فيكون مصيره القمامة، وهذا كثير من الهدر الذي يندرج تحت مسمى «حرام.. ولا يليق».

 

 

في وطن فيه كثير من الفقراء يحتاجون ولو شريحة صغيرة من تلك الشرائح التي تلقى في القمامة وأول شىء نجده في سلة القمامة أرغفة العيش العادى والفاخر وأيضا المدعوم.

لاحظوا أن شعوب الدول الغنية، خاصة الأوروبية، تميل إلى التقشف أو «الحرص»، فلا نجدهم يهدرون لا الماء ولا الكهرباء ولا الدواء ولا الطعام، لذا نجد في قائمة مطاعمهم سعر شرائح الطعام حسب المقاس المناسب الصغير والوسط والكبير، حتى لا يهدروا الطعام، ألاحظ الدهشة على وجوه الزائرين الأجانب من التصرفات الهدرية للمصريين.

يجب أن نعترف بأن شعبنا المصرى سخى ومضياف، لكن في نفس الوقت هذا السخاء يؤدى إلى الهدر، لذا علينا أن نراجع، وتراجع كل عائلة عاداتنا وتقاليدنا حتى تتناسب مع إمكانيات دولتنا، فلا يجوز لنا أن نستدين ثم نهدر ما استدناه بدلا من توجيه كل «قرش» في التنمية للنهوض ببلادنا والحرص على الوطن وكرامته، وأيضا إمكانيات عائلاتنا، فهذا ليس بخلا، بل حكمة وعدالة في التوزيع على الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهدر الهدر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon