توقيت القاهرة المحلي 08:41:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبس المدين..بعيدا عن الشعبويات

  مصر اليوم -

حبس المدينبعيدا عن الشعبويات

بقلم - وائل ملالحه

لا الدولة ترتاح لسماع منتقديها ولا المواطن يرتاح لسماع منتقديه، والحل ليس في المناصفة بينهما بل باتخاذ الموقف الصحيح بغض النظر عن حصة الدولة أو المواطن فيه في اللحظة القائمة.

حبس المدين سياسة غير متبعة في معظم دول العالم، لكنها اتبعت في الاردن وقَبِلها كل الأطراف وتعاملوا على أساسها ونشأت حقوق والتزامات بموجبها، ولما ظهر لها أعراض جانبية خطيرة كأي سياسة أخرى لا يتم تنقيحها وتعديلها بمرور الزمن، ارتفع الصوت بضرورة “حرقها”! هكذا ببساطة لتُدفع الأمور باتجاه تبني سياسات أخرى “لاطفاء الحريق” الحالي، لنقوم ب “حرقها” مستقبلا، وهكذا دواليك.

وما يزيد الطين بلة هو استثمار الموضوع من قبل نواب وسياسيين في خطاب شعبوي غير مسؤول غرضه تحقيق مصالح شخصية أكثر من أي شيء آخر.

الدولة أخطأت عندما شرعنت أساليب عمل غير صحيحة ماليا، وبالتالي اقتصاديا، مثل اعتماد الشيك كأداة ضمان وليس أداة وفاء بالمخالفة الصريحة لبديهيات مالية معروفة، وعندما تدخلت ك “ضامن” غير مباشر في المعاملات التجارية.

وأخطأ التجار ومزاولي الأعمال عندما أغفلوا التحقق من كفاية الملاءة المالية لزبائنهم – كممارسة معتادة وأصيلة – قبل تسليمهم السلع أو الخدمات التي يقدمونها، واكتفوا بالاعتماد على سيف الحبس إذا ما تخلف الزبائن عن الدفع، وذلك ليس من أصول المعاملات التجارية أبدا.

وأخطأ الزبائن عندما أقدموا على تحمل التزامات لا تتوافق مع تدفقاتهم المالية المتوقعة، وبالتالي تعرضهم للوقوع في حالة التخلف عن الدفع، وما قد يترتب عليها.

ببساطة، لو لم يكن قانون حبس المدين نافذا لربما لم يبيع التاجر سلعته، ولربما لجأ إلى أدوات أخرى لتنفيذ البيع. ولو أحجم المشتري عن الشراء بسبب نفاذ هذا القانون، لربما تصرف ضمن امكاناته وقتها ولم يشتر أو اشترى بوسائل أخرى.

أي أنه من المهم الاعتراف بقيمة القوانين السائدة أثناء تنفيذ المعاملات بين الناس، وعدم الاستخفاف بها كلما ظهرت مشكلة، بغض النظر عن تقييمنا لتلك القوانين التي حازت قوة النفاذ. وفي كل الحالات لا وجود قانون حبس المدين أو غيابه، كان سيوقف حركة البيع والشراء، أي الاقتصاد عموما، فتلك عجلة تدور مهما تغيرت مساراتها.

أما وقد تم الامر، يبقى الدائنون مواطنين، والمدينون مواطنين، كلاهما له حقوق وعليه التزامات، وأي معالجة ينبغي لها أن تحترم ذلك. إلغاء حبس المدين بأثر رجعي هو معالجة جائرة يسعى إليها البعض، وأيضا الهروب من المشكلة وعمل لا شيء هو معالجة جائرة يروج لها البعض الآخر.

أخيرا، المشكلة لا تُحل باتخاذ إجراءات أحادية النظرة والهدف، تركز على ما مضى، بل بجملة سياسات وإجراءات تفتح – أولا- الطريق لمعاملات اقتصادية جديدة، وتجد – ثانيا – حلولا لأوضاع صعبة وشاذة يعاني منها المدينين والدائنين. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبس المدينبعيدا عن الشعبويات حبس المدينبعيدا عن الشعبويات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon