توقيت القاهرة المحلي 22:30:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين

  مصر اليوم -

حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين

بقلم - إياد أبو شقرا

إنها أيام أربعة من هجعة آلات القتل. ولكن بين التفاؤل بتمديد هدنة مؤقتة، والتشاؤم المترقّب عودة أقسى وأفظع لمسلسل الدم، يسعى المفاوضون ويزايد المزايدون. ومن ثم، لئن كان للراصد من خلاصات مؤقتة، فمنها:

أولاً، على الرغم من المكابرة، فإنَّ الجانبين الإسرائيلي و«الحماسي» نجحا وخسرا مجموعة من النقاط.

إسرائيلياً، ربما تكون «آلة الحرب الإسرائيلية» قد بوغتت في غير مكان بما حدث يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). ولعلَّها، تعويضاً لهذا الواقع، لجأت إلى شنّ «حرب شائعات» شرسة هدفها «تهييج» الشارع، وتحريضه على السير بـ«حرب تهجير وإبادة»، قبل أن يفُضحَ زيفُ كثير منها محلياً ودولياً.

أيضاً، على الرغم من فاعلية السلاح الإسرائيلي وإلحاقه أضراراً بالغة ومؤلمة بأبناء غزة الأبرياء، فإنَّه عجز - حتى اللحظة - عن تحقيق أهدافه السياسية «المُعلنة»، التي في مقدمتها القضاء على «حماس» تنظيماً وقيادات وعقيدة وارتباطات.

أمَّا على صعيد الحسابات السياسية، فتفيد استطلاعات الرأي الإسرائيلية التي تجريها بانتظام صحيفة «معاريف»، بأنَّ شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتراجع أمام ارتفاع شعبية غريمه المباشر بيني غانتس. ولقد أفاد أحدثُ الاستطلاعاتِ (أجري يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وأعلنت نتيجتُه يوم 24 منه) أن 52 في المائة من الناخبين الإسرائيليين يؤيدون الآن تولي غانتس رئاسةَ الحكومة مقابل 27 في المائة فقط ما زالوا يدعمون نتنياهو. وعلى صعيد السيطرة على الكنيست (مجلس النواب) بمقاعده الـ120، فإنَّه في ما لو أجريت الانتخابات اليوم، سيتراجع عدد مقاعد الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم بقيادة نتنياهو وحزبه (الليكود) إلى 41 مقعداً، مقابل ارتفاع عدد مقاعد أحزاب المعارضة إلى 79 مقعداً.

وفي حين سيخرج حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس منفرداً بـ43 مقعداً... فلن يتجاوز عدد مقاعد الليكود الـ18 مقعداً. كذلك، وفق استطلاع «معاريف» نفسه، فإنَّ حزب وزير المالية بتساليل سموتريتش، أحد أشد قادة اليمين تطرّفاً، سيفشل في جمع نسبة الأصوات الكافية لتمثيله برلمانياً.

أمَّا على الجانب الفلسطيني، فلا شك في أنَّ النكسات المعنوية والسياسية لنتنياهو وطغمته الحاكمة، جاءت مقابل ثمن إنساني باهظ دفعه المواطن الفلسطيني في غزة. وهذا، من دون أن يسلمَ فلسطينيو الضفة، لا سيما في جنين وطولكرم ونابلس، من تعدّيات المستوطنين الإسرائيليين المسلحين، وممارسات جيش الاحتلال التي راح ضحيتَها المئات.

إنَّ قتل أكثر من 14 ألف إنسان في قطاع غزة - بينهم نحو 5 آلاف طفل - وتهجير نسبة عاليةٍ من سكانه، وتدمير أجزاء واسعة من مدن القطاع ومخيمات لاجئيه، وشطره إلى شطرين شمالي وجنوبي، حقائق لا بد أن تثير القلق.

أيضاً، ما حدث منذ 7 أكتوبر كان أكبر بكثير من ردة فعل، وأفظع بكثير من انتقام. وما زاد الطين بلة، أن «التضامن» الدولي الرسمي مع إسرائيل بذريعة «حقّها بالدفاع عن النفس» جاء ليعبّر عن تجييش غير مسبوق لـ«اللوبيات» الإسرائيلية في معظم الدول الغربية غايته استثمار عملية 7 أكتوبر لإنجاز مخطط فرض «الترانسفير» (التهجير الجماعي للفلسطينيين).

هذا الاستثمار يشبه ما عشناه عام 2003 في العراق بعد «اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001». فيومذاك كانت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش «الابن» تدرك ضمناً أنْ لا صلة لنظام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين بما حدث. ولكن، مع ذلك، سار أركان الإدارة من جماعة «المحافظين الجدد» الليكوديين، قُدماً بخطة غزو العراق واحتلاله «لأنَّ الخطط كانت معدّة سابقاً وجاهزة» - كما قال أحدهم - ولأنَّه كان من الممكن استغلال ادعاء امتلاك العراق أسلحة نووية لتبرير الغزو، ومن ثم الاحتلال وتغيير النظام... وهو ما حصل تماماً.

كما نتذكر، كانَ النظام الإيراني المستفيدَ الأول من الغزو. وحقاً، ما إن سقطت بغداد بأيدي القوات الأميركية حتى توافدت من إيران القيادات الدينية والسياسية والميليشياوية العراقية المنفية على العاصمة العراقية المحتلة. ولم يطلِ الوقت حتى تباهى بول بريمر، الحاكمُ الأميركي المؤقت في العراق، بإنهائه «قروناً من حكم أهلِ السنّة» هناك.

في غزة، كانَ أول ما أبلغ به نتنياهو جمهوره بعد 7 أكتوبر أنَّ هدف إسرائيل هو القضاء على «حماس» و«تغيير الشرق الأوسط»(!). ثم واكبت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تصريحات وتهديدات مباشرة من وزراء اليمين وساسته بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر... ولاحقاً توزيعهم على دول العالم. وتعالت أصوات أخرى، ملمّحة إلى تهجير سكان الضفة وإحياء مشروع «الوطن البديل» في الأردن.

وفي الوقت عينه، أصرَّت واشنطن على ضرورة حصر القتال في قطاع غزة بحجةِ أن لا دلائلَ لديها على دور إيراني في هجوم «حماس». وبينما اكتفت طهرانُ بالدعم اللفظي، شاركت ميليشيا «حزب الله» اللبنانية قتالياً تحت سقفِ «قواعد الاشتباك» المقبولة إسرائيلياً، ومارست ميليشياتُ طهران في العراق واليمن أدواراً «مشاكسة» كافية لتبرير دعم إيران اللفظي والمحافظة على ماء وجه محور «المقاومة» الانتقائي في مقاومته.

وبالأمس، مع تنشيط المساعي الإقليمية والدولية لإطالة عُمر الهدنة، وإيجاد صيغة لمستقبل قطاع غزة، وتقرير هويّة «مرجعيته» السياسية بعد رفع يد «حماس» عنه، واصل قياديون من «حماس»، وأيضاً ناطقون باسم طهران، منهم مسؤول في «حزب الله» اللبناني، الترويج لـ«انتصار». وورد على لسان الأخير قولُه: «إسرائيل سقطت ونحن في أقرب مرحلة لنصرٍ عزيزٍ على أيدي المجاهدين، وإنّنا نعرف ما يحصل في فلسطين والجيش الإسرائيليّ لم يستطع التّقدمَ للحسم العسكريّ وقد فشلوا».

وهكذا، بين تعريف الانتصارات وانتظار الصفقات... ينكشف كثيرون!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:17 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
  مصر اليوم - نتنياهو يصادق على عمليات إضافية في الضفة الغربية

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مصر تتسلم مليار يورو تمويلا جديدا من الاتحاد الأوروبي

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:40 2024 الثلاثاء ,13 آب / أغسطس

نباتات ذات روائح مميزة يمكن زراعتها بالمنزل

GMT 08:12 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله

GMT 17:48 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مفضلة لتنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 07:30 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عادل لاعب "الاتحاد" يتعرض لإصابة في القدم

GMT 23:07 2016 الأحد ,14 آب / أغسطس

طريقة عمل الملبن بالمكسرات

GMT 23:13 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مدينة الرقة السورية باتت خالية من داعش بشكل كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon