توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين المشروع الفارسي والمشروع العثماني... أين المشروع العربي؟

  مصر اليوم -

بين المشروع الفارسي والمشروع العثماني أين المشروع العربي

بقلم: عوني الكعكي

عندما عاد الخميني الى إيران عام 1979، على متن الخطوط الجوية الفرنسية، محاطاً بحماية جوّية وأرضية غربية، بعد سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، توهّم المتابعون داخل إيران وخارجها، أنّ رجل الدين الإيراني الذي عاش في المنفى قرابة 14 عاماً، زاهد حقاً في الحكم بل إنّ أقصى ما يطمح إليه الخميني هو أن يكون المرشد الروحي للثورة الإسلامية. ولقد تبيّـن بعد بضع سنوات، أنّ لا فرق بين الشاه والخميني إلاّ في تسمية الحكم، وأنّ هناك تشابهاً كبيراً على مستوى السياسات الكبرى للامبراطورية الفارسية، بل إنّ الخميني كان مصمّماً على تحقيق ما فشل فيه آخر حكام آل بهلوي، وهي إعادة التمدّد الفارسي في المنطقة، وهو ما سمّي بـ»تصدير الثورة».
وبعدما استقوى النظام، دخل مرحلة مدّ الأذرع العسكرية في الخارج عبر إنشاء «حزب الله» ودعم حركة حماس، ولاحقاً «الحشد الشعبي» في العراق و»أنصار الله» في اليمن.
وبعد اندلاع ثورة «الربيع العربي»، وتحديداً بعد تحوّل الأزمة في سوريا من انتفاضة شعبيّة سلميّة مطالبة بالإصلاح الى صراع مسلّح، دخلت إيران بكل ثقلها ضمن سياسة تبدو في ظاهرها داعمة لنظام بشار الأسد، لكنها في باطنها تطمح لاستكمال مشروع التمدّد الذي بدأ بشكل جزئي بوجود «حزب الله» في لبنان، ثم حقق خطوات كبيرة وتاريخية إثر الإحتلال الاميركي للعراق عام 2003، والذي أعقبه تدخل إيران بشكل مباشر في هذا البلد. ولن ننسى ما قامت به إيران لتجنيد ميليشيات تقاتل باسمها في العراق وسوريا واليمن... وهي تطمح الى توسيع رقعة تمدّدها الى جنوب آسيا، وصولاً الى أفريقيا، حيث تبنّت سياسات مماثلة. وتجنّد إيران المئات من الشيعة الأفغان للقتال في أمكنة يختارها لهم الحرس الثوري الايراني، كما أنشأت إيران لواء الزينبيين ويضم شيعة باكستانيين ينفذون ما يُطلب منهم.
إنّ الطموح الإيراني القومي الفارسي الذي ألبسه الخميني لباس التشيّع، يتضخم يوماً بعد يوم. وللوصول الى هذا الحلم وضع الإيرانيون جملة خطوات أهمها:
1- أولى الخطوات تتمثّل في تسييس التشييع من خلال فكرة ولاية الفقيه.
2- عملية «صناعة العدو»، وهي عملية لجأ إليها النظام باختراع عدو وهمي كبير وقوي يوفّر له فرصة الظهور.
وفي خِضَمّ اضطراب البلدان العربية يمكن القول إنّ تركيا وإيران قسمتا بينهما النفوذ في المنطقة.
فمع احتدام الوضع في ليبيا، تتفاعل على تداعيات تمدّد المشروع التركي. فمنذ قرن من الزمن، كانت الامبراطورية العثمانية رجلاً مريضاً، تقسّمت تركتها العربية بين الأوروبيين المنتصرين في الحرب العالمية الأولى. وها هي تركيا تتمدّد من جديد، من خلال «الإخوان المسلمين»، ما جعل من تركيا الأردوغانية قوّة صاعدة، دخلت جزءًا من سوريا، ودخلت ليبيا، كما تحاول تركيا التمركز في بعض المناطق اللبنانية من خلال مدّها بالمال، بحجة مجابهة «حزب الله»، بل لمحاولة لعب دور بديل عن الأدوار العربية التاريخية. وما يلفت النظر أنّ تركيا قدّمت مستشفى في صيدا بميزانية 20 مليون دولار عام 2006.
وهنا لا بد من تحميل المسؤولية الى «العرب»... وتوجيه سؤال محوري إليهم... أين المشروع العربي مقابل هذا كله...؟
إنّ العرب يتحمّلون جزءًا كبيراً من مسؤولية التمدّد الإيراني... لأنّ إيران رسمت نفوذها في المنطقة عبر استخدامها لكافة الأزمات التي تعاني منها شعوب ودول المنطقة. كما ان توظيف إيران للمسألة الشيعية ساعدها في تهديد استقرار المنطقة نتيجة لأخطاء عربية في التعامل مع بعض الفئات العربية، في ظلّ غياب سياسة إحتواء عربية شاملة لمكوّنات المجتمع.
لقد تناسى العرب تنسيق مواقفهم لمواجهة التدخلات الإيرانية... كما ان إفشال المشروع الإيراني في المنطقة لا يتمّ إلاّ من خلال محاربة إيران وتركيا بنفس الأسلحة وذلك بمساعدة الشعوب المضطهدة في الداخل.
إنّ ما آلت إليه الأمور، بعد وجود مشروعين: فارسي وتركي، يتطلب صحوة عربية، ودراسة معمّقة للواقع العربي الراهن... في محاولة جادّة لوضع مشروع عربي متكامل، يحول دون نجاح المشروعين المذكورين أعلاه...
فهل يُقْدِم العرب على تنفيذ هذه الخطوة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين المشروع الفارسي والمشروع العثماني أين المشروع العربي بين المشروع الفارسي والمشروع العثماني أين المشروع العربي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon