توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اميركا بايدن استمرار ام تعديل؟

  مصر اليوم -

اميركا بايدن استمرار ام تعديل

حسن صبرا
بقلم حسن صبرا

يستحسن ان نشير بداية الى ان كثيرين ممن انتخبوا جو بايدن لرئاسة اميركا وهم بمعظمهم من المتأرجحة اصواتهم اختاروه  نكاية بل وكراهية باسلوب خصمه الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وبالتالي يجب اخذ هذه المفارقة بعين الاعتبار ونحن نتوقع سياسة مختلفة لبايدن عن سياسة سلفه..
الاسلوب الذي ساد في عهد ترامب وسبب خسارته الرئاسة لولاية ثانية سيستفيد منه بايدن في المستقبل كما افاده في الانتخابات التي اصبحت ماضياً...
كيف ؟
بداية يجب ان نحدد الاهتمام الاميركي الخارجي لنقدم توقعاتنا حول مناطقه وهي: الصين أولاً ثم روسيا ثم الاتحاد الاوروبي ثم الشرق الاوسط وفي مقدمته ايران ثم وطننا العربي وفي القلب منه قضية فلسطين المحتلة على الرغم من الاختراقات الاميركية بإقامة علاقات بين الكيان الصهيوني وبلاد عربية بين المحيط والخليج وبينهما السودان..
الصين اولوية اميركية في المجال الاقتصادي وهو عصب السياسات في كل دول العالم، خصوصاً وان وباء كورونا المستفحل كاد يشك الاقتصاد الاميركي ليكشف ازمة اميركا في مستويين:
المستوى الاول، هو في النهج الرأسمالي الذي اظهر كل مساوئه نتيجة هذه الازمة في البطالة أولاً وفي الاستهلاك ثانياً وفي التعامل اللاإنساني من الذين يملكون في مواجهة من لا يملك..
المستوى الثاني، في الثقافة المختلفة لدى الاميركيين عن ثقافة ابناء جنوب شرق آسيا عموماً والصين خصوصاً.
  ولسنا في مبارزة او منافسة لنحدد اهمية روح القطيع الجماعية التي تلتزم تعاليم السلطات الحاكمة المتشددة في حالة التزام الصينيين تعاليم الحزب الشيوعي الصيني بالوقاية اللازمة لمواجهة وباء كورونا مقارنة مع التفلت الاميركي الذي اكتسب انتشاراً من اعلى الهرم الذي مثله انكار ترامب لوجوده ثم في اتهام الصين بالمؤامرة بتصديره لتضرب الاميركان
هناك امر اهم وهو ان التزام الصينيين هو شأن ثقافي وقيمي واخلاقي وديني في مقابل قيم الحرية والانفتاح والمعارضة
  لذا نجحت الصين في كبح الوباء وفشلت اميركا واسلوب ترامب ساهم في حد كبير في هذا الفشل
الهم الثاني في الخارج هو روسيا التي تتشارك مع الصين ومع ايران في تحدي ومنافسة ومغايرة اميركا في سياستها، وما زال في ذاكرة الديمقراطيين في الولايات المتحدة ان موسكو ساهمت بشكل او بآخر في هزيمتهم وخسارة هيلاري كلينتون معركتها الانتخابية لمصلحة ترامب عام 2016
غير ان روسيا اقرب لاميركا من الصين في المسألة الاهم وهي ان موسكو باتت تشكل معها ثنائياً لا اخلاقياً في دعم العدو الصهيوني مثلما كان حين اغتصاب فلسطين عام 1948 اذ اعترفت موسكو السوفياتية بالكيان الغاصب بعد 17 دقيقة من اعلانه في 15/5/1948..
وتشترك روسيا ايضاً في الهم السوري مع اميركا من جهة العمل على اخراج ايران من الاراضي السورية لمصلحة العدو الصهيوني الذي تشكل له ايران هماً كبيراً خصوصاً مع نجاح ايران عملياً بالربط بين الجبهة اللبنانية التي ترابط فيها المقاومة المدعومة من ايران وبين وجودها العسكري داخل سورية
 هاتان القضيتان جوهريتان في جعل العلاقة حاجة للاثنين حتى مع خلافهما في مسائل اخرى..
المسألة الثالثة هي الاتحاد الاوروبي الذي ناصبه ترامب الاستهتار والابتزاز المالي والسخرية السياسية وهو يشجع بريطانيا على الخروج من منظومته الاقتصادية
بايدن سيسلك الطريق التقليدي في تعاون دول الغرب في السياسة وفي الاقتصاد وفي العلاقات الخارجية والاهم في دعم الحلف الاطلسي الذي يجمعهم
وسيشكل تعاوناً اكبر في مواجهة تركيا اردوغان المتمردة لإعادتها الى المسار الغربي ووقف الابتزاز الذي يجيده حاكمها
القضية الاهم هي المسألة الايرانية واهم موضوع فيها هو الملف النووي ، وكان بايدن من موقعه كنائب للرئيس باراك اوباما هو المفاوض الاميركي الابرز مع الدول الغربية الاخرى مع ايران
وضع ترامب في برنامجه الانتخابي الغاء الاتفاق الذي وقعه سلفه اوباما ونفذ وعده .. بينما قال بايدن انه متمسك بهذا الاتفاق لكنه يحتاج الى تعديل
من هنا البداية ، لأن التعديل لا يشمل المسائل العلمية التنفيذية من الاتفاق بل يشمل ايضاً ما كان اتفاق اوباما السابق مع ايران يتضمنه من دون تركيز على تنفيذه والان يقول بايدن انه سيطبقه وهو محدد في نقطتين :
1-الاولى هي البرنامج الصاروخي الايراني المتطور  وتريد اميركا الغاءه من دون الغاء الصواريخ التقليدية
2-الثانية هي دور ايران الاقليمي ووجودها الامني والعسكري في العراق وسورية ولبنان واليمن
وهاتان المسألتان مرتبطتان بأمن اسرائيل وامن البلاد العربية خصوصاً في الخليج العربي فضلا. عن سورية والعراق ولبنان
هذه المسائل الخارجية سيحصل فيهما تغيير الى حد ما لتبقى قضية فلسطين التي ستضطر لمواجهة واقع اشدمرارة وهو ان الصديق التقليدي السابق وهو الاتحاد السوفياتي سينضم الى العدو التقليدي الاشد قوة في دعم اسرائيل على حساب فلسطين وشعبها..
وهنا يجب ان نعترف بأن فلاديمير بوتين الباحث عن دور ومكانة في مشرقنا العربي سيكون اقدر على رسم سياسة قديمة -جديدة لقضية الحق الفلسطيني  بالعمل على حل الدولتين وهو المشروع الذي يتحدث عنه جو بايدن في مقابل صفقة القرن التي حمل ترامب شعارها وعمل على اقرارها بمساهمة من بعض اصدقائه العرب

قد يهمك ايضا:

غاب محسن ابراهيم خسر المشرق العربي جزءاً من ذاكرته السياسية

جو بايدن يحذر من عواقب وخيمة في حال عدم توقيع ترامب خطة التحفيز الاقتصادي

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اميركا بايدن استمرار ام تعديل اميركا بايدن استمرار ام تعديل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon