توقيت القاهرة المحلي 11:08:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا العقوبات الاميركية على جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون

  مصر اليوم -

لماذا العقوبات الاميركية على جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون

طارق ترشيشي
بقلم : طارق ترشيشي

توقف ديبلوماسي مخضرم باهتمام عند قرار وزارة الخزانة الاميركية بفرض عقوبات على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، متسائلاً عن خلفيات هذا القرار والغايات المرجوة منه، في ظلّ التعثر في تأليف الحكومة الجديدة، ودخول المفاوضات في شأنها مرحلة حسّاسة، تتعلق بتركيبتها وتوازناتها وربما ببيانها الوزاري، خصوصاً وانّ البعض يتهم باسيل بعرقلة او تأخير الولادة الحكومية، لمصالح سياسية وخاصة لديه.

ويحاول هذا الديبلوماسي ان يُسقط هذا الامر، على ما حصل قبل اسابيع من عقوبات اميركية في حق الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، وكيف انّه اعقبها إنطلاق المفاوضات بين لبنان واسرائيل بوساطة اميركية ورعاية اممية، لترسيم الحدود البحرية والبرية. ويسأل، هل المُراد من العقوبات على باسيل هو الضغط لتعجيل تأليف حكومة، لا يكون التوازن فيها مختلاً لمصلحة «حزب الله» وحلفائه، بما يجعلها قادرة على الاستجابة لشروط صندوق النقد الدولي، التي يقبلون ببعضها ويعارضون غالبيتها، لعدم تلاؤمها مع مصلحة لبنان؟

هذا السؤال، يضيف الديبلوماسي نفسه، ستبرز الاجابة عنه في الايام القريبة، ومن خلال طبيعة الحكومة التي ستؤلف وتوازناتها وتوزيعة وزاراتها وبيانها الوزاري. ويقول الديبلوماسي، انّ هذه العقوبات على باسيل هي بموجب قانون «ماغنيتسكي» الذي يعطي للرئيس الاميركي صلاحية معاقبة اي شخص متورط او متهم بالفساد، سواء داخل الولايات المتحدة الاميركية أو خارجها. ومن مراجعة مضمون القرار، يتبيّن انّه يتهم باسيل بالتورط في الفساد، وانّه يقدم الدعم لـ»حزب الله» المصنّف اميركياً «منظمة ارهابية»، ويمنعه من السفر الى الولايات المتحدة، ويحظّر اي شخص او جهة من التعامل معه، ويجمّد اصوله في اميركا، وكذلك اصول اي شخص يتعامل معه داخل اميركا او خارجها، كذلك يمنع التعامل معه مالياً وتجارياً.

ويعتقد الديبلوماسي إيّاه، انّ الغاية من هذه العقوبات قد تكون تحييد باسيل من الحياة السياسية وتعطيل مستقبله السياسي، وهو الطامح للوصول الى رئاسة الجمهورية، بحيث يبقى على هذه الحال الى ان تأتي ادارة اميركية جديدة، يمكنها ان ترفع هذه العقوبات عنه، خصوصاً اذا استأنف ضدها، وله الحق في ذلك، وقُبِلَ هذا الإستئناف بردّ التهم المنسوبة اليه.

ويسأل الديبلوماسي: لماذا يعاقب الاميركيون باسيل تحديداً؟ وهل الغاية من هذا العقاب هو الضغط على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليمشي بحكومة «لا تأثير لـ»حزب الله» على قراراتها، او لا تمثيل له فيها، وتلبّي شروط صندوق النقد الدولي؟». ويقول، «من الواضح انّ معاقبة باسيل هي رسالة غير مباشرة لعون ولكنها ليست نهائية، اذ ربما تليها عقوبات- رسائل اخرى لرئيس الجمهورية ولآخرين ايضاً، خصوصاً انّ مسلسل العقوبات الاميركي مستمر بتأكيد المسؤولين الأميركيين المتكرّر، تتعلق بتأليف الحكومة التي عبّرت واشنطن ومعها دول خليجية بارزة مراراً، عن رفضها مشاركة «حزب الله» فيها، وربما بملفات اخرى. ذلك انّ معاقبة باسيل شخصياً بمعزل عن علاقته بعون، ربما قد لا تفيد من وجهة النظر الاميركية، ولكن تفيد في حال كانت مبنية على مصلحة اميركية، ترى واشنطن انها تتعرض للضرر بسبب وجوده ضمن المنظومة السياسية اللبنانية، ولا سيما من الفريق الخصم للإدارة الاميركية. فالاميركيون عادة يفرضون في لبنان عقوبات على سياسيين من الصف الثاني في هذه الطبقة، وتكون غالباً بمثابة رسائل لمن هم في الصف الاول، لكن مع باسيل يتبين انّ الاميركيين صنّفوه «صف ثاني ونصف» لإلتصاقه بعون، الذي لا يجاري السياسة الاميركية في كثير من المجالات، وابرزها الموقف من «حزب الله» والمقاومة، وهذا التصنيف ينطوي على غايات قد تظهر لاحقاً».

والى ذلك، وفي معرض الحديث عن تداعيات نتائج الانتخابات الاميركية على لبنان، والتي باتت شبه مؤكّدة لمصلحة المرشح الديمقراطي جو بايدن، يقول الديبلوماسي نفسه، إنّ هذه التداعيات ستكون على ايران اولاً، وأنّ لبنان سيتأثر بها من خلال «حزب الله» حليف طهران. فلقد كان هدف ترامب من العقوبات التي فرضها على ايران، هو تعديل الاتفاق النووي المعقود معها، ليشمل صواريخها الباليستية وتدخّلها في شؤون المنطقة. في حين انّ بايدن يقول الشيء نفسه، ولكنه يعتبر انّ واشنطن لم تعط المفاوضات مع ايران حقها. وقد اشار اخيراً الى أنّه يريد فتح باب هذه المفاوضات، للوصول الى نتائج ملموسة. ما يعني انّ طريقة تعامله مع ايران ستختلف عن ترامب، إلّا انّ هدفه كهدف ترامب نفسه، وهو ادخال الصواريخ الباليستية والتدخّل الايراني في شؤون المنطقة، ضمن إتفاق جديد أو في الاتفاق السابق، بعد توسيعه او وضعه في صيغة جديدة.

وفي هذه الاثناء، فإنّ العقوبات الاميركية على ايران و»حزب الله» ستبقى نفسها الى حين حصول المفاوضات، لكن الموقف الايراني يؤيّد العودة الى المفاوضات، لكن إنطلاقاً مما كانت عليه الحال قبل انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي، اي رفع العقوبات التي فرضها ترامب على طهران اثر انسحابه من الاتفاق. ولذلك، فإنّ بايدن سينتهج مبدأ التفاوض مع ايران، خصوصاً انّه كان عرّاب ذلك الاتفاق معها.

وعن مستقبل علاقة الولايات المتحدة بلبنان بعد فوز بايدن، يؤكّد الديبلوماسي، أنّ هناك قراراً اميركياً داخلياً بأن لا ينهار لبنان، لأنّ لا مصلحة أميركية مرحلية او استراتيجية في هذا الانهيار، الذي في حال حصوله، من شأنه ان يشرّع ابواب الحرب امام اسرائيل، وبالتالي يتعطل ملف ترسيم الحدود وكثير من الملفات في المنطقة، وهو امر ليس في مصلحة الاميركيين، حسب الديبلوماسي الذي يضيف، «انّ مساندة اميركا للبنان غايتها منع انهياره فقط وليست غايتها اعادته سويسرا الشرق».
ويختم الديبلوماسي مشيراً، الى انّ تصريحات بايدن «الايجابية» خلال حملته الانتخابية، تشير الى انّه «لن يكون هناك تغيير في العلاقة المباشرة بين الولايات المتحدة ولبنان، وانما سيكون هناك تغيير في العلاقة غير المباشرة بينهما عبر ايران».

قد يهمك أيضا : 

جبران باسيل يهاجم خصومه داخل الحكومة اللبنانية وخارجها على خلفية "التعيينات"

 النائب باسيل يُؤكد تسرّب الأموال لسورية وينفي رغبته في رئاسة لبنان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا العقوبات الاميركية على جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون لماذا العقوبات الاميركية على جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon