بقلم:محمد درويش
السجائر هى السلعة الوحيدة في مصر المحدد لها سعر جبري، إلا أنه ومنذ سنوات كثر يتحكم تجار باب البحر وهى منطقة تتفرع من ميدان رمسيس في تحديد أسعار تفوق التسعيرة الجبرية بقرش وربما قرشين على كل علبة.
وتحتكر الشركة الشرقية للدخان والسجائر إنتاج هذه السلعة في مصر ومعروف للكافة الأرباح الضخمة التي تجنيها مقارنة بالتكلفة الفعلية للمنتج وهو ما يساهم في دعم خزينة الدولة وتوجيه جانب كبير لمشروعات التأمين الصحي خاصة على تلاميذ المدارس.
طبعا البيع بأكثر من التسعيرة المحددة لا علاقة للشركة به ولكن أين دور مباحث التموين؟ ما علينا.. منذ يومين نشرت الصحف خبرا على لسان العضو المنتدب للشركة يعلن فيه زيادة أسعار بعض أنواع منتجاته من السجائر، وعلى الرغم من أنها بعيدة عن الواقع حيث أعلن عن زيادة سعر نوع ما إلى 29 جنيها في الوقت الذي يُباع هذا النوع بثلاثين جنيها قبل الزيادة.
هذه الزيادة في الأسعار تحقق ملايين الجنيهات يوميا لتجار الجملة وأيضا لتجار التجزئة ولا أحد قادر عليهم ولا أحد يرغب في ردعهم.
وربما كان هذا التعليق الذي وصلني من الصديق شريف عبدالقادر الذي أصفه دوما بأنه أشهر قارئ صحف في مصر، يضع النقاط على الحروف في مسألة التدخين والمدخنين.. يقول في سطوره التي أرسلها عبر الفاكس: إعلان الشركة الشرقية للدخان زيادة سعر أنواع محددة من منتجاتها للمستهلك ومنهما صنفان بواقع جنيه لسعر كل صنف.. وتأكيد العضو المنتدب للشركة لوكالة رويترز - ولا أدرى لماذا يصرح لرويترز فقط - أن زيادة الأسعار سببها زيادة التكاليف على الشركة من عمالة ومدخلات أخرى، والسؤال: لماذا تم رفع سعر الصنفين سالفي الذكر رغم فرضهما منذ فترة على الباعة ومعهما المعسل - دخان الشيشة - عند طلبهم السجائر سريعة التداول من عائلة كليوباترا، ولماذا تستمر الشركة في إنتاج أنواع سجائر لا يقبل عليها المدخنون وتأكد ركودها وفشل تسويقها.. ولماذا لا توقف إنتاج المعسل طالما لا ينافس إنتاج القطاع الخاص، ولماذا لا تلتزم الشركة بطباعة السعر على علب السجائر بدلا من ترك الحبل على الغارب لمافيا تجار السجائر.
إن زيادة أسعار السجائر تدريجيا أصبح أمرا لا يطاق حيث تلتهم العمالة الزائدة بكثافة هذه الزيادة، ولو أتيح للقطاع الخاص المنافسة سينتج بأسعار أقل وعمالة أقل بنسبة كبيرة مقارنة بعمال القطاع العام. وبرغم انخفاض سعر الدولار فلم ينخفض سعر السجائر! ربنا يتوب على المدخنين حتى يريحوا ويرتاحوا