توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد

  مصر اليوم -

«كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد

بقلم : محمد عبيد

لاشك أن اللقاء التلفزيوني الأخير لأمين عام حزب اللـه حسن نصر اللـه كان زاخراً بالكثير من المواقف والتطلعات في ما يتعلق بالمواجهة التي يخوضها محور المقاومة. كما أنه حَفَل بمعلومات بعضها كان معروفاً في الدوائر الضيقة المعنية والمتابعة، والبعض الآخر يُكشف لأول مرة للرأي العام ويستوجب التوقف عنده، وبالأخص ما أورده نصر اللـه حول الدور السوري الإستراتيجي في تسليح المقاومة بأسلحة نوعية كان لها القرار الفصل في حسم نتائج العدوان، نصراً لمصلحة الحزب والمحور معاً.
في مقدمة هذه الأسلحة صواريخ الـ«كورنيت» التي أكد نصر اللـه في المقابلة وبناءً على الوقائع الميدانية ليوميات التصدي للعدوان، إلى جانب استبسال المقاومين وقدراتهم القتالية وإدارتهم العسكرية الاحترافية في التحكم وفي استعمال هذه الصواريخ، أنها أسقطت التفوق الميداني للجيل الرابع من دبابات «الميركافا» فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية حتى حرب تموز 2006 فقط، حيث تحولت هذه الدبابات إلى أكوام من الخردة بعد أن عملت بها تلك الصواريخ حرقاً وتدميراً، وهي أي «الميركافا» التي كان يراهن قادة العدو على دورها في حسم المعركة البرية وإعادة احتلالها لأراض لبنانية بعدما كان طيرانهم العسكري قد أنهى مرحلة الأرض المحروقة في الأيام الأولى من العدوان.
ويُحكى أنه خلال هذه الأيام الأولى أرسل الرئيس بشار الأسد موفداً لنصر اللـه عارضاً التدخل العسكري المباشر لنصرة المقاومة ومنع استفرادها في التوقيت الذي تحدده قيادتها، فكان جواب نصر اللـه أن المقاومة مازالت في مرحلة احتواء العدوان وأن الأخبار السارة ستصل الرئيس الأسد تباعاً من الجبهات، وخصوصاً عند بدء التحولات التي ستفرضها مفاجآت المقاومة.
اليوم، والعالم يقف على منعطف الخلاص من إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأميركية ومن تبعات سياساته الخارجية التي كان لها الأثر الكارثي على المجتمع الدولي برمته، وبعدما استطاعت دول وقوى محور المقاومة الثبات والصمود على الرغم من الحصار السياسي ومن العقوبات الاقتصادية والمالية الحادة والتفصيلية التي فرضتها هذه الإدارة، تبدو مكونات محور المقاومة بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتها وخصوصاً في الدول التي تعرضت لهزات كبرى نتيجة الآثار المؤذية للعدوان على بعضها مثل سورية، كذلك بسبب التداعيات المدمرة للوقائع الخارجية والداخلية على بعضها الآخر مثل لبنان.
بالنسبة للبنان، وانطلاقاً من انهيار تركيبته السياسية والاقتصادية والاجتماعية الطائفية المعقدة، هذا الانهيار الذي أوصله مؤخراً إلى حد القلق على وجوده ومصيره المستقبلي وبالتالي حضور المقاومة وتأثرها بهذا القلق، من المفترض أن تقع الأولوية بالنسبة لحزب اللـه في الحفاظ على قوته الإستراتيجية التي تُبقي دوره متقدماً كرأس حربة في محور المقاومة. طبعاً هذا لا يعني تنصل الحزب من مسؤولياته الداخلية الأخرى فيما يعني إنقاذ الدولة والناس، ولكن هذا بحث آخر.
أما بالنسبة لسورية، فإن وضعها على رأس أولويات محور المقاومة واهتماماتها يبدو أمراً ملحاً جداً، ليس لكونها ركيزة هذا المحور في المشرق العربي والدولة الوحيدة المقاومة المتبقية حول كيان العدو الإسرائيلي فحسب، كذلك القادرة على رفد قوى المقاومة العربية كما الشعوب المناهضة للتطبيع ودعمها مباشرة من خلال موقعها القومي، إنما أيضاً بهدف العمل على تعزيز دورها في العالم العربي كله بعد حركة الاصطفافات التي قسمت هذا العالم بين مُطبِع ومُسالِم ومُقاوم والتي لا بد أن يُعاد خلطها وفقاً للسياسات التي ستعتمدها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه المحور المذكور وعلى الأخص تجاه إيران.
ذلك كله يبدأ من السعي إلى تحصين سورية الدولة على اعتبارها الضمانة الموثوقة لاستمرار خياراتها السياسية وثباتها على مواقفها الوطنية والقومية، كذلك السعي إلى تعزيز مقومات المجتمع السوري الاقتصادية التي تساعده على استعادة قدراته الإنتاجية المميزة.
ولـ«الكورنيت» التي تحدث عنها نصر اللـه معنىً رمزي يعيدنا إلى زمن كانت فيه سورية قاعدة مركزية لحركة المقاومة العربية وحصناً سياسياً منيعاً لحمايتها، فضلاً عن تعزيز قدراتها العسكرية واللوجستية.
لذلك كانت الحرب الكونية عليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد «كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon