توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

  مصر اليوم -

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به

بقلم : صالح المنصوب

أنهمرت دموعهم وسالت حتى أنهم لم يتمكنوا من نطق حرف للحديث معي ، لم يستحملوا هول صدمة قرار مغادرة. وفراق والداهم وحنانه ، لماذا يا أبي نذهب ونتركك ؟ وكانهم ذاهبون الى الجحيم، لم يتمالكوا هول الصدمة و الدم يسري في عروقم كله حزن .

لم اتمالك نفسي وأنا أرى دموع ابنائي الصغار حمدون وعبدالملك ووجود ، دموع انتزعوها قهراً من داخلهم لفراق والدهم و هي أعظم تعبير بعد إبتساماتهم التي عاشوها معي ، وما كان عليا الا ان إنضممت اليهم لأبوح ما بداخلي الذي حاولت أخفيه عليهم ، وقلت لهم لا تقلقوا لا تتألموا يا أولادي هذا قدرنا ، سيجمعني الله بكم قريبا إن كل لنا في عمرنا بقية.

رن جوالي صباحا تفاجئت أنه صاحب الباص يحثنا على الإستعداد إنه قادم في الطريق ، كان الحزن كبيراً ، ويوم من عمري لاينسى وام يحدث لي قط ، يسألني عبدالملك هل ستأتي معنا قلت له نعم لأخفف عنه من لوعة الحزن والفراق.

وما أن قرروا المغارة شعرت أن روحي ستقبض ودارت بي الأرض ، وغادرتهم أهيم وحيران ، ألعن من كان سبباً في كل هذا .

مشهد لم أتصور ان يحدث عرفت معنى التشرد والنزوح و اهواله سيرحلون وأبقى انا اكتوي بكأس الفراق و وتحرقني دموعهم التي تسكب ، سيذهبون وأنا اعيش الوجع والحزن الدام ، وأمسح كل ماتبقى من سعادة .

الى هذه الدرجة جعلتنا الحرب نهيم ونتعذب ، كلما أستبشرنا بالأمل بدت لنا مواجع جديدة ، حرب لعينه وأوسخ منها من يغذونها ولا يريدونها ان تنتهي ، ناس تموت وناس تسجن وناس تسحل ، دون أي ذنب .

تبددت القيم وسادت الفوضى وتولى السفلة مناصب وأماكن ، وشعور النقص يكاد ان لايغادرهم ، فيدفعهم الى الإنتقام من كل ماهو جميل .

غادروا وفي قلبي نار تشتعل و أصبحت تائه قريب من مرحلة الجنون ، نتحدى قساوة الواقع والظروف و تلاطم امواج الفوضى من كل جانب ، حسرة وألم وحزن ودموع تتشرد بداخلي ، براكين الحزن لم تنتهي .

وصلت إلى حقيقة انه لا يعرف الحزن والفراق والتشرد الا من اكتوى فيه ، كثير ممن التقيهم يكتوون بنفس الكأس تاهوا كما تهنا وعانوا الكثير .

الوجع الكبير انك تجد نفسك مقهوراً حزيناً لاتجد من يطرق عليك باباًً أو يرن لك جوالاً ، يختفي الجميع وتبقى وحيداً ، لكن الله على كل شيء قدير ، فمن مسك بحبل الله لا يمكن أن يتوه او يضيع.

الى اللقاء يا ثروتي وما تبقى لي من أمل ؛ الى اللقاء يا من غُرس حبكم في فؤادي ، الى اللقاء يامن أدخلتم السعادة الى قلبي وهاهي اليوم تغادر معكم .

أقول لكم الى اللقاء بحرقه و أنا مكبل بالحزن ، لأنكم قدمتم إليا فرحين، وغادرتم عني مجبرين .
حفظكم الله وأبقاكم لي و أزآح عنكم الحزن وغرس في قلوبكم سعادة لاتنتهي .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon