بقلم - الأب رفيق جريش
ما إن تدخل حى الظاهر وشارع الفجالة والشوارع الجانبية حتى تشعر بأنك دخلت فى آلة الزمن الذى رجع بك إلى الوراء على أقله ثلاثون عامًا فهذا الحى الذى كان يومًا عريقًا أصبح مُهَمل إهمالًا جسيمًا، فبرغم اهتمام الدولة بالطرق والكبارى وتوسيع الشوارع وسفلتتها فى مناطق كثيرة وفك الارتباط من المرور المتشابك ونشهد فيها انسيابية فى مناطق كثيرة إلا أن حى الظاهر والفجالة الواقع فيما بين میدان رمسيس وميدان الظاهر بيبرس متروك تركًا لدرجة أن السكان يشعرون بأنه تُرك مقصودا لتطفيشهم من هذه المنطقة.
حى الظاهر برغم الكثافة السكانية يمتاز بوجود كثير من المنشآت الهامة وعلى رأسها جامع الظاهر بيبرس وعدة مطرانيات وكنائس وجوامع أثرية ومدارس كثيرة وعريقة وحضور طلابى كثيف ومستشفيات وغيرها إلا أنه حى متروك للإهمال والقمامة ومطبات الشوارع التى لا تحصى ولا تعد مما يجعل المرور فيه عسيرا جدًا رغم أن شارع الظاهر نفسه والذى يمر فى منتصفه مواز لشارع رمسيس والبديل عنه فى حالة الضرورة خاصة أثناء الزحام الشديد ويتفرع منه شارع بورسعيد وشارع الجيش والموسكى وغيرها.
إذًا الحى وشوارعه الجانبية والرئيسية ممر حيوى للسيارات والمواصلات العامة فلا يجب الاهتمام فقط بالمدن الجديدة والأحياء الحديثة ولكن من المهم الإهتمام بالأحياء القديمة أيضًا وصيانتها وتجديد ما قد فسد فيها ليكون لائقًا بتاريخها وقابلا للسكن فيه.
حى الظاهر ليس فقط الحى الوحيد الذى يحتاج لصيانة وتجديد ولكن هناك أحياء مثل مصر الجديدة خاصة منطقة الكوربة التى بدأ فيها التدهور رغم أنها أيضًا من أرقى أحياء مصر ورغم أنها الطريق المؤدى إلى قصر الاتحادية ويمر فيها السفراء والوفود الأجنبية الزائرة للسيد الرئيس والوزراء ومقر لشركات ومحلات كبيرة وبنوك عديدة إلا أن الكافيهات احتلت الأرصفة فلا مكان للمشاة أو مكان للتعدية مما يسبب خطرًا خاصة على كبار السن فهذا الحى يتدهور يومًا بعد يوم، فالرجاء من المسؤولين الاهتمام به قبل أن يلحق هو الآخر بحى الظاهر وأحياء أخرى كثيرة تتدهور حالتها.
كل هذا دليل آخر على أن المحليات تحتاج نظرة تجديد وتغيير فإهمالها وفسادها معروف للدولة وللجميع وحان الوقت فى الجمهورية الجديدة وفى الفترة الجديدة للسيد الرئيس أن تكون المحليات من الأولويات لتوضع لها أنظمة وقوانين وتطبيق الدستور عليها لصالح الشعب ورخائه.