توقيت القاهرة المحلي 05:53:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسيحيو فلسطين وغزة

  مصر اليوم -

مسيحيو فلسطين وغزة

بقلم - رفيق جريش

يحتفل العالم فى شرقه وغربه بعيد الميلاد المجيد وتدب الاحتفالات فى كل مكان عدا الأراضى المقدسة مثل أورشليم ــ القدس وبيت لحم حيث مولد السيد المسيح يسوع وغزة التى مرت منها العائلة المقدسة هربا من هيرودس الملك إلى مصر الذى قتل الأطفال من سن سنتين إلى ما دون.
عدد المسيحيين فى غزة قبل الحرب الإسرائيلية عليها يبلغ نحو 1200 شخص من أصل 2 مليون نسمة من الإخوة المسلمين. المسيجيون منهم لاتين وروم كاثوليك وروم أورثوذكس ولا نعرف كم سيتبقى منهم بعد أن تضع الحرب أوزارها فمنهم من نزح مع بقية الغزاوية ومنهم من قتل وجرح ولا يخفى على أحد أن فى الـ75 سنة الأخيرة كثيرين نزحوا وتشتتوا بسبب الاحتلال الإسرائيلى ومعاملتهم القاسية. لا يخفى أيضا أن مع الاحتلال الإسرائيلى والحروب المتتالية قد استنزف كثير من المسيحيين رغم انخراط العديد منهم فى حركات (غير إسلامية) مناهضة للاحتلال مثل منظمة التحرير الفلسطينية منهم حبيب خواجى، حنا ناصر، والمطران الانجليكانى إلياس خورى والمطران الشهير هيلاريون كابوش مطران القدس للروم الكاثوليك الذى سجن ونفى ومنهم من انخرطوا فى حركات ماركسية مثل جورج حبش فى الجبهة الشعبية ونايف حواتمة فى الجبهة الديمقراطية وغيرهم. هؤلاء لم يقدموا هويتهم كمسيحيين ولكن كفلسطينيين عروبيين، والدستور الفلسطينى 2003 يضمن حرية العبادة وحرية العقيدة وحماية الأماكن المقدسة لجميع الأديان والطوائف مع تحديد أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع.
الرئيس المرحوم ياسر عرفات قدم سياسة منظمة التحرير الفلسطينية للعالم على أن قضية فلسطين قضية فلسطينية بحتة وليست دينية بأى حال من الأحوال، وقد استقبله عام 1982 البابا القديس يوحنا بولس الثانى فى الوقت الذى لم يكن يستقبله أو يتواصل تواصلا مباشرا مع أى أحد من القادة الغربيين ونفس الحبر الرومانى عين بطريركيا فلسطينيا عربيا على بطريركية القدس وهو البطريرك ميشيل صباح والذى حمل القضية الفلسطينية على عاتقه. أما فى يناير 2006 مع الانتخابات الأولى الفلسطينية ظهر على قائمة فتح وحماس مرشحون مسيحيون خاصة فى مدن بيت لحم ــ بيت جالا ــ بيت ساحور ــ رام الله حيث الوجود المسيحى قوى لدرجة أن عمدة بيت لحم المسيحى فيكتور باطرسه كان له مستشارون مسلمون من حركة حماس ،ثم تم تعيين بطريرك عربى فلسطينى ثانٍ هو البطريرك فؤاد طوال (الذى خدم فى سفارة الفاتيكان فى مصر فى الثمانينات).
وفى 2006 أثناء أزمة الكاريكاتورالمسئ لنبى الإسلام محمد تعهد محمود الزهار وزير خارجية حماس فى ذلك الوقت ومن داخل الكنيسة فى غزة بحماية الأماكن المسيحية لأنها «تخص إخوة لنا» عندما استشعر أن ربما بعض المغتصبين قد يتعرضون للأماكن المسيحية. فى الأسبوع الماضى هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلى رعية «العائلة المقدسة» فى غزة والضحايا كانت سيدة وابنتها وخمسة من الجرحى، علل الجيش هذا الهجوم أن داخل الكنيسة كانت هناك صواريخ تطلقها حماس وذلك مع وجود 700 نازح داخل حرم الكنيسة كما أطلقوا النار على مولد كهربائى خاص براهبات الأم تريزا اللاتى يواظبن ليل نهار على خدمة أكثر من 50 معاقا كما تم محاصرة مستشفى «القديس يوسف النجار» وإطلاق النار على الموجودين والطواقم الطبية. يرى المسيحيون الفلسطينيون والغزاويون أن حضورهم المسيحى مهم وعازمون على البقاء والحضور الفعال مع إخوانهم المسلمين، وهذا المقال ليس للتباهى لكنه سرد لحقائق تاريخية قد تكون مخفية فى خضم الحرب الإسرائيلية ــ الحماسية خاصة أن السلطات الإسرائيلية تعمل جاهدة على إخفاء الحقائق والكذب على الرأى العام الإسرائيلى والدولى. تاريخ مسيحيى فلسطين وغزة وغيرها هى صفحة من آلاف الصفحات التى برهن فيها المسيحيون العرب أنهم أبناء أوطانهم ومخلصون لها يدا فى اليد مع إخوانهم المسلمين، ولن يستطيع أى مستعمر أو محتل النيل منهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيحيو فلسطين وغزة مسيحيو فلسطين وغزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon