توقيت القاهرة المحلي 10:57:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلنا يعني كلنا

  مصر اليوم -

كلنا يعني كلنا

الكاتب وليد الحسيني
بقلم: وليد الحسيني

لم يستطع حسان دياب إقناع أغلبية اللبنانيين، بأنه «نسخة أصلية» في رئاسة مجلس الوزراء.

كان قناعاً، يحمل أحياناً وجه حزب الله، وأحياناً وجه التيار الوطني الحر… وفي الحالتين كان وجهين لعملة واحدة.

أما وقد استقال من مهام الوعود الكاذبة وأخواتها من السين والسوف، فإن العهد لن يجد بديلاً عنه، فرجل «اللاشيء» كان ينفذ لفخامته «كل شيء».

اليوم وقد ولّى زمن حكومة أمرك يا «سيد» أو يا «سيدي»، فكيف يتصرف الرئيس ميشال عون؟.

يبدو أنه سيكرر ارتكاب الخطايا. وسيخضع الاستشارات النيابية الملزمة لجرصة التفسيرات «الجريصاتية» للدستور.

لكن هل سيسمح دمار بيروت بممارسة المماطلة مرة أخرى، بهدف فرض أسماء الوزراء، والاستيلاء على الحقائب «الإسفنجية»، التي تمتص العقود والنقود؟.

مجريات الأمور تؤكد أنه سيفعلها.

فهو لن يسمح لدمار أميرة العواصم، أن يدمر طموحات الصهر الحالم، وأطماع الحزب الحاكم.

يظن فخامته، وفي ظنه إثم كبير، أن سيف الوقت في يده وحده.

به يستطيع الصبر، وبالتالي تحقيق النصر، ومن ثم الحصول على نسخة طبق الأصل عن حسان دياب.

حتى مرضى «الزهايمر» لم يلحقوا أن ينسوا العصف النووي الذي دمر نصف بيروت… فكيف ينسى فخامته أن التأخير في إيجاد حكومة إنقاذ سيؤدي إلى قيام آخرة لبنان؟.

يا صاحب الفخامة مطلوب من الجميع، وأنت أولهم، الإسراع بتقديم التنازلات، قبل أن ينزل الوطن بكامله إلى مقبرة الانقراض.

لا نشك في أن اللاءات المرفوعة بوجه قيام حكومة إنقاذ كثيرة ومتعددة المصادر. فما يرضي هذا لا يرضي ذاك.

أمام هذا الواقع المأزوم وغير المسؤول، كيف يمكن للبنان المنكوب أن يخرج من نكبته؟.

من الواضح أن الطريق مقفلة والأبواب موصدة… فأمام كل حل ترتفع «لا» كبيرة.

 

إذا بحثنا عن الحلول بعقلانية وهدوء، سنجد أننا أمام خيارات محددة بأربعة نماذج لاختيار رئيس حكومة يتولى قيادة البلاد إلى شاطئ السلامة.

نموذج الرئيس الحيادي، ومثاله نواف سلام. وهذا النموذج مرفوض من حزب الله، وقد يستعجل ظهور الغضب والغيظ، وكان السيد نصر الله قد طالب بتخزينهما في صدور تلبي «غب الطلب».

الحزب يعتبر حيادية سلام مزيفة ويتهمها بالعمالة لأميركا. ولن يُحرج إذا ارتقى بها إلى مرتبة العمالة لإسرائيل.

النموذج الثاني الرئيس المعتدل، ومثاله سعد الحريري. ورغم أن لا أحد يضاهيه في علاقاته الدولية والعربية، وأن لا أحد ينافسه بنفوذه لدى الدول المانحة والصناديق المقرضة، لكنه هو الآخر يواجه بعناد ساذج من قبل جماعات «كلن يعني كلن».

النموذج الثالث الرئيس الممانع، ومثاله حسان دياب، أو من يجاريه بالخضوع والخنوع، وهم على كثرتهم، لا قدرة له، أو لهم، في الوقوع بتجربة «التكرار الذي يعلم الحمار».

يبقى النموذج الرابع، أي «رئيس الفراغ» أو الفارغ. ويمثله فقه الولي الفقيه. وهو يعني تعويماً ناقصاً لحكومة الممانعة المستقيلة، حيث تصبح حكومة تصريف الأعمال، أفضل من حكومة أعمال، تصرف نفوذ إيران وأتباعها.

كل هذا الاستهتار يتم كمأساة إضافية تضاف إلى مآسي اللبنانيين، الذين يترتب عليهم أن ينسوا قريباً، وقريباً جداً، دعم الرغيف والدواء والمازوت والبنزين والكهرباء… وربما الرواتب.

هذا يعني أن المجاعة الجماعية، ستتحول إلى موت جماعي.

عندئذ ستوحدنا الكارثة تحت شعار «كلنا يعني كلنا»… ولن نجد حينئذ في الشارع من يهتف «كلن يعني كلن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلنا يعني كلنا كلنا يعني كلنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon