بقلم - الأب رفيق جريش
سنة بعد سنة تزيد وزارة التربية والتعليم من قبضتها الرقابية تجاه الطلبة المتقدمين للثانوية العامة ربما لازدياد حالات الغش واستغلال الغشاشين للأساليب الحديثة والتكنولوجيا فى الغش... لكن هل هذا هو الحل؟؟؟
منذ زمن طويل والثانوية العامة لها هالة خاصة، فالامتحانات دائمًا تحت رقابة صارمة، كذلك فتح الأسئلة واستلام الأجوبة وسفر الامتحانات للمحافظات كل ذلك أعطى حالة من الخوف والرعب من الثانوية العامة للطلبة وأولياء الأمور ناهيك عن المجموع العالى جدًا خاصة لكليات القمة دون دراسة حقيقية لحركة واحتياج السوق للتخصصات المختلفة وتهميش التعليم الفنى رغم احتياج السوق والدولة الشديد لهذه التخصصات التى تعمل على تشغيل المصانع وسد احتياجاتها من العمالة المتدربة والمتخصصة. والجديد هذا العام هو وضع كاميرات فى كل اللجان لمراقبتها، ناهيك عن الشرطة الواقفة عند أبواب اللجان التى تتسبب فى كثير من
الرعب والترهيب.
والسؤال، هل هذا الأسلوب الذى تنتهجه وزارة التربية والتعليم أسلوب تربوى؟ إن ازدياد عدد الغشاشين هو إعلان رسمى أن الوزارة فاشلة تربويًا. أليس من المنوط بها تربية الطلبة والمجتمع وتكوينهم على احترام الامتحانات وعدم الغش؟.
أليس من المفترض أن يعامل الطلبة على أنهم أبناء وليسوا حفنة حرامية وغشاشين وبلطجية؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تقودنا إلى إعلان فشل منظومة التربية والتعليم فى مصر. قرأنا فى الصحف هذا الأسبوع أن معالى رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم والتعليم العالى ناقشا عددا من المقترحات من أجل تطوير الثانوية العامة ومناقشة التوجيهات التى طرحها الحوار الوطنى وطرحها أيضا للحوار المجتمعى والإسهام فى الارتقاء بجودة التعليم وإعداد مُتعلم متميز قادر على الإبداع والابتكار وذلك تنفيذًا
لتوجيهات السيد الرئيس.
نتمنى أن تتم مناقشة الدور التربوى المفقود لوزارة التربية والتعليم ورصد الخلل الموجود فى التعامل التربوى مع الأبناء الطلبة وأهم شىء التخلى عن الأسلوب الرقابى التقليدى
فى التعامل معهم.
لا يوجد أى ثانوية عامة أو نهاية المرحلة الثانوية فى العالم شرقًا وغربًا يُعامل فيها الطالب على أنه غشاش حتى تثبت براءته، هذا الأسلوب سيصنع جيلًا من الغشاشين والفاسدين بدلًا من صنع جيل من المتعلمين والقادة والمفكرين الذين سيقودون المجتمع لمزيد من الانضباط والقيم.