مع انطلاق النسخة السابعة للمؤتمر الوطني للشباب بالأمس، تأكد للجميع أن مؤتمرات الشباب تحولت إلى أيقونة نجاح للدولة المـصـريـة، الـدولـة الـشـابـة الـقـويـة الـتـي تفتح أبــواب الحـلـم والأمـل والعمل أمام شبابها ليبدعوا وينطلقوا إلى آفاق المستقبل.
عـنـدمـا وصــل الـرئـيـس عـبـدالـفـتـاح الـسـيـسـى إلــي الحـكـم قـبـل ٥ أعوام بـــإرادة شـعـبـيـة كـاسـحـة، تـأكـد للجميع أن الـزعـيـم يـؤمـن إيمانا كاملا بالشباب وبضرورة تمكينهم ودفعهم إلى مواقع العمل والـقـيـادة، وفـي عـام ٢٠١٥ انطلقت الـدولـة تبني قـاعـدة معلومات كاملة عن شبابها، استطلاعات رأى متكاملة ودراسـات متخصصة عن الشباب وأحوالهم وآمالهم وطموحاتهم وأولوياتهم، وعندما اكتملت المـعـلـومـات أعـلـن الـرئـيـس عــام ٢٠١٦ عـامـا لـلـشـبـاب، وفـي تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٦ انطلقت النسخة الأولى لمؤتمرات الشباب من مدينة السلام في شرم الشيخ.
منذ اللحظة الأولــى تأكد للجميع أن مؤتمرات الشباب حدث استثنائي بأفكار كلها من خـارج الصندوق، وجـد الشباب نفسه يتصدر الحـدث وأولـويـات اهتمام الدولة بعد سنوات من الحياة على الحافة وتعمد التهميش والاستبعاد، الشباب وجدوا أنفسهم يتحدثون بكل حرية فى كل قضايا الدولة والمجتمع، وأمامهم زعيم ينصت باهتمام ويتفاعل مع أحلامهم وأفكارهم، لتتحول الكلمات إلى توصيات تسارع كل الوزارات وأجهزة الدولة إلى تنفيذها.
فتحت الدولة كل الأبواب أمام الشباب بكل شغفه وطموحه فانطلق ليبدع ويشارك قيادته السياسية في البناء، ومن المؤتمر الأول انطلقت أفكار عقد المؤتمر بشكل دورى وفى محافظات مصر المختلفة لنصل اليوم إلى الموتمر السابع الذى ينعقد فى العاصمة الإدارية الجديدة، درة المستقبل ورمز الأفكار الجديدة المبدعة لبناء الدولة الحديثة العصرية.
ومـن المـؤتمـرات الوطنية خـرجـت للنور فـكـرة المـؤتمـرات الدولية للشباب فـى شـرم الـشـيـخ، لتشهد مـديـنـة الـسـلام مـؤتمـريـن عامي ٢٠١٧ و٢٠١٨ هما الأنجـح بكل المقاييس بين كل المـؤتمـرات الدولية التي أصبحت دول عديدة تحرص عليها، تستعد شرم الشيخ قريبا لاستضافة النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي.
قبل عام ٢٠١١ كان الشباب مجرد ديكور في دولة شاخت وابتعدت عن الواقع، وكان الانفجار في ثورة ٢٠١١ التي كادت تعصف بمصر التاريخ والجغرافيا بعد أن تصدر المشهد جماعة إخـوان الإرهـاب، وجاءت ثورة الشعب العظيمة في حزيران/ يونيو ٢٠١٣ لتصحح المسار وتعيد مصر لأهلها من جديد، وكان الدرس الأهم أنه لا يجب ترك الشباب فريسة للبطالة وأفكار التطرف والإرهاب، الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل يجب منحهم الثقة بأنفسهم للتعبير عن أحلامهم والاستفادة من أفكارهم لبناء الدولة الحديثة القوية.
وجــاءت مـؤتمـرات الـشـبـاب لتضعهم فـى قـلـب الحــدث وتمنحهم حقوقهم كاملة، ومـن المـؤتمـرات انطلق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب ومنه انطلقت الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب منذ عام ٢٠١٧، ليتحول تأهيل الشباب للقيادة إلى برنامج أكاديمى متكامل يستفيد من كل التجارب العالمية، يختار الشباب للدراسة وفقا للكفاءة والقدرة وحدهما، وفور التخرج يتم الدفع بهم لمواقع متقدمة فـى المحافظات والـــوزارات.. قـادة جـدد يساهمون بعلمهم وعملهم فى تجديد شباب الوطن والتغلب على مشاكل البيروقراطية العتيقة والقضاء على جـذور الفساد، ورأينا الخريجين مساعدين للوزراء ونوابا للمحافظين، شباب يتم تأهيله لتولى المسئولية كاملة فى مستقبل ليس ببعيد.
ومن مؤتمرات الشباب خرجت توصيات تحولت إلى قـرارات وأمر واقــع، مـن لجنة الإفــراج عـن الشباب المحبوسين الـذيـن لـم تتلطخ أيديهم وقلوبهم بالدماء إلـى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة، ومن مشروع كيما أسـوان العملاق إلى الإصلاح الإدارى.. أفكار وتوصيات وبرامج تمس كل مناحى الحياة سياسية واقتصادية واجتماعية ساهمت بقوة فى الانطلاق للمستقبل ونشر الوعى وكبح جماح الشائعات ووأدها.. مناقشات جادة ورؤى واضحة ساهمت بقوة فى نجاح الإصلاح الاقتصادى الذى كان الشعب وفى المقدمة منه شبابه هو بطله الحقيقى.
مـن بـين شـبـاب مصر خــرج رجـــال الجـيـش والـشـرطـة يحمون الحدود ويدفنون الإرهاب تحت رمال مصر الحارقة، وخرج الأطباء والمهندسون والعمال يواصلون العمل ليل نهار لبناء مصر الحديثة.. شباب وضع ثقته فى قائده وزعيمه وانطلق معه يعمل ليل نهار لتحقق مصر فى سنوات قليلة إنجازات كانت تحتاج لعشرات السنين.
ومن قلب مؤتمرات الشباب خرجت فكرة اسأل الرئيس لتتحول إلـى جلسة ثابتة هى الأهــم على الإطـــلاق.. الشعب من مختلف المحافظات والأعمار المختلفة يسأل بكل حرية، وعلى الهواء مباشرة يجيب الرئيس على كل التساؤلات بدون أية خطوط حمراء، نعم حالة من الشفافية غير المسبوقة تدفن الشائعات وتخلق بيئة كاملة من الحقيقة والمشاركة والتفاعل ساهمت بشكل ملحوظ فى نجاح كل خطط الدولة للبناء والتعمير والقضاء على الإرهاب.
وبشغف ننتظر جميعا جلسة «اسأل الرئيس» الأربعاء، ومنذ إعلان الصفحة الرسمية للمؤتمر على الفيسبوك عن فتح الباب لتلقى الأسئلة، حتى انهالت الأسئلة من الجميع لتتنوع بين قضايا الفساد والإصـلاح الاقتصادى والتحول الرقمى والـعـلاوة وأصحاب الهمم والـرقـابـة على الأســواق وعـلاقـات مصر الخـارجـيـة، الشباب أشادوا بجلسة «اسأل الرئيس»
وأكــــدوا أنــهــا تمـنـح كــل شــبــاب مـصـر فــرصــة المــشــاركــة بــقــوة فى المؤتمر ولـو لم يحضروا جلساته، لأن أسئلتهم تصل إلـى الرئيس بكل شفافية ويجيب عنها بكل وضـوح، ويكفى أن نتذكر أن المؤتمر السادس للشباب بجامعة القاهرة استقبل ٧٧٨ ألف سؤال فى أسبوع واحد.
عدد الأسئلة فى المؤتمر السابع لن يقل عن المؤتمر السابق، وكلها أسـئـلـة صـريـحـة بـلا تحـفـظ ممـا يعكس ثـقـة الـشـبـاب والـشـعـب فى قيادتهم، وأن السؤال حق لهم وأن الرئيس حريص على أن يجيبهم بصراحة على كل تساؤلاتهم.
بداية المؤتمر اليوم شهدت مشاركة ١٥٠٠ شاب ومدعو يمثلون كل فئات المجتمع ومحافظاته.. الجميع من حقه أن يشارك والاختيار يتم بشفافية كاملة وبما يضمن تمثيل الجميع، وفور انتهاء جلسة الافتتاح انطلقت جلستان مهمتان لنموذج محاكاة الدولة المصرية، ونماذج المحاكاة أصبحت أيضا أيقونة نجاح، فالشباب يناقش كل قضايا الوطن بصراحة كاملة فى حضور زعيم مصر، من إجراءات الإصلاح الاقتصادى لموازنة ٢٠١٩ /٢٠٢٠ ،ومن الإصلاحات الإدارية الهادفة لتحسين الاقتصاد وحياة الشعب الى الموقف المصرى من القضايا الإقليمية والدولية.. مناقشات جادة وعلمية والرئيس يتابع باهتمام ويناقش الشباب، والتوصيات تتحول إلى قرارات تنفذها الحكومة على الفور، حيث أصبح الشباب شريكا فاعلا ورقما صحيحا فى أنشودة بناء الوطن والمستقبل.
ويـشـهـد الـيـوم الـثـانـى والأخـيـر للمؤتمر الـسـابـع الـيـوم حدثين مهمين يـؤكـدان الـنـجـاح الكبير لمـؤتمـرات الـشـبـاب، الحــدث الأول الاحتفال بتخريج ١٠٠ شـاب مـن ٢٩ دولـة أفريقية مـن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة، هدية جديدة تقدمها مصر لقارتها السمراء فى عام رئاستها للاتحاد الأفريقي، شباب تم تـأهـيـلـهـم بـأعـلـى مـسـتـوى عـلـمـى لـلـمـشـاركـة فــى بـنـاء دولـهـم والانطلاق بها نحو المستقبل وفق خطة تنمية أفريقية ٢٠٦٣، وبعد الدفعة الأولى ستواصل الأكاديمية برامج تأهيل الشباب الأفريقى للقيادة.
والحــدث الـثـانـى إطــلاق مـبـادرة حـيـاة كـريمـة، فـالـدولـة تـؤمـن أن شعبها هـو بطل معركتى الـبـنـاء والـبـقـاء وأن الـفـئـات الأكـثـر فقرا واحتياجا تستحق دعم الدولة الكامل لها ومساعدتهم على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، المرحلة الأولـى للمشروع تم تخصيص عام ٢٠١٩ لها، وتشمل مساعدة ٣ ملايين مواطن ينتمون إلى ٧٥٦ ألف أسرة وتتجاوز نسبة الفقر٧٠ ،٪حيث تقوم الدولة والمجتمع المدنى بمساعدتهم بتوفير سكن كريم ورفع كفاءة المنازل وتوصيل المرافق والكشف الطبى وتوفير العلاج بالمجان، وتم اختيار الأسر بشفافية ونــزاهــة، لـتـقـوم الــدولــة بمسئوليتها نـحـو أبناء شعبها لتحسين حياتهم وتقدم المساعدات اللازمة لهم. نجحت مؤتمرات الشباب السابقة بشكل غير مسبوق ويتواصل النجاح فى النسخة الحالية.. الشباب أصبح لديهم الإيمان الكامل بأنهم جزء فاعل قوى مؤثر فى وطنهم، وأنه لا توجد جدران أو أبواب تفصلهم عن زعيمهم وقادتهم، وأن أفكارهم الجـادة وإصلاحهم لأنفسهم ووطنهم تجد آذانا صاغية وقلوباً مؤمنة بهم وبها، مؤتمرات الشباب أنهت بشكل كامل سنوات عزلة الشباب وكسرت بلا رجعة الجمود الذى كان عنوان علاقتهم بوطنهم.
ابدع.. انطلق ليس مجرد شعار.. لكنه عنوان لعمل ضخم يتواصل ليل نهار على يد رجال، لا هم لهم ولا مصلحة إلا أن تستمر قصة نجاح الوطن وأن يتم الاستفادة الكاملة من قدرات ومواهب وطاقات الشباب، قلب الوطن ومستقبله.. وجاء اختيار العاصمة الإدارية لتستضيف النسخة الحالية تعبيرا عن الإيمان بالمستقبل، فالعاصمة الإدارية التى أصبحت رمــزا للعمل والنجاح والبناء والمستقبل للدولة القوية الحديثة، تستضيف الشباب أصحاب الطاقة والجهد والأفكار.. الشباب مستقبل الوطن وحلمه.
الحقيقة أن مؤتمرات الشباب لا تنتهى بنهاية جلساتها، فمع نهاية الجلسات تنطلق موجة هائلة من العمل الجـاد المتواصل لتحقيق الأحــلام وتنفيذ الـتـوصـيـات، ومـع نـهـايـة كـل مـؤتمـر يـكـون الـسـؤال الوحيد متى سينعقد المؤتمر الجديد ومـاذا يمكن أن يتحقق أكثر من ذلـك؟ ومع كل مؤتمر جديد تتأكد أنه لا سقف للنجاح ولا لما يمكن تحقيقه