توقيت القاهرة المحلي 10:32:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل للصوم من جدوى؟

  مصر اليوم -

هل للصوم من جدوى

بقلم - رفيق جريش

 

بعد أن مر الشعب المصرى باختبار الصوم إن كان صوم رمضان بالنسبة للمسلمين أو الصوم الأربعينى بالنسبة للمسيحيين الذين يتأهبون للاحتفال بعيد القيامة وقد صادف أن يكون الصيامان متلازمين تحقيقا للوحدة والمحبة الأخوية، ويتساءل المرء عن جدوى الصوم ؟ فالصوم جُعل من أجل أن يتقرب الإنسان من ربه ويتدرب أيضا على مكارم الأخلاق، فالصائم مثل الدودة التى تدخل فى شرنقتها فيتبدل جلدها وتخرج فراشة جميلة طائرة بألوانها الزاهية والخلابة، فالصائم يدخل زمن الصوم وعلى أكتافه ذنوبه وخطاياه فيتشرنق فيتجدد ويخرج إنسانا جديدا متجددا متحليا بألوان زاهية من مكارم الأخلاق والتقوى والتسامح مع الآخر .. إلى آخر وناشرا لمن حوله بكل ما هو جميل وطيب وزاهٍ. لذا نستغرب أن البعض يشعر أن زمن الصوم هو سجن ينحبس فيه الإنسان مدة معينة وما إن تنفك أغلاله فيعود إلى قديمه فينشر القبح والعشوائية ومفاسد الأخلاق وغيرها من المفاسد، وهذا ينطبق علينا فنرى الشوارع مكتظة بالناس خاصة الشباب المتسكع وأكوام الزبالة تتراكم وأغلبها أكياس أكل من خبز وكشرى وزجاجات مياه غازية ومعدنية ناهيك عن الألفاظ البذيئة التى تجرح الأذن كما أصبح التحرش سمة من سمات الاحتفال بالعيد فى الحدائق وأمام دور السينما والشوارع تغلق من تعدى القهاوى على نهر الطريق والسيارات تصطف صف ثان وثالث على الجانبين وكأن شرطة المرور غير متواجدة، ناهيك عن البمب المزعج الذى كان منذ وقت قريب ممنوعا تداوله وغيره، فبدلا من أن الصائم يخرج بدروس مستفادة يزيد فيها إيمانه بالله واحترامه للآخرين ويزداد غيرة على وطنه يخرج كمن خرج من الحبس منطلقا ومدمرا كل شىء بدءا من ذاته واحترامه لنفسه.

هنا أحمل المؤسسات الدينية التى لم تستطع إيصال الرسالة الدينية الصحيحة للناس خاصة للشباب كما يجب، فهؤلاء صاموا لأنهم تمسكوا بمظاهر الدين (إن صاموا) وليس بجوهره وغايته والتى هى فى الأساس تغيير الإنسان وتغيير مسار قلبه وذهنه وأخلاقه إلى الأفضل والأحسن والأجمل والتحلى بمكارم الأخلاق واحترام الآخرين وصيانة بلادنا وليس العمل على تخريبها، فالدين إن لم يطبق فى أرض الواقع ويترجم إلى تصرفات وأعمال صالحة للعباد سيظل الوحى الإلهى حبيس دفتى الكتب المقدسة دون أن يقوم بوظيفته التى أرادها الله بتغيير الإنسان وتصحيح المجتمعات وقيادتها إلى مسار ومسيرة تقوية تقوى علاقة الإنسان بخالقه من جهة وبالآخرين من جهة أخرى وأيضا بالوطن، فالوطن إن تكون من مواطنين صالحين سيكون وطنا صالحا ومتقدما علما وعملا وإن كان المواطنون غير صالحين وعشوائيين سينتج وطنا متخلفا.

على الدولة واجب جسيم وهو عودة الانضباط للشارع المصرى الذى ينتابه كثير من التسيب فالدولة قادرة إذا أرادت فأطنان القوانين حاضرة وجاهزة للتنفيذ وعليها مع أجهزة الأعلام رفع مستوى الوعى عند المواطنين حتى يعود الشارع إلى نظافته وانضباطه وحسن السلوك .

نعم المؤسسات الدينية قصرت فى إفهام الناس ما هو الصيام الحقيقى وأن الصوم ليس سجنا بل حرية كاملة لأن الإنسان الذى يختار بملء إرادته أن يصوم هو يجعل من صيامه تعهدا أمام ربه بأنه سيتغير إلى الأحسن ومصر تستحق منا الاهتمام الأخلاقى والنظام فنحن من نتغنى كل يوم بحضارة مصر القديمة التى علمت العالم الأخلاق والنظام والمنهجية فى العمل والضمير المتقد، فعلينا أن نسير فى نهجهم لنبنى الجمهورية الجديدة وحضارتنا الحديثة .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل للصوم من جدوى هل للصوم من جدوى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon