توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العمق الثقافي اللبناني

  مصر اليوم -

العمق الثقافي اللبناني

بقلم-شيرين قسوس

 لم نقرأ عن فتاة واحدة تعرضت للتحرش أثناء المظاهرات بلبنان، لكن باقي الشعوب هي من تحرشت بهم بكثير من الكلمات والأوصاف ذات الإيحاء الجنسيّ، والتحرّش اللفظيّ، والنكات العنصريّة، رغم أن بعضها اضحكني كثيرا!! لكن ما نراه اليوم يثبت مدى رقي الشعب اللبناني ووعيه وثقافته.

فاللبنانيون اعطونا درسا جميلا في الاراده ومعنى الحرية والكرامة والوحدة رغم التعددية، رأينا وجه آخر للديموقراطية التي نظن اننا كشعب أردني نمتلكها، فالديموقراطية ليست منحة حكومية من مسؤولين لمواطنين فقط بل هي ايضا “ديموقراطية شعب”، ديموقراطية الأفراد اتجاه بعضهم البعض كمواطنين فرغم مرور لبنان بحرب أهلية وطائفية وتصفيات حزبية بمراحل سياسية سابقة وعدم استقرار سياسي وغياب الحكومة لسنوات، فقد رأينا النضج الشعبي بالممارسة فقد ظهر العمق الثقافي الذي حصل عليه الشعب من خلال تجربته وألمه من موطن جريح يسعى الى التعافي من كل ما مر به لينهض وينتفض بوحدة متعددة الاطراف بالانتماءات و البيئات والأفكار والعقائد ليصرخ الشعب “لبنان”، نعم لم يهتفوا لأي مسؤول، لم نسمع تكبيرات الاخوان، ولم يُحمل خوري على الاكتاف ليُظهروا مدى تعايشهم ولم تُسيَّر قضيتهم لصالح جهة ولم يُتَهموا بالمؤامرة والأجندات الخارجية! لأن لبنان وحدتهم، لأن لبنان وطنهم، لأن لبنان شرفهم!

كم انت جميل يا لبنان، فرغم ما مررت به إلا انك جمعت التعددية بديموقراطية، وكفلت حرية الرأي والتعبير، جمعت أبناءك بثوبك الأنيق تحت الأرز وجعلت من تلك الأرزة علم يرفرف بقلوب مواطنيك وعلى صدورهم قلائد!!

ليتنا نتعلم كيف ننتفض من أجل الوطن، و كيف نتوحد أمام الفاسدين وكيف نجعل من الاردن شرفَ الأردنيين!!

ليتنا نتعلم تلك “الديموقراطية الشعبية” التي يتغنى بها لبنان لنرتقي بمثل ثقافتهم فلا أحد يتحرش بأحد بالشوارع وان ترتدي الفتاة ما تشاء دون إدعاء “المحافظة الزائفة” ودون أن نكون شعب مفترس، ليتنا نتعلم تقبل أفكار بعضنا البعض دون خوض المعارك، ليتنا نرتقي لتلك الديموقراطية لتحقيق ديموقراطية أشمل على مستوى دولة تتمثل بالحكومات !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمق الثقافي اللبناني العمق الثقافي اللبناني



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon