بقلم - الأب رفيق جريش
فى الثالث من يونيو من كل عام تحتفل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من دول العالم بعيد الأب، بدأ هذا العيد محليًا فى ولاية واشنطن ومنها أنتشر فى باقى الولايات حتى أقره الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1972 ونحن فى مصر للأسف لا نحتفل به بعد أن كان جزءًا من عيد الأسرة عندما كان عيد الأسرة 21 مارس وحل محله عيد الأم فى منتصف السبعينات ونُسى الأب، لذا أقترح من جديد (لأنى اقترحت قبل ذلك) أن نقرر يومًا لعيد الأب فما أحوج لنا إليه اليوم..... لماذا؟
أولًا: لأن ومنذ أكثر من خمسين عامًا تعاظم دور المرأة على حساب دور الأب ولكن أيضًا على حسابها هى كأم – فقد ركز العالم على دور المرأة العاملة – والمرأة المنتجة – والمرأة سيدة الأعمال بجانب الطبيبة والمهندسة وكل الأعمال والحرف الأخرى وبذلك بُهت دور المرأة كأم الذى هو دعوتها الإلهى الأولى لست ممن يقول إن المرأة مكانها البيت كلا، ولكن لم يصل مجتمعنا بعد إلى التوازن المطلوب بين المرأة العاملة والمرأة الأم ليس فقط من ناحية القوانين ولكن كذلك من ناحية المجتمع.
ثانيًا: تعاظم دور «المرأة العزباء» التى لا تحتاج إلى رجل ولكنها تستطيع وحدها أن تربى أبناءها وتعولهم وذلك نتيجة طبيعية لارتفاع نسبة الطلاق فى مجتمعنا والذى يقلق الدولة والقضايا الأسرية فى المحاكم تشهد على ذلك.
ثالثًا: مع كون مجتمعنا أستهلاكيًا أكثر من منتج ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية أصبح دور الأب محصورًا فى أنه جالب للمال أى «المحفظة» وأصبح دوره كقائد للأسرة ومرب وصديق لأبنائه دورًا هامشيًا أو مفقودًا.
وهناك قطعًا أسباب أخرى ولكن من المؤكد أن إحياء عيد «الأب» والاحتفاء به سيرفع قيمة الأب بل إعادة اكتشاف دعوته الأبوية كما أرادها الله.
العالم يمر بزلزال ضد القيم وخاصة المرتبطة بالأسرة بل هناك من يريد أن يهدم الأسرة بكل الوسائل ويبعدها عن التقاليد الروحية والدينية والطبيعية التى تمتاز بها الأسرة لذا نحتاج إلى تشريعات للأسرة توازن بين أدوار الأب والأم فى حالة الانفصال أو الطلاق. كما علينا أن نعد شبابنا خاصة القابل للزواج إعدادًا نفسيًا وروحيًا واجتماعيًا وقانونيًا جيدًا حتى يتعلم كيف يتحمل المسؤولية.
فإذا كانت أسرنا معوجة سننتج مجتمعًا معوجًا وإذا كانت أسرنا قوية وفتية سننتج مجتمعًا قويًا وواعيًا ومسؤولًا.