توقيت القاهرة المحلي 07:02:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين

  مصر اليوم -

حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين

بقلم - إياد أبو شقرا

إنها أيام أربعة من هجعة آلات القتل. ولكن بين التفاؤل بتمديد هدنة مؤقتة، والتشاؤم المترقّب عودة أقسى وأفظع لمسلسل الدم، يسعى المفاوضون ويزايد المزايدون. ومن ثم، لئن كان للراصد من خلاصات مؤقتة، فمنها:

أولاً، على الرغم من المكابرة، فإنَّ الجانبين الإسرائيلي و«الحماسي» نجحا وخسرا مجموعة من النقاط.

إسرائيلياً، ربما تكون «آلة الحرب الإسرائيلية» قد بوغتت في غير مكان بما حدث يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). ولعلَّها، تعويضاً لهذا الواقع، لجأت إلى شنّ «حرب شائعات» شرسة هدفها «تهييج» الشارع، وتحريضه على السير بـ«حرب تهجير وإبادة»، قبل أن يفُضحَ زيفُ كثير منها محلياً ودولياً.

أيضاً، على الرغم من فاعلية السلاح الإسرائيلي وإلحاقه أضراراً بالغة ومؤلمة بأبناء غزة الأبرياء، فإنَّه عجز - حتى اللحظة - عن تحقيق أهدافه السياسية «المُعلنة»، التي في مقدمتها القضاء على «حماس» تنظيماً وقيادات وعقيدة وارتباطات.

أمَّا على صعيد الحسابات السياسية، فتفيد استطلاعات الرأي الإسرائيلية التي تجريها بانتظام صحيفة «معاريف»، بأنَّ شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتراجع أمام ارتفاع شعبية غريمه المباشر بيني غانتس. ولقد أفاد أحدثُ الاستطلاعاتِ (أجري يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وأعلنت نتيجتُه يوم 24 منه) أن 52 في المائة من الناخبين الإسرائيليين يؤيدون الآن تولي غانتس رئاسةَ الحكومة مقابل 27 في المائة فقط ما زالوا يدعمون نتنياهو. وعلى صعيد السيطرة على الكنيست (مجلس النواب) بمقاعده الـ120، فإنَّه في ما لو أجريت الانتخابات اليوم، سيتراجع عدد مقاعد الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم بقيادة نتنياهو وحزبه (الليكود) إلى 41 مقعداً، مقابل ارتفاع عدد مقاعد أحزاب المعارضة إلى 79 مقعداً.

وفي حين سيخرج حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس منفرداً بـ43 مقعداً... فلن يتجاوز عدد مقاعد الليكود الـ18 مقعداً. كذلك، وفق استطلاع «معاريف» نفسه، فإنَّ حزب وزير المالية بتساليل سموتريتش، أحد أشد قادة اليمين تطرّفاً، سيفشل في جمع نسبة الأصوات الكافية لتمثيله برلمانياً.

أمَّا على الجانب الفلسطيني، فلا شك في أنَّ النكسات المعنوية والسياسية لنتنياهو وطغمته الحاكمة، جاءت مقابل ثمن إنساني باهظ دفعه المواطن الفلسطيني في غزة. وهذا، من دون أن يسلمَ فلسطينيو الضفة، لا سيما في جنين وطولكرم ونابلس، من تعدّيات المستوطنين الإسرائيليين المسلحين، وممارسات جيش الاحتلال التي راح ضحيتَها المئات.

إنَّ قتل أكثر من 14 ألف إنسان في قطاع غزة - بينهم نحو 5 آلاف طفل - وتهجير نسبة عاليةٍ من سكانه، وتدمير أجزاء واسعة من مدن القطاع ومخيمات لاجئيه، وشطره إلى شطرين شمالي وجنوبي، حقائق لا بد أن تثير القلق.

أيضاً، ما حدث منذ 7 أكتوبر كان أكبر بكثير من ردة فعل، وأفظع بكثير من انتقام. وما زاد الطين بلة، أن «التضامن» الدولي الرسمي مع إسرائيل بذريعة «حقّها بالدفاع عن النفس» جاء ليعبّر عن تجييش غير مسبوق لـ«اللوبيات» الإسرائيلية في معظم الدول الغربية غايته استثمار عملية 7 أكتوبر لإنجاز مخطط فرض «الترانسفير» (التهجير الجماعي للفلسطينيين).

هذا الاستثمار يشبه ما عشناه عام 2003 في العراق بعد «اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001». فيومذاك كانت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش «الابن» تدرك ضمناً أنْ لا صلة لنظام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين بما حدث. ولكن، مع ذلك، سار أركان الإدارة من جماعة «المحافظين الجدد» الليكوديين، قُدماً بخطة غزو العراق واحتلاله «لأنَّ الخطط كانت معدّة سابقاً وجاهزة» - كما قال أحدهم - ولأنَّه كان من الممكن استغلال ادعاء امتلاك العراق أسلحة نووية لتبرير الغزو، ومن ثم الاحتلال وتغيير النظام... وهو ما حصل تماماً.

كما نتذكر، كانَ النظام الإيراني المستفيدَ الأول من الغزو. وحقاً، ما إن سقطت بغداد بأيدي القوات الأميركية حتى توافدت من إيران القيادات الدينية والسياسية والميليشياوية العراقية المنفية على العاصمة العراقية المحتلة. ولم يطلِ الوقت حتى تباهى بول بريمر، الحاكمُ الأميركي المؤقت في العراق، بإنهائه «قروناً من حكم أهلِ السنّة» هناك.

في غزة، كانَ أول ما أبلغ به نتنياهو جمهوره بعد 7 أكتوبر أنَّ هدف إسرائيل هو القضاء على «حماس» و«تغيير الشرق الأوسط»(!). ثم واكبت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تصريحات وتهديدات مباشرة من وزراء اليمين وساسته بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر... ولاحقاً توزيعهم على دول العالم. وتعالت أصوات أخرى، ملمّحة إلى تهجير سكان الضفة وإحياء مشروع «الوطن البديل» في الأردن.

وفي الوقت عينه، أصرَّت واشنطن على ضرورة حصر القتال في قطاع غزة بحجةِ أن لا دلائلَ لديها على دور إيراني في هجوم «حماس». وبينما اكتفت طهرانُ بالدعم اللفظي، شاركت ميليشيا «حزب الله» اللبنانية قتالياً تحت سقفِ «قواعد الاشتباك» المقبولة إسرائيلياً، ومارست ميليشياتُ طهران في العراق واليمن أدواراً «مشاكسة» كافية لتبرير دعم إيران اللفظي والمحافظة على ماء وجه محور «المقاومة» الانتقائي في مقاومته.

وبالأمس، مع تنشيط المساعي الإقليمية والدولية لإطالة عُمر الهدنة، وإيجاد صيغة لمستقبل قطاع غزة، وتقرير هويّة «مرجعيته» السياسية بعد رفع يد «حماس» عنه، واصل قياديون من «حماس»، وأيضاً ناطقون باسم طهران، منهم مسؤول في «حزب الله» اللبناني، الترويج لـ«انتصار». وورد على لسان الأخير قولُه: «إسرائيل سقطت ونحن في أقرب مرحلة لنصرٍ عزيزٍ على أيدي المجاهدين، وإنّنا نعرف ما يحصل في فلسطين والجيش الإسرائيليّ لم يستطع التّقدمَ للحسم العسكريّ وقد فشلوا».

وهكذا، بين تعريف الانتصارات وانتظار الصفقات... ينكشف كثيرون!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon