توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليمن: بعد أن فعلنا بكم مافعلنا… هلموا إلى السلام

  مصر اليوم -

اليمن بعد أن فعلنا بكم مافعلنا… هلموا إلى السلام

بقلم -علي محسن حميد

ماعدا تجار الحرب تريد غالبية اليمنيين السلام الذي حان وقت رفع أذانه وأن نقول حيى على السلام.تعبنا من الحصارالجوي والبحري ومن الغارات التي دمرت عمدا مطاراتنا وطائراتنا ومخازن أسلحتنا وآثارنا الحضارية وأضعفت عملتنا واقتصادنا  وهدمت مصانعنا ومزارعنا وقتلت عشرات الألاف من مواطنينا الأبرياء وأضعافهم جوعا وأمراضا وهشمت ضمائر قلة منا. وتعبنا من الحروب الداخلية المولود غير الشرعي لعاصفة الدمار الشامل ومن المليشيات التي لاتخلو منها مدينة يمنية.

وهدّنا الجوع والعطش والموت البطيء والتشرد الداخلي والخارجي،(في مصر وحدها مليون ونصف المليون يمني منهم نخب هي أهم ماأنجزته ثورتيهم سبتمبر واكتوبر،كالأستاذ الجامعي والطبيب والمهندس والدبلوماسي ورجل الأعمال والكاتب والأديب والفنان الخ) ينتظرون العودة والسلام بفارغ الصبر وكثير منهم بدأ الفقر يلسعه.اليمنيون يريدون سلاما أبديا بضمانات سعودية ودولية يتفق عليها بين أطراف الحرب المحلية وبين العربية السعودية بإشراف دولي وتعهد سعودي بعدم تكرار الحرب على اليمن مستقبلا تحت أي مبرر أو راية وأنها ستترك اليمن وشأنها يديرمواطنوها “الأحرار” غير المرتبطين ب”اللجنة الخاصة ” والمرتشون بمالها الحرام أو “المدنس” حسب وصف الرئيس الراحل صالح له ، شؤنهم الداخلية باستقلال.

ومن هذه الضمانات إلغاء هذه اللجنة أو اللعنة ، لعنة رعاية العملاء والمرتزقة والخونة، التي يبز دورها دور وزارة الخارجية السعودية المسؤلة وحدها كما هو الحال في أي دولة عن العلاقات مع الدول الأخرى المستقلة.

نريد قطع هذا الضرع الذي يطعم خارجين عن الدستور اليمني وإغلاق هذه الحنفية التي تسمم استقرار اليمن ووحدته.لقد عانينا كثيرا جدا من الحرب التي فرضت علينا في 26 مارس 2015 لإعادة الرئيس ،الذي سمع بالعاصفة وهو في طريقه إلى الرياض وشرعن لها بالإكراه ، إلى عاصمته صنعاء وليس للإقامة في الدولة التي تقتل وتدمر بدون اعتبار لرابطة دين وجوار وما ستختزنه ذاكرة اليمنيين عنها ،ولم يكلف نفسه استنكار وإدانة انتهاك واحد أو جريمة واحدة من جرائم الحرب ولم يكن في هذا وحده إذ انضمت إليه جوقة أحزاب ماسمي ب” التحالف الوطني للأحزاب” وهي زعامات مهاجرة لأحزاب سياسية وظيفتها الوطنية أن تقاوم خصمها في الداخل . الرئيس المهاجر برضاه أو غصبا عنه، هو نفسه  الرئيس الذي خان القسم الدستوري الذي يحتم عليه التعامل مع قضايا الوطن بصدق وشفافية لأنه الحارس الأمين دستوريا لوحدته وسلامة أراضيه والصائن لسيادته .وها نحن ندفع حتى اليوم ثمنا من أغلى الأثمان التي دفعها شعب من الشعوب في تاريخ البشرية كله مقابل إقامته الآمنة في السعودية وتجريده من صلاحياته الدستورية عدا استقباله للسفراء الذين يشعرونه وحدهم بشرعيته ،وعبثه بالمال العام على قلته وتعييناته الوظيفية العشوائية التي يشوبها فساد مناطقي ومحسوبية غير مسبوقة تتنافى مع كل مايقوله من الرياض وماقاله من قبل في الفترة الانتقالية ( 2012 – 2014) التي أنهتها فعلا “عاصمة الحزم” وجعلت شرعيته محل تساؤل فقهاء القانون الدستوري. اليوم هادي ومن معه في حيص بيص ولاشك أنهم يفكرون بما بعد ماقاله محمد بن سلمان من وراء ظهورهم في حديثه مع فضائيته “العربية” عن وقف اطلاق النار والتفاوض مع يمنيين وعرب كانوا طوال سنوت الحرب انقلابيون وفرس ومجوس ودخلاء وروافض وعملاء ل”أيرَان”.

كسر ظهر مشروع الهيمنة السعودي: السعودية وظفت حربها في اليمن لتدشين مشروعها في الهيمنة على الوطن العربي ولكن اليمن العصي والأبي كسر ظهر هذا الطموح نيابة عن الأمة العربية كلها وأحنى هامة السعودية التي تطلب السلام  بعد يأسها من تحقيق النصرواعترافا بفشل حربها. وصف جندي سعودي كبير السن في مزرعة الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز في الرياض عام 2008 مقاومة  اليمنيين للغازي بالكبسولة التالية”الاودية الاودية ماعسكر إلا الزيدية” .لاأذكرهذه المقولة من منطلق طائفي حاشا لله وإنما لتذكير شباب الأسرة الحاكمة الذين ربتهم اوربيات وأسيويات بما غاب عنهم من تاريخ اليمن العسكري الذي لايزال حيا في وجدان سعوديين كثر كما هو حال أجيال من الأتراك لم ينسوا ضحاياهم في اليمن في أغانيهم وأدبهم وجوارحهم حتى اليوم. وقطعا ستضاف مقاومة اليمنيين وهم اليوم من كل المناطق إلى سجلهم الوطني الماجد كسابقاتها وستكون عبرة أخيرة  لمن تسول له نفسه العدوان على اليمن. لقد كان قرار الحرب سعوديا خالصا لم تشرك فيه السعودية سوى حلفائها الغربيين وأولهم واشنطن وهاهو قرارها بالتفاوض يسمع من التلفزيون بدون تشاور مع ماسمي ب”التحالف العربي” الذي تبعه إعلان سعودي بقيام  “تحالف إسلامي” مات في مهده لغرض الهيمنة على العالم الإسلامي أيضا وبارك الله في سواعد اليمنيين التي أنقذت أمتي العرب والإسلام من الهيمنة السعودية التي تخدم من ضمن ما تخدم أهداف امريكا حليفة السعودية الاستراتيجي في العالمين ( لم نسمع أن السعودية قالت أن دولة خليجية أو مصرحليفتها لأنها تتعامل مع الكل من فوق. من السماء السابعة ) .أنفقت السعودية قرابة الترليون دولارفي هذه الحرب ، ذهب ثلثها إلى الخزينة الامريكية ،بدون جدوى أو مكسب سوى تدمير اليمن وتفكيك عراه وتقسيم مواطنيه شيعا وطوائف.

حديث ولي العهد: في حديثه مع فضائيته “العربية” تعامل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان  مع حربه على اليمن لست سنوات ونَيِّف بتبسيط مفرط وبوهم بأن الطرف الآخر في اليمن سيزحف على قدميه ويقول له شبيك لبيك عبدك  مستسلم بين يديك. وحتى كتابة هذه السطور لم نسمع موقفا ل”أنصار الله” من المبادرة السعودية الأخيرة التي فاجأت دول التحالف التي أعرضت عن تحديد موقف منها لشعورها بأن السعودية تتعامل معها بعدم احترام كما تتعامل مع مواطنيها الذين لارأي لهم في سلم أوحرب.إن غالبية اليمنيين المرهقة، التعبانة، تتطلع إلى السلام وتعتبر حديث ولي العهد السعودي مهما وإيجابيا، وقبله المبادرة السعودية التي أعلنت في مارس لوقف حرب السعودية على اليمن، وأقول حرب السعودية على اليمن لأن السعودية هي من أطلق أسلحة الدمار الشامل أولا بدون مبرر ضد العاصمة صنعاء في 26 مارس 2015. الحديث والمبادرة خطوتان مهمتان لايمكن تجاهلهما من قبل ” أنصار الله” ولا القوى السلمية الحية في المجتمع لأن اليمنيين فعلا يريدون السلام ولكن السلام المستدام ومعه الامتناع عن التدخل في شؤننا الداخلية والتعامل معنا كدولة مستقلة ذات سيادة لاسلطان لأحد عليها سوى مؤسساتها ودستورها وقوانينها ومصالح شعبها.وبالتالي لاينبغي التعامل مع المبادرة والحديث بالتجاهل  ويجب  من وجهة نظري المتواضعة أن يعتبرا بداية طريق قد يكون طويلا وليس نهايته ولسلام له أثمانه لصالح اليمن المدمر والمعتدى عليه.

تعويضات واعتذار : يجب على السعودية بعد الاعتذار لكي لاتكرر حربها علينا، تحديد مبلغ مليارِي سنوي لتعويض اليمنيين عن كل ما لحقهم من أذى الحرب ودماراتها بتعويضات تشبه تعويضات المانيا لإسرائيل مع الاعتراف بالفارق الكبير بين الوضعين ، وبجانب السعودية على الإمارات دفع تعويضات  أيضا والاعتذار لأنها شريكة في الحرب لخمس سنوات وفي الاحتلال حتى اليوم عبر وكلائها الذين يشبه دورهم المنحط  دورالجنود الهنود The Sipahis الذين وظفتهم شركة الهند الشرقية ومكنوا بريطانيا من استعمار وطنهم الهند ولكن ياللمفارقة فإن شركة الهند الشرقية حافظت على وحدة الهند ولم تجزئها كما تعمل الإمارات اليوم  في اليمن.الإمارات  تفاخر بتضحياتها وب”شهدائها” الذين قتلوا في اليمن وهذا دليل على شراكتها وعلى حقنا في الحصول على تعويضات منها لأننا وهي البعيدة عنا جغرافيا لم نعتد عليها كما لم  نعتد على السعودية بأي شكل من الأشكال.

 السعودية دمرت عمدا  حتى آثارنا ومواقعنا الحضارية وجزء من صنعاء القديمة أحد الشواهد لكل ذي عين. وللتذكير لقد قال قائل بإسمها علنا “سندك صنعاء حجرا على حجر” والمثل العربي يقول “من كسر جبّر” ومن اعتدى عليه أن يعوض ومن ناحية القانون الدولي لايجب أن تنتهي هذه الحرب بدون حساب وعقاب أقله الاعتذار والتعويضات العادلة وهي من حقنا ولن تكون تسولا أو مِنّة.

تصفية الاستعمار:  Decolonization تسببت الحرب في إعادة استعمارنا بالاحتلال العسكري لجزرنا وموانئنا وعَدِننا وجزء من حضرموتنا وبعض محافظاتنا ويجب فورا إنهاء هذا الاحتلال المتعارض مع سيادتنا ومع القرار الأممي 2216 الذي لم تحترمه السعودية والإمارات واللتان تصرفتا في اليمن كبلد ليس له  صاحب ومؤسسات دستورية  يحتم عليها واجبها الدستوري والوطني الرفض العلني لكل مايجرح هذه السيادة ويؤذيها.نعم للسلام. ولكن لن يستقر لنا بال إلا باستعادة يمن ال25 من مارس 2015 بدون نقصان، اليمن الديمقراطي المسالم في الداخل ومع الجوار بسلطته الوطنية الدستورية المستقلة .
 كاتب يمني

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن بعد أن فعلنا بكم مافعلنا… هلموا إلى السلام اليمن بعد أن فعلنا بكم مافعلنا… هلموا إلى السلام



GMT 09:28 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

عربيًا.. لا يمر!

GMT 09:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 10:18 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل.. يجوبون العالم!

GMT 09:59 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

اكتشاف ثالث للجنزوري!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon