توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلام والحقوق المتساوية

  مصر اليوم -

السلام والحقوق المتساوية

بقلم - رفيق جريش

رغم الصورة القاتمة التى نراها اليوم فى الحرب بين حماس وإسرائيل إلا أن السلام ممكن إذا توافرت له شروط «العدالة» فقد حان الوقت أن تتغير ويتوقف الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى بعد أن دام 75 سنة وللأسف مرشح ليطول إذا لم تتوفر الإرادة السياسية عند جميع الأطراف، فالآن هو الوقت المناسب للبحث عن حلول عادلة ولنكون صرحاء، لم يكن لإسرائيل فى أى وقت من الأوقات النية فى تطبيق إرادة المجتمع الدولى «بحل الدولتين» ومن الغريب أنها تعرضه الآن على استحياء. فقد استكملت بناء المستوطنات وحاصرت المدن والقرى الفلسطينية بها فى غزة وفى الضفة على حدا سواء فأين هذه النية؟ ويجب على إسرائيل ومن ورائها الدول الغربية المنحازة إليها أن يعلموا أن الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى فى حقيقة الأمر هو احتلال عنيف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مثله مثل الاحتلال العنيف من فرنسا للجزائر والاحتلال العنيف الإنجليزى لمصر والسودان وغيرها من الأمثلة الاستعمارية. فحل الدولتين هو حل «عادل» فإسرائيل التى تقدم نفسها بأنها دولة ديمقراطية وتنتمى للعالم الحر تعامل باحتقار الشعب الفلسطينى بنظام ديكتاتورى غاية فى القسوة. فلا ننسى قتل الفلسطينيين والصحفيين وهدم المنازل على رءوس أصحابها ــ أصحاب الأرض ــ والاعتقالات العشوائية وكل أساليب العنف البربرى على مرأى ومسمع من العالم الغربى الذى يقول إنه «حر» ويلقننا دروسا فى حقوق الإنسان. فهذه الدولة لا يمكن أن تكون إلا دولة قائمة على «التمييز العنصرى» بامتياز. خبرة 75 سنة فى هذا الصراع نقول إنه لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المأسوى «شعبان على أرض واحدة»، فالشعب الإسرائيلى يتمتع بكل الحقوق والامتيازات والشعب الفلسطينى أينما وجد لا حقوق له على أرضه أبدا. أليس هذا بعينه تمييزا عنصريا؟ اذهبوا إلى المستعمرات الإسرائيلية المجاورة للقرى الفلسطينية والمبنية على أرض مسلوبة من الفلسطينيين وانظروا الرخاء الذى يعيش فيه سكانها بينما الفلسطينيون المجاورون لهم يعيشون فى الضنك بلا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا أمل لشبابهم فى أى مستقبل ولا أى حقوق. على إسرائيل أن تذيب عقدها التاريخية والتى تسقطها على الفلسطينيين فى صورة الاضطهادات حتى نصل لطريق سلام للجميع قائما على العدل فقد حان الوقت للبحث وتطبيق «الحقوق المتساوية» والاعتراف بها من قبل الإسرئيليين والاعتراف بأن للفلسطينيين الحقوق فى وعلى أرضهم. لماذا ترفض إسرائيل «الحقوق المتساوية» هل لأنها تعتبر شعبها، شعب الله المختار؟ وأن هذه الأرض هى الموعود بها من الله؟ ما أهمية الأرض إذا كان الإنسان القاطن بها ظالما أو مظلوما فالأرض لا تكون أرضا حقيقية إلا إذا كانت «عادلة». الاستمرار فى الصراع سيولد صراعات أخرى ولن تهدأ منطقة الشرق الأوسط أبدا وسيولد منها متطرفون وإرهابيون منتشرون فى العالم كله وقد رأينا إرهاصاته فى أوروبا الآن خاصة فى فرنسا ولن يهدأ العالم أبدا. أناشد دول العالم وكل الشعوب والناس ذوى إرادة صالحة المحبة للسلام القائم على العدالة المتساوية أن تعمل وتدعو وتصلى من أجل تحقيق العدالة هذه بين الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى الذى له الحق فى الحياة على أرضه. نذكر الإسرائيليين أن غياب العدالة كان سبب انقسام مملكة إسرائيل القديمة والتى أدت إلى سبيهم إلى بابل (550 ق. م) واحتلال الغرباء لهم وأخيرا تشتتهم فى كل بقاع الأرض فكان عقاب الله لهم على عدم عدالتهم. ونذكرهم أيضا من الكتاب المقدس العهد القديم أن من فرائض القداسة هى تحقيق العدالة إذ الوصية تقول «لا تظلموا أحدا، ولا تسلبوهم لا تجوروا عليهم فى الحكم. بل احكموا للآخرين بالعدل»، (لاويين 19 / 14 ــ15).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلام والحقوق المتساوية السلام والحقوق المتساوية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon