توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل للصوم من جدوى؟

  مصر اليوم -

هل للصوم من جدوى

بقلم - رفيق جريش

 

بعد أن مر الشعب المصرى باختبار الصوم إن كان صوم رمضان بالنسبة للمسلمين أو الصوم الأربعينى بالنسبة للمسيحيين الذين يتأهبون للاحتفال بعيد القيامة وقد صادف أن يكون الصيامان متلازمين تحقيقا للوحدة والمحبة الأخوية، ويتساءل المرء عن جدوى الصوم ؟ فالصوم جُعل من أجل أن يتقرب الإنسان من ربه ويتدرب أيضا على مكارم الأخلاق، فالصائم مثل الدودة التى تدخل فى شرنقتها فيتبدل جلدها وتخرج فراشة جميلة طائرة بألوانها الزاهية والخلابة، فالصائم يدخل زمن الصوم وعلى أكتافه ذنوبه وخطاياه فيتشرنق فيتجدد ويخرج إنسانا جديدا متجددا متحليا بألوان زاهية من مكارم الأخلاق والتقوى والتسامح مع الآخر .. إلى آخر وناشرا لمن حوله بكل ما هو جميل وطيب وزاهٍ. لذا نستغرب أن البعض يشعر أن زمن الصوم هو سجن ينحبس فيه الإنسان مدة معينة وما إن تنفك أغلاله فيعود إلى قديمه فينشر القبح والعشوائية ومفاسد الأخلاق وغيرها من المفاسد، وهذا ينطبق علينا فنرى الشوارع مكتظة بالناس خاصة الشباب المتسكع وأكوام الزبالة تتراكم وأغلبها أكياس أكل من خبز وكشرى وزجاجات مياه غازية ومعدنية ناهيك عن الألفاظ البذيئة التى تجرح الأذن كما أصبح التحرش سمة من سمات الاحتفال بالعيد فى الحدائق وأمام دور السينما والشوارع تغلق من تعدى القهاوى على نهر الطريق والسيارات تصطف صف ثان وثالث على الجانبين وكأن شرطة المرور غير متواجدة، ناهيك عن البمب المزعج الذى كان منذ وقت قريب ممنوعا تداوله وغيره، فبدلا من أن الصائم يخرج بدروس مستفادة يزيد فيها إيمانه بالله واحترامه للآخرين ويزداد غيرة على وطنه يخرج كمن خرج من الحبس منطلقا ومدمرا كل شىء بدءا من ذاته واحترامه لنفسه.

هنا أحمل المؤسسات الدينية التى لم تستطع إيصال الرسالة الدينية الصحيحة للناس خاصة للشباب كما يجب، فهؤلاء صاموا لأنهم تمسكوا بمظاهر الدين (إن صاموا) وليس بجوهره وغايته والتى هى فى الأساس تغيير الإنسان وتغيير مسار قلبه وذهنه وأخلاقه إلى الأفضل والأحسن والأجمل والتحلى بمكارم الأخلاق واحترام الآخرين وصيانة بلادنا وليس العمل على تخريبها، فالدين إن لم يطبق فى أرض الواقع ويترجم إلى تصرفات وأعمال صالحة للعباد سيظل الوحى الإلهى حبيس دفتى الكتب المقدسة دون أن يقوم بوظيفته التى أرادها الله بتغيير الإنسان وتصحيح المجتمعات وقيادتها إلى مسار ومسيرة تقوية تقوى علاقة الإنسان بخالقه من جهة وبالآخرين من جهة أخرى وأيضا بالوطن، فالوطن إن تكون من مواطنين صالحين سيكون وطنا صالحا ومتقدما علما وعملا وإن كان المواطنون غير صالحين وعشوائيين سينتج وطنا متخلفا.

على الدولة واجب جسيم وهو عودة الانضباط للشارع المصرى الذى ينتابه كثير من التسيب فالدولة قادرة إذا أرادت فأطنان القوانين حاضرة وجاهزة للتنفيذ وعليها مع أجهزة الأعلام رفع مستوى الوعى عند المواطنين حتى يعود الشارع إلى نظافته وانضباطه وحسن السلوك .

نعم المؤسسات الدينية قصرت فى إفهام الناس ما هو الصيام الحقيقى وأن الصوم ليس سجنا بل حرية كاملة لأن الإنسان الذى يختار بملء إرادته أن يصوم هو يجعل من صيامه تعهدا أمام ربه بأنه سيتغير إلى الأحسن ومصر تستحق منا الاهتمام الأخلاقى والنظام فنحن من نتغنى كل يوم بحضارة مصر القديمة التى علمت العالم الأخلاق والنظام والمنهجية فى العمل والضمير المتقد، فعلينا أن نسير فى نهجهم لنبنى الجمهورية الجديدة وحضارتنا الحديثة .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل للصوم من جدوى هل للصوم من جدوى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon