توقيت القاهرة المحلي 04:12:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هولوكوست أبومازن

  مصر اليوم -

هولوكوست أبومازن

بقلم - الأب رفيق جريش

هل أبومازن أخطأ عندما أعلن فى ألمانيا أن إسرائيل ارتكبت من سنة 1948 حتى الآن خمسين مجزرة - هولوكوست - فى حق الشعب الفلسطينى؟!.أتذكر أنى دُعيت لإلقاء محاضرة منذ عشر سنوات عن الوضع فى الشرق الأوسط ومستقبل مسيحيى الشرق فيها فى ألمانيا.. وفى معرض النص الذى أرسلته بالفرنسية لترجمته إلى اللغة الألمانية، ذكرت الفظائع التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطينى، والتى تشبه مجازر هتلر ضد الشعب اليهودى. وتساءلت وقتها: كيف أن الإسرائيليين وهم يهود وقد ذاقوا أهوال المجازر والبطش الهتلرى يمارسون ما عاشوه ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.. أليس من الأحسن إيجاد وسائل سلامية والعمل معًا من أجل إقامة الدولتين؟!.

كان الحصار الإسرائيلى لكنيسة المهد «بيت لحم» مازال عالقًا فى الأذهان، إذ استخدمت السلطة الإسرائيلية كل الوسائل لإجبار المعتصمين داخل الكنيسة على الخروج، منها إصدار أصوات مزعجة طيلة اليوم من سماعات قوية حتى تمنعهم من النوم ويستسلموا، وقد شاهدنا ذلك على شاشات التليفزيون، وظل هذا الوضع قائمًا حتى تدخّل بابا روما وأرسل أحد الكرادلة الأكفاء للتباحث مع إسرائيل وتحقيق خروج آمن للمعتصمين فى الداخل. وكان من بينهم فلسطينيون وأجانب ورهبان مصريون. وأتذكر أن المسؤول الألمانى عن المؤتمر اتصل بى تليفونيًا راجيًا حذف هذه العبارات من المحاضرة، لأن الألمان «حساسون جدًا» تجاه ما يذكّرهم بهتلر خاصة المذابح.

فيبدو أن المستشار الألمانى من جهة يعيش حتى الآن فى حالة «الإنكار» ويرفض تشبيه أى مذابح بأنها هولوكوست، جاعلًا هذا التعبير تعبيرًا مكرسًا ومخصصًا لليهود فقط، وهذا ينافى التاريخ الذى شهد مذابح أخرى فى مناطق أخرى، منها على سبيل المثال: مذابح الشوام فى جبل لبنان من قبل العثمانيين فى الربع الأخير من القرن الـ19، ومذابح الأرمن التى شردت وأودت بحياة مليونا ونصف مليون أرمنى فى 1915 وما بعدها. فلا أحد فى البلاد العربية ينكر فظائع المذابح التى عاشها اليهود، ولكن هناك هولوكوستات أخرى لا يمكن إنكارها إنسانيًا أو أخلاقيًا، كذلك اليهود الإسرائيليون من جهة أخرى يعيشون حالة إنكار لما يفعلونه هم تجاه الشعب الفلسطينى على مدار 75 عامًا وأكثر.

وأعود للسؤال: كيف يقبلون أن يفعلوا فى الفلسطينيين ما فُعل فيهم وفى أجدادهم، رغم أن اليهودية كدين هى دين رحمة، ولكن الأيديولوجية الصهيونية هى التى تبرر كل الأفعال الرديئة من أجل إسرائيل.. وكثير من قادة الغرب يصمتون ولا يجرؤون على قول الحقيقة خوفًا من وسائل الضغط الصهيونية على حكومتهم ودولتهم.

مهما كانت الظروف، لا شىء سيمنعنا من الشهادة للجرائم التى تُرتكب فى حق شعبنا الفلسطينى المتألم، وجاء الوقت أن تكون له دولته جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هولوكوست أبومازن هولوكوست أبومازن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon