توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الفلسطيني واللبناني... هناك فرق!!!

  مصر اليوم -

بين الفلسطيني واللبناني هناك فرق

بقلم : حسن صبرا

مباشرة ومن دون لف او دوران المقصود هو درجة الولاء للوطن .
عندما يقول الفلسطيني ان فلسطين في دمه فهو يعني ذلك حتى لو كان قاطناً في أدغال البرازيل وهذا ما يعلمه لاولاده الذين لم يعيشوا في فلسطين مثله او لأحفاده الذين لا يعرفون في الدنيا الا الآمازون وفلسطين...

وما زارهم وزير خارجية وطنهم ولا دعاهم لانتخابات او عرض عليهم بطاقة حزبية... وهو عندما يزورهم لا ينتظرونه ليحدثهم عن فلسطين بل هم الذين يغنون لها امامه.. ويلقون قصائد الوطن السليب ويعيدونه الى فلسطين مفعماً بالحماسة لها...

    هذا هو معنى ان فلسطين في دمه...

وتجد ان معظم اللبنانيين خارج وطنهم يشفقون على من بقي في لبنان والبعض يعتبر انهم قليلو الحيلة لا يعرفون كيف يدبرون انفسهم مع الذين بقوا خلف هذا الزعيم او ذاك ونجحوا في تظبيط انفسهم بمسايرته ليصلوا الى ما يريدون... ثم يكتفون في احسن الاحوال بالتصدق على بسطاء الوطن المسروقين بما يزيد رصيده في الآخرة.. لتكون اقصى اماني المقيمين في لبنان هي فرصة عمل لشبابه في الخارج القريب او البعيد ليصير مثل المغترب الذي بات معظم امثاله يرى وطنه مصيفاً وسياحة وذكريات يتبادلها في اوقات فراغه
الفلسطيني لديه عصبية وطنية متشددة حتى ولو كان متديناً وهي الوحيدة التي تمنع انحرافه الى العصبية الدينية المفتتة، وفِي لبنان فإن آخر حضور عند الكثيرين هذه العصبية الوطنية... وقد ترسخت عندهم عصبية المذهب والزعيم او التنظيم... هذا لا يعني ان الفلسطيني يخلو من عصبية ولاء لهذه المنظمة او تلك الحركة لهذا القائد او ذاك لكنه يوالي هذه وذاك من خلال فلسطين  
اللبنانيون منقسمون حول حرية اراضي وطنهم وتحريرها او تركها.. وتسيطر عليهم نزعات المذهبية والطائفية.. حتى لتبدو هذه قاتلة للوطنية فرصة للنكايات والشماتة لكن حرية ارض فلسطين هي عنصر الجمع الاساس بين ابناءها مسلمين ومسيحيين!
كل امراض الجهل والتخلف والعصبيات والنكايات قد تجدها واحدة عند اللبناني والفلسطيني لكن درجة ولاء الفلسطيني لوطنه تعلو كثيراً عن درجة ولاء اللبناني
قد يقول البعض وهذا صحيح ان السبب الاول هو ان الفلسطيني خسر وطنه لذا  اشتدت عصبيته في حبه والتوق لإسترجاعه...

لكن،

لبنان الذي كان محتلاً لم يشكل احتلال ارضه عصبية جمعية وطنية، بل كان الانقسام دائمًا بين بنيه حول الإحتلال مع التغني الدائم بالحرية والسيادة سواء عندما كانت الطائفية هي الاعلى صوتاً او عندما هبطت العصبية الى المذهبية... والفلسطيني الذي تخلى عنه العرب لم ييأس ولم يوزع ولاءه لهذا النظام او ذاك الا اذا قهره هذا النظام او ذاك واستتبعه بالحديد والنار والاغتيالات ومع هذا ظلت فلسطين هي قضيته وها هي تمضي اجيال النكبة والنكسة والخروج من عمان ومن الاردن ومن بيروت ومن لبنان والملاحقة من سورية والإبعاد من الجولان... والفلسطيني اقرب الى فلسطين من اي وقت مضى وليس معنى هذا انه يقف على باب فلسطين لتحريرها بل هو تجسيد لمعنى ان تكون فلسطين في دمه...

    فهل هو لبنان في دم اللبنانيين؟

هناك فرق
ولا يغشن احدكم نفسه ويكتفي بتبرير ذلك بفساد وعهر حكامه وقادة العصبيات المذهبية... فعند الفلسطينيين حكام فاسدين وعهار لكن هذا لم يلغ عصبية الفلسطيني لأرضه وهذه العصبية الفلسطينية هي التي تشد عصب العرب وكل العالم الحر واصحاب الضمائر الحية فيه اعجاباً به ومن هذا الاعجاب تأييداً سياسياً شعبياً ونخبوياً للقضية الفلسطينية
لقد نجح الفلسطينيون ومن ايدهم من العرب في جعل القضية حية بسبب عصبيتهم لوطنهم والتعبير عن ذلك بالقتال احياناً لكن بالولاء الانساني والوطني وبالفن الفلسطيني وبالرسم والشعر والكوفية احياناً كثيرة.
هل ساهم الاحتلال الصهيوني بشد هذا العصب عند الفلسطيني؟

وهل ادى فساد حكام لبنان الى هذا الاهتراء في المشاعر الوطنية اللبنانية؟

اياً يكن الجواب فإن بين الفلسطيني واللبناني... هناك فرق
حسن صبرا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الفلسطيني واللبناني هناك فرق بين الفلسطيني واللبناني هناك فرق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon