توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتراح.. أرجو الالتفات إليه

  مصر اليوم -

اقتراح أرجو الالتفات إليه

بقلم - الأب رفيق جريش

ونحن نعد العدة للحوار الوطنى، وهو شىء نثنى عليه ونشجعه بقوة، يجب ألا ننسى أن مجتمعنا بجانب الإصلاح السياسى والاقتصادى وغيرهما يحتاج إلى إصلاح اجتماعى، ولا أكون مبالغًا إذا قلت: يحتاج إلى إصلاح اجتماعى طارئ.. فبعد الجرائم التى شهدناها والانتحارات بين الشباب والعنف السائد فى المجتمع، ولاسيما فى الأسرة، يجب أن نتوقف وقفة مراجعة جدية.

فأى حوار عن إصلاح سياسى واقتصادى لن يستقيم إلا إذا استرجعنا بوصلة الاتجاه الصحيح فى مجتمعنا، لذا أقترح وبقوة وبإلحاح أنه بجانب الحوار الوطنى يجب أن يكون هناك مؤتمر موازٍ يضم علماء النفس وعلماء الاجتماع ورجال دين متعلمين ومستنيرين وغيرهم ليشخصوا لنا أمراض المجتمع المصرى حاليًا، ويقترحوا حلولًا عملية وجريئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوضع توصياته أمام المجتمع كله، لأن هذه الأمراض خاصة بالمجتمع، والكل- حكومةً وشعبًا- عليهم تحمل مسؤولية العلاج المقترح. ما معنى أن نتكلم فى الحوار الوطنى عن حرية التعبير وما إلى ذلك وشبابنا متروك فريسة للأفكار الغريبة أو الوافدة أو المدمرة؟!.

ما معنى أن نتكلم عن اقتصاديات الدولة ولا نعرف كيف نستثمر فى أطفالنا وشبابنا ونزرع فيهم القيم ليكونوا شبابًا متوازنًا وفعالًا فى مجتمعه؟!.

يجب ألا ننكر أن مجتمعنا المتدين بطبعه- هكذا نصفه- والمسالم والمؤدب يسبح فوق صفيح ساخن من الكراهية والعنف، خاصة ضد المرأة، وكذلك التعصب والتطرف، ليس فقط فى المناطق العشوائية، ولكن أيضًا فى الحضر، ولا ينقصه العنف والبذاءات والتحرش فى الشوارع.

لا أصور صورة سلبية غير حقيقية، ولكنها الحقيقة التى يجب أن نراها بملء عيوننا إذا أردنا إصلاحًا.. فكيف لمواطن بسيط أن يحيا فى أمان ويحافظ على أبنائه ويحوطهم برعايته وهو يعيش فى رعب دائم من أن يصيب ابنه أو ابنته أذى- أى أذى- فى حادثٍ عبثى أخرق لا معنى له ولا منطق على يد مهووس أو مجنون أو مختل أو متطرف أو أى نموذج آخر من النماذج المرعبة المنتشرة الآن والسائدة؟!.. كل هؤلاء- فى النهاية- هم نتاج الثقافة المتردية التى حاصرتنا من كل جانب، ثقافة تقوم على الانغلاق والرفض وشيطنة الآخر.. وهم أيضًا نتاج التعليم الردىء الذى يفسد الوعى ولا ينوّره، ويُسلّم أبناءنا وبناتنا لقمة سائغة لتيارات التدين الجاهل، ونتاج عمليات التزييف القاسية والشاملة التى مُورست ومازالت على كل المستويات.

إن نجاح أى نظام سياسى مرهون فى الأساس بوضع الإصبع على الأسباب الحقيقية والجوهرية للتصدعات والشروخ والأمراض المجتمعية التى تضاعفت واستفحلت فى السنوات القليلة الماضية، وتنذر بخطورة مضاعفة وتأثيرات مريعة فى المستقبل القريب. البداية دائمًا ولابد أن تكون تشخيصًا سليمًا وقراءة دقيقة ومحايدة.. البداية دائمًا تكون بالاعتراف بوجود الأزمة، لا إنكارها أو التغاضى عنها وإهمالها بالكلية.

أنادى بل أصرخ: ضعوا الأمراض الاجتماعية بين يدى المتخصصين حتى نصلحها، وهذا سيأخذ وقتًا طويلًا، ولكن علينا أن نبدأ من الآن جنبًا إلى جنب مع الحوار الوطنى.. فكلاهما يكملان بعضهما البعض، وهذا ما سيجعلنا نتقدم فى مسيرتنا الوطنية المتجددة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتراح أرجو الالتفات إليه اقتراح أرجو الالتفات إليه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon