توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هولوكوست أبومازن

  مصر اليوم -

هولوكوست أبومازن

بقلم - الأب رفيق جريش

هل أبومازن أخطأ عندما أعلن فى ألمانيا أن إسرائيل ارتكبت من سنة 1948 حتى الآن خمسين مجزرة - هولوكوست - فى حق الشعب الفلسطينى؟!.أتذكر أنى دُعيت لإلقاء محاضرة منذ عشر سنوات عن الوضع فى الشرق الأوسط ومستقبل مسيحيى الشرق فيها فى ألمانيا.. وفى معرض النص الذى أرسلته بالفرنسية لترجمته إلى اللغة الألمانية، ذكرت الفظائع التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطينى، والتى تشبه مجازر هتلر ضد الشعب اليهودى. وتساءلت وقتها: كيف أن الإسرائيليين وهم يهود وقد ذاقوا أهوال المجازر والبطش الهتلرى يمارسون ما عاشوه ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.. أليس من الأحسن إيجاد وسائل سلامية والعمل معًا من أجل إقامة الدولتين؟!.

كان الحصار الإسرائيلى لكنيسة المهد «بيت لحم» مازال عالقًا فى الأذهان، إذ استخدمت السلطة الإسرائيلية كل الوسائل لإجبار المعتصمين داخل الكنيسة على الخروج، منها إصدار أصوات مزعجة طيلة اليوم من سماعات قوية حتى تمنعهم من النوم ويستسلموا، وقد شاهدنا ذلك على شاشات التليفزيون، وظل هذا الوضع قائمًا حتى تدخّل بابا روما وأرسل أحد الكرادلة الأكفاء للتباحث مع إسرائيل وتحقيق خروج آمن للمعتصمين فى الداخل. وكان من بينهم فلسطينيون وأجانب ورهبان مصريون. وأتذكر أن المسؤول الألمانى عن المؤتمر اتصل بى تليفونيًا راجيًا حذف هذه العبارات من المحاضرة، لأن الألمان «حساسون جدًا» تجاه ما يذكّرهم بهتلر خاصة المذابح.

فيبدو أن المستشار الألمانى من جهة يعيش حتى الآن فى حالة «الإنكار» ويرفض تشبيه أى مذابح بأنها هولوكوست، جاعلًا هذا التعبير تعبيرًا مكرسًا ومخصصًا لليهود فقط، وهذا ينافى التاريخ الذى شهد مذابح أخرى فى مناطق أخرى، منها على سبيل المثال: مذابح الشوام فى جبل لبنان من قبل العثمانيين فى الربع الأخير من القرن الـ19، ومذابح الأرمن التى شردت وأودت بحياة مليونا ونصف مليون أرمنى فى 1915 وما بعدها. فلا أحد فى البلاد العربية ينكر فظائع المذابح التى عاشها اليهود، ولكن هناك هولوكوستات أخرى لا يمكن إنكارها إنسانيًا أو أخلاقيًا، كذلك اليهود الإسرائيليون من جهة أخرى يعيشون حالة إنكار لما يفعلونه هم تجاه الشعب الفلسطينى على مدار 75 عامًا وأكثر.

وأعود للسؤال: كيف يقبلون أن يفعلوا فى الفلسطينيين ما فُعل فيهم وفى أجدادهم، رغم أن اليهودية كدين هى دين رحمة، ولكن الأيديولوجية الصهيونية هى التى تبرر كل الأفعال الرديئة من أجل إسرائيل.. وكثير من قادة الغرب يصمتون ولا يجرؤون على قول الحقيقة خوفًا من وسائل الضغط الصهيونية على حكومتهم ودولتهم.

مهما كانت الظروف، لا شىء سيمنعنا من الشهادة للجرائم التى تُرتكب فى حق شعبنا الفلسطينى المتألم، وجاء الوقت أن تكون له دولته جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هولوكوست أبومازن هولوكوست أبومازن



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon