توقيت القاهرة المحلي 01:37:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان.. خلاف الأولويات

  مصر اليوم -

لبنان خلاف الأولويات

بقلم :ناصيف حتّي*

دخل الشغور الرئاسى عامه الثالث فى لبنان. رغم أن هذا الأمر لم يعد غريبًا فى السياسة اللبنانية، كما دلت استحقاقات رئاسية فى الماضى، ومع الشغور صارت السلطة التنفيذية فى يد حكومة تصريف أعمال. يحصل ذلك فى وقت لبنان بأمس الحاجة فيه إلى انتظام السلطات والانتهاء من الفراغ المستمر والمدمر. ما زاد من مخاطر هذا الوضع أن لبنان كان يعانى من مسار انهيار متسارع فى أوضاعه الاقتصادية مع تداعيات ذلك فى السياسة وفى الاجتماع قبل الحرب الإسرائيلية. وزادت هذه الحرب المفتوحة والمتصاعدة فى الزمان والمكان، كما صار واضحًا، من المخاطر والتحديات بعد أن تحولت الأولوية الإسرائيلية فى الحرب فى عامها الثانى من غزة إلى لبنان.

 


تتحكم بالسياسة فى لبنان، لدرجة كبيرة، قدرية سياسية، قوامها أنه فى الأزمات الكبرى والمستعصية كما يبدو على حل «صنع فى لبنان» يأتى الحل من تفاهم الخارج. حل يرتبط بالتوازنات التى تنتج عن تفاهمات يتم التوصل إليها عند حلول لحظة التعب أو انسداد الأفق المكلف للجميع من اللاعبين الخارجيين. فيذهبون عند حلول تلك اللحظة نحو التسوية لإعادة إعمال وتفعيل السلطة وملء الفراغ الرئاسى متى كان قائمًا. ينعكس ذلك الاتفاق الخارجى بين أصدقاء وحلفاء الأطراف المتصارعة أو المختلفة فى لبنان، فى القيام بالخطوات الدستورية المعروفة من الأطراف الداخلية، بعد ظهور «الضوء الأخضر»، مثل انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة وفاق وطنى.
هنالك جدل وخلاف مباشر أو غير مباشر، لكنه غير مخفى بين من يدعو من جهة إلى الإسراع إلى الانتخاب، والإسراع لا يعنى التسرع ولكنه لا يعنى أيضًا الهروب إلى الأمام، وبين من يدعو من جهة أخرى إلى انتظار حصول وقف إطلاق النار، للذهاب نحو ملء الفراغ المدمر. ويرى بعض المراقبين أن ذلك مرده إلى لعبة توازن القوى فى اللحظة المطلوبة للانتخاب. توازن قد يراه أو يراهن على رؤيته كل طرف أنه قد يكون لمصلحته فى «الموعد المختار» لملء الفراغ، بسبب التوازنات الخارجية والداخلية الحاكمة فى تلك اللحظة.
إن المطلوب ليس الصراع حول ما يأتى أولًا أو تحديدًا حول ترتيب الأولويات، وخلق تناقض مصطنع بينها بل الاقتناع أن المطلوب وطنى وفى سبيل إنقاذ لبنان من الانهيار الكلى هو التوافق الفعلى، وليس الشكلى، على ما يلى: المضى فى المسارين بشكل متواز: مسار الانتخاب ومسار العمل الدبلوماسى الخارجى للتوصل إلى وقف إطلاق النار بشكل كلى ووقف العدوان الإسرائيلى على لبنان. فانتظام السلطة فى هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة، حيث الوقت عدو أساسى لهذا الهدف الوطنى، أمر أكثر من ضرورى. وللتذكير إن المناكفة السياسية التقليدية أمام هذا الاستحقاق لا يمكن أن تخضع هذه المرة، أيًا كانت العناوين التى ترفع هنا وهناك، لمنطق تقاسم قالب حلوى السلطة بمنافعها السياسية وغيرها. المطلوب اليوم انتخاب رئيس توافقى يطمئن الجميع. رئيس لا يمكن أن يكون طرفا طالما المطلوب منه قيادة «سفينة» الإنقاذ الوطنى مع «حكومة مهمة» التى يفترض تشكيلها فى البداية للمضى فى مواجهة التحديات المختلفة والمترابطة فى الداخل من جهة والانطلاق من جهة أخرى فى تحرك خارجى مبادر وناشط للإسهام فى معالجة التحديات الخارجية والتى لها تداعيات كبيرة على لبنان.
ذلك كله، وللتذكير، يسهم بشكل أفضل وأكثر فعالية بسبب الخروج من حالة الفراغ القاتل فى المسار الآخر: مسار التوصل إلى الوقف الكلى لإطلاق النار. فالانتظار يعنى عمليًا المزيد من الانهيار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان خلاف الأولويات لبنان خلاف الأولويات



GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 17:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صوتى لكامالا هاريس

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon