توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يفشل الجمهور؟

  مصر اليوم -

هل يفشل الجمهور

بقلم - طارق الشناوي

لأم كلثوم لحن فى الأربعينيات لم تسجله، أو ربما سجلته ثم حرقت الأسطوانة، من تأليف أحمد رامى وتلحين فريد غصن، الأغنية اسمها (وقفت أودع حبيبى)، فريد غصن لبنانى، عاش مرحلة الشباب فى مصر، وعلم فريد الأطرش العزف على العود، عاش غصن عشر سنوات بعد رحيل أم كلثوم، وكان دائم الحنق عليها لأنها، أهانته علنا، بمصادرة الأغنية بعد أن قدمتها فى حفل، من وجهة نظر غصن كان حفلا ناجحا.

ما الذى دفع أم كلثوم للغناء من تلحين غصن؟، تفسيرى الشخصى، أنها أرادت إثبات للثلاثة الكبار، أساطين النغم، فى تلك المرحلة، الشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجى ورياض السنباطى، أنها من الممكن أن تنجح بدونهم، وأن سر النجاح هو الصوت، إلا أنها أدركت بعد الحفل (أن لحن غصن فيه حاجة غلط) فقررت أن تمسحه من الأرشيف، حتى الملحن لم يجرؤ على تسجيله بصوته.

الفنان يجب أن يمتلك القدرة على الاعتراف بالخطأ، ولا يكابر، حتى لو جاء الاعتراف متأخرا، سأل مرة الكاتب الكبير محمود السعدنى، الفنان الكبير توفيق الدقن، هل أنت راض عن أعمالك الفنية؟، إجابة فقط 25 فى المائة والباقى مجرد (أكل عيش).

على الجانب الآخر تابعت هذا المخرج عندما سألوه عن مسلسله؟: قال أنا كنت الأنجح فى (الماراثون) الرمضانى، وجاء الرد المفحم أنه لا وجود له فى الإعلام ولا (السوشيال ميديا)، وأرقام المتابعة ألقت به أسفل سلم المشاهدة، ولم يحظ بجائزة، رغم كثرتها وتعددها؟أجابهم: (وما أدراكم بمصداقية هذه الجوائز، جميعها تستند إلى آراء مضروبة)، سألوه مجددا هل أنت راض عن النتيجة النهائية؟ أجابهم بكل ثقة (الشاشة أعظم بكثير من خيالى، برغم أننى صانع العمل الفنى، إلا أننى كثيرا ما أضبط نفسى فى حالة دهشة، وأتعجب كيف فعلت كل هذا الإعجاز)، واجهوه ببعض الآراء السلبية علق قائلا: (لم يدركوا القيمة الإبداعية، فسد ذوقهم)، صاحو أين المقالات التى تشيد بك؟ أجابهم:(أصدقائى يخشون إعلان رأيهم خوفا من اتهامهم بالانحياز، رغم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وهم صاروا شياطين)، وماذا عن (السوشيال ميديا) هل انضموا أيضا لحزب الشياطين؟ قال بكل ثقة: (الذباب الإليكترونى يلعب الدور الرئيس، أنا لم ولن أشارك فى تلك الخدعة، أنا مخرج رمضان الأول، وبلا ثان، لأننى بمفردى احتل المراكز العشرة الأولى ومن يأتى بعدى لا يحل ثانيا بل حادى عشر) ولو كره الحاقدون!.

المخرج ليس لديه شك فى قدراته ونجوميته، بينما لديه يقين فى فشل (ترمومتر) التقييم الذى دفع به هذا الموسم، ليس فقط خارج اهتمام الناس، بل خارج (المجرة) الدرامية!!.

الفشل الذريع حرك لديه (جنون العظمة)، وتحول إلى درع واقية، فلا يسمع ولا يرى، فقط يتكلم.

الأستاذ الأول للمبدع هم الناس، لو أحسن الاستماع إليهم، رجل الشارع البسيط لديه أسبابه فى إعلان حبه أو رفضه، ليس معنى ذلك أن الفنان يقدم إحساسه على مقاس الجمهور، المطلوب فقط هو الإنصات بتمعن واحترام إلى رغبات الناس، عندما يستشعر الفنان بأن هناك خفوتًا جماهيريًا، أو أن مزاج الناس دفعهم إلى دائرة أخرى، أو أن موجته الإبداعية بها خلل، عليه أن يستوعب تلك الحقيقة، الاعتراف بالإخفاق، هو بداية طريق النجاة.

أم كلثوم أجرت كعادتها عشرات البروفات، إلا أنها لم توقن من فشل لحن (وقفت أودع حبيبى) إلا من الجمهور، حرقت الأغنية، ولم تكابر، مثل أخينا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يفشل الجمهور هل يفشل الجمهور



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon