توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل للصوم من جدوى؟

  مصر اليوم -

هل للصوم من جدوى

بقلم - رفيق جريش

 

بعد أن مر الشعب المصرى باختبار الصوم إن كان صوم رمضان بالنسبة للمسلمين أو الصوم الأربعينى بالنسبة للمسيحيين الذين يتأهبون للاحتفال بعيد القيامة وقد صادف أن يكون الصيامان متلازمين تحقيقا للوحدة والمحبة الأخوية، ويتساءل المرء عن جدوى الصوم ؟ فالصوم جُعل من أجل أن يتقرب الإنسان من ربه ويتدرب أيضا على مكارم الأخلاق، فالصائم مثل الدودة التى تدخل فى شرنقتها فيتبدل جلدها وتخرج فراشة جميلة طائرة بألوانها الزاهية والخلابة، فالصائم يدخل زمن الصوم وعلى أكتافه ذنوبه وخطاياه فيتشرنق فيتجدد ويخرج إنسانا جديدا متجددا متحليا بألوان زاهية من مكارم الأخلاق والتقوى والتسامح مع الآخر .. إلى آخر وناشرا لمن حوله بكل ما هو جميل وطيب وزاهٍ. لذا نستغرب أن البعض يشعر أن زمن الصوم هو سجن ينحبس فيه الإنسان مدة معينة وما إن تنفك أغلاله فيعود إلى قديمه فينشر القبح والعشوائية ومفاسد الأخلاق وغيرها من المفاسد، وهذا ينطبق علينا فنرى الشوارع مكتظة بالناس خاصة الشباب المتسكع وأكوام الزبالة تتراكم وأغلبها أكياس أكل من خبز وكشرى وزجاجات مياه غازية ومعدنية ناهيك عن الألفاظ البذيئة التى تجرح الأذن كما أصبح التحرش سمة من سمات الاحتفال بالعيد فى الحدائق وأمام دور السينما والشوارع تغلق من تعدى القهاوى على نهر الطريق والسيارات تصطف صف ثان وثالث على الجانبين وكأن شرطة المرور غير متواجدة، ناهيك عن البمب المزعج الذى كان منذ وقت قريب ممنوعا تداوله وغيره، فبدلا من أن الصائم يخرج بدروس مستفادة يزيد فيها إيمانه بالله واحترامه للآخرين ويزداد غيرة على وطنه يخرج كمن خرج من الحبس منطلقا ومدمرا كل شىء بدءا من ذاته واحترامه لنفسه.

هنا أحمل المؤسسات الدينية التى لم تستطع إيصال الرسالة الدينية الصحيحة للناس خاصة للشباب كما يجب، فهؤلاء صاموا لأنهم تمسكوا بمظاهر الدين (إن صاموا) وليس بجوهره وغايته والتى هى فى الأساس تغيير الإنسان وتغيير مسار قلبه وذهنه وأخلاقه إلى الأفضل والأحسن والأجمل والتحلى بمكارم الأخلاق واحترام الآخرين وصيانة بلادنا وليس العمل على تخريبها، فالدين إن لم يطبق فى أرض الواقع ويترجم إلى تصرفات وأعمال صالحة للعباد سيظل الوحى الإلهى حبيس دفتى الكتب المقدسة دون أن يقوم بوظيفته التى أرادها الله بتغيير الإنسان وتصحيح المجتمعات وقيادتها إلى مسار ومسيرة تقوية تقوى علاقة الإنسان بخالقه من جهة وبالآخرين من جهة أخرى وأيضا بالوطن، فالوطن إن تكون من مواطنين صالحين سيكون وطنا صالحا ومتقدما علما وعملا وإن كان المواطنون غير صالحين وعشوائيين سينتج وطنا متخلفا.

على الدولة واجب جسيم وهو عودة الانضباط للشارع المصرى الذى ينتابه كثير من التسيب فالدولة قادرة إذا أرادت فأطنان القوانين حاضرة وجاهزة للتنفيذ وعليها مع أجهزة الأعلام رفع مستوى الوعى عند المواطنين حتى يعود الشارع إلى نظافته وانضباطه وحسن السلوك .

نعم المؤسسات الدينية قصرت فى إفهام الناس ما هو الصيام الحقيقى وأن الصوم ليس سجنا بل حرية كاملة لأن الإنسان الذى يختار بملء إرادته أن يصوم هو يجعل من صيامه تعهدا أمام ربه بأنه سيتغير إلى الأحسن ومصر تستحق منا الاهتمام الأخلاقى والنظام فنحن من نتغنى كل يوم بحضارة مصر القديمة التى علمت العالم الأخلاق والنظام والمنهجية فى العمل والضمير المتقد، فعلينا أن نسير فى نهجهم لنبنى الجمهورية الجديدة وحضارتنا الحديثة .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل للصوم من جدوى هل للصوم من جدوى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon