توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجازر إسرائيل وتحديها للعالم

  مصر اليوم -

مجازر إسرائيل وتحديها للعالم

بقلم - الأب رفيق جريش

اتخذ العالم أخيرًا موقفًا موحدًا ضد إسرائيل، ومستنكرًا بشدة المجازر الإسرائيلية التى طالت مخيمًا للنازحين فى منطقة البركسات بالقرب من مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) شمال غرب مدينة رفح الفلسطينية، والتى أسفرت عن استشهاد 45 وإصابة 249 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. وقد أدانت مصر، بأشد العبارات، القصف المتعمد لخيام النازحين، واعتبرته انتهاكًا جديدًا وسافرًا لأحكام القانون الدولى الإنسانى، كما اعتبرت فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، الحادث المأساوى إمعانًا فى مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتال والدمار فى قطاع غزة، لجعله غير قابل للحياة.

يأتى هذا فى الوقت الذى هدد فيه وزراء خارجية الدول فى الاتحاد الأوروبى بفرض عقوبات على إسرائيل إذا واصلت انتهاك القانون الدولى والإنسانى.

تُعد هذه المجزرة وغيرها من المجازر التى قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلى جريمة حرب بكل المقاييس وتمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى الإنسانى الذى يحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، كما أنها تعكس استمرار تحدى حكومة الحرب الإسرائيلية لقرارات الشرعية الدولية وتحديدًا لقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذى طالبها بشكل صريح وملزم بوقف عدوانها وهجومها على رفح لما سوف ينتج عنه من كوارث إنسانية ومذابح جماعية، وبهذا القصف والانتقام تبعث إسرائيل برسالة للمجتمع الدولى أنها غير معنية وغير ملتزمة بالقرارات الدولية.

كما أن هذا القصف يعكس مأزق نتنياهو بعد توجه المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة لاعتقاله ووزير دفاعه لما ارتكباه من جرائم حرب فى غزة على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وبالطبع آخرها جريمة قصف مخيم النازحين برفح. ويؤكد أيضًا أن هذه الحكومة تسعى إلى استمرار التصعيد العسكرى والقصف العشوائى للفلسطينيين لاستمرار بقائها فى السلطة، إضافة إلى عدم جديتها فى استئناف المفاوضات والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف هذا العدوان واللعب بالنار مع الدول الحدودية لها خاصة مصر.

كما أن هذه المجزرة التى ارتكبتها إسرائيل فى رفح تُعد تحديًا للخطوط الحمراء التى وضعتها إدارة بايدن الحليف الرئيسى لإسرائيل بشأن معارضة الهجوم على رفح فى ظل وجود أكثر من مليون و300 ألف فلسطينى فى هذا القطاع، ويثير التساؤلات حول موقف الإدارة الأمريكية من تلك المجزرة وماذا ستفعله بشأن تجاوزات إسرائيل لخطوطها الحمراء فى رفح، ومدى جديتها بشأن منع العدوان الإسرائيلى فى رفح، خاصة أن أمريكا رهنت اجتياح إسرائيل للمدينة بوجود خطة موثوقة لإجلاء المدنيين، وهو ما دفع حكومة الحرب الإسرائيلية لاستمرار الهجوم تحت زعم أنه ليس اجتياحًا شاملًا لتفادى المعارضة الأمريكية، وهو ما يعكس استمرار ميوعة الموقف الأمريكى فيما يتعلق بضرورة ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة بشكل عام ورفح بشكل خاص.

من جهته، أكد وزير الخارجية سامح شكرى، خلال مشاركته فى اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبى المنعقد فى بروكسل، ضرورة تحمل إسرائيل مسؤولياتها تجاه المدنيين فى غزة.

لا شك أن مجزرة رفح الأخيرة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى، والتى تتطلب تحرك المجتمع الدولى ومجلس الأمن لوقف تلك المجازر والتنفيذ العاجل لقرار محكمة العدل الدولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجازر إسرائيل وتحديها للعالم مجازر إسرائيل وتحديها للعالم



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon