توقيت القاهرة المحلي 10:55:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجازر إسرائيل وتحديها للعالم

  مصر اليوم -

مجازر إسرائيل وتحديها للعالم

بقلم - الأب رفيق جريش

اتخذ العالم أخيرًا موقفًا موحدًا ضد إسرائيل، ومستنكرًا بشدة المجازر الإسرائيلية التى طالت مخيمًا للنازحين فى منطقة البركسات بالقرب من مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) شمال غرب مدينة رفح الفلسطينية، والتى أسفرت عن استشهاد 45 وإصابة 249 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. وقد أدانت مصر، بأشد العبارات، القصف المتعمد لخيام النازحين، واعتبرته انتهاكًا جديدًا وسافرًا لأحكام القانون الدولى الإنسانى، كما اعتبرت فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، الحادث المأساوى إمعانًا فى مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتال والدمار فى قطاع غزة، لجعله غير قابل للحياة.

يأتى هذا فى الوقت الذى هدد فيه وزراء خارجية الدول فى الاتحاد الأوروبى بفرض عقوبات على إسرائيل إذا واصلت انتهاك القانون الدولى والإنسانى.

تُعد هذه المجزرة وغيرها من المجازر التى قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلى جريمة حرب بكل المقاييس وتمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى الإنسانى الذى يحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، كما أنها تعكس استمرار تحدى حكومة الحرب الإسرائيلية لقرارات الشرعية الدولية وتحديدًا لقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذى طالبها بشكل صريح وملزم بوقف عدوانها وهجومها على رفح لما سوف ينتج عنه من كوارث إنسانية ومذابح جماعية، وبهذا القصف والانتقام تبعث إسرائيل برسالة للمجتمع الدولى أنها غير معنية وغير ملتزمة بالقرارات الدولية.

كما أن هذا القصف يعكس مأزق نتنياهو بعد توجه المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة لاعتقاله ووزير دفاعه لما ارتكباه من جرائم حرب فى غزة على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وبالطبع آخرها جريمة قصف مخيم النازحين برفح. ويؤكد أيضًا أن هذه الحكومة تسعى إلى استمرار التصعيد العسكرى والقصف العشوائى للفلسطينيين لاستمرار بقائها فى السلطة، إضافة إلى عدم جديتها فى استئناف المفاوضات والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف هذا العدوان واللعب بالنار مع الدول الحدودية لها خاصة مصر.

كما أن هذه المجزرة التى ارتكبتها إسرائيل فى رفح تُعد تحديًا للخطوط الحمراء التى وضعتها إدارة بايدن الحليف الرئيسى لإسرائيل بشأن معارضة الهجوم على رفح فى ظل وجود أكثر من مليون و300 ألف فلسطينى فى هذا القطاع، ويثير التساؤلات حول موقف الإدارة الأمريكية من تلك المجزرة وماذا ستفعله بشأن تجاوزات إسرائيل لخطوطها الحمراء فى رفح، ومدى جديتها بشأن منع العدوان الإسرائيلى فى رفح، خاصة أن أمريكا رهنت اجتياح إسرائيل للمدينة بوجود خطة موثوقة لإجلاء المدنيين، وهو ما دفع حكومة الحرب الإسرائيلية لاستمرار الهجوم تحت زعم أنه ليس اجتياحًا شاملًا لتفادى المعارضة الأمريكية، وهو ما يعكس استمرار ميوعة الموقف الأمريكى فيما يتعلق بضرورة ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة بشكل عام ورفح بشكل خاص.

من جهته، أكد وزير الخارجية سامح شكرى، خلال مشاركته فى اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبى المنعقد فى بروكسل، ضرورة تحمل إسرائيل مسؤولياتها تجاه المدنيين فى غزة.

لا شك أن مجزرة رفح الأخيرة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى، والتى تتطلب تحرك المجتمع الدولى ومجلس الأمن لوقف تلك المجازر والتنفيذ العاجل لقرار محكمة العدل الدولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجازر إسرائيل وتحديها للعالم مجازر إسرائيل وتحديها للعالم



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon