توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلام والحقوق المتساوية

  مصر اليوم -

السلام والحقوق المتساوية

بقلم - رفيق جريش

رغم الصورة القاتمة التى نراها اليوم فى الحرب بين حماس وإسرائيل إلا أن السلام ممكن إذا توافرت له شروط «العدالة» فقد حان الوقت أن تتغير ويتوقف الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى بعد أن دام 75 سنة وللأسف مرشح ليطول إذا لم تتوفر الإرادة السياسية عند جميع الأطراف، فالآن هو الوقت المناسب للبحث عن حلول عادلة ولنكون صرحاء، لم يكن لإسرائيل فى أى وقت من الأوقات النية فى تطبيق إرادة المجتمع الدولى «بحل الدولتين» ومن الغريب أنها تعرضه الآن على استحياء. فقد استكملت بناء المستوطنات وحاصرت المدن والقرى الفلسطينية بها فى غزة وفى الضفة على حدا سواء فأين هذه النية؟ ويجب على إسرائيل ومن ورائها الدول الغربية المنحازة إليها أن يعلموا أن الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى فى حقيقة الأمر هو احتلال عنيف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مثله مثل الاحتلال العنيف من فرنسا للجزائر والاحتلال العنيف الإنجليزى لمصر والسودان وغيرها من الأمثلة الاستعمارية. فحل الدولتين هو حل «عادل» فإسرائيل التى تقدم نفسها بأنها دولة ديمقراطية وتنتمى للعالم الحر تعامل باحتقار الشعب الفلسطينى بنظام ديكتاتورى غاية فى القسوة. فلا ننسى قتل الفلسطينيين والصحفيين وهدم المنازل على رءوس أصحابها ــ أصحاب الأرض ــ والاعتقالات العشوائية وكل أساليب العنف البربرى على مرأى ومسمع من العالم الغربى الذى يقول إنه «حر» ويلقننا دروسا فى حقوق الإنسان. فهذه الدولة لا يمكن أن تكون إلا دولة قائمة على «التمييز العنصرى» بامتياز. خبرة 75 سنة فى هذا الصراع نقول إنه لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المأسوى «شعبان على أرض واحدة»، فالشعب الإسرائيلى يتمتع بكل الحقوق والامتيازات والشعب الفلسطينى أينما وجد لا حقوق له على أرضه أبدا. أليس هذا بعينه تمييزا عنصريا؟ اذهبوا إلى المستعمرات الإسرائيلية المجاورة للقرى الفلسطينية والمبنية على أرض مسلوبة من الفلسطينيين وانظروا الرخاء الذى يعيش فيه سكانها بينما الفلسطينيون المجاورون لهم يعيشون فى الضنك بلا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا أمل لشبابهم فى أى مستقبل ولا أى حقوق. على إسرائيل أن تذيب عقدها التاريخية والتى تسقطها على الفلسطينيين فى صورة الاضطهادات حتى نصل لطريق سلام للجميع قائما على العدل فقد حان الوقت للبحث وتطبيق «الحقوق المتساوية» والاعتراف بها من قبل الإسرئيليين والاعتراف بأن للفلسطينيين الحقوق فى وعلى أرضهم. لماذا ترفض إسرائيل «الحقوق المتساوية» هل لأنها تعتبر شعبها، شعب الله المختار؟ وأن هذه الأرض هى الموعود بها من الله؟ ما أهمية الأرض إذا كان الإنسان القاطن بها ظالما أو مظلوما فالأرض لا تكون أرضا حقيقية إلا إذا كانت «عادلة». الاستمرار فى الصراع سيولد صراعات أخرى ولن تهدأ منطقة الشرق الأوسط أبدا وسيولد منها متطرفون وإرهابيون منتشرون فى العالم كله وقد رأينا إرهاصاته فى أوروبا الآن خاصة فى فرنسا ولن يهدأ العالم أبدا. أناشد دول العالم وكل الشعوب والناس ذوى إرادة صالحة المحبة للسلام القائم على العدالة المتساوية أن تعمل وتدعو وتصلى من أجل تحقيق العدالة هذه بين الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى الذى له الحق فى الحياة على أرضه. نذكر الإسرائيليين أن غياب العدالة كان سبب انقسام مملكة إسرائيل القديمة والتى أدت إلى سبيهم إلى بابل (550 ق. م) واحتلال الغرباء لهم وأخيرا تشتتهم فى كل بقاع الأرض فكان عقاب الله لهم على عدم عدالتهم. ونذكرهم أيضا من الكتاب المقدس العهد القديم أن من فرائض القداسة هى تحقيق العدالة إذ الوصية تقول «لا تظلموا أحدا، ولا تسلبوهم لا تجوروا عليهم فى الحكم. بل احكموا للآخرين بالعدل»، (لاويين 19 / 14 ــ15).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلام والحقوق المتساوية السلام والحقوق المتساوية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon