توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر الكاميرا وسحرها!!

  مصر اليوم -

سر الكاميرا وسحرها

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

كل وسيلة فنية قانونها وسحرها، وبينها (السينما)، عندما أراد محمود شكوكو النيل من إسماعيل ياسين، نعم شكوكو أراد ضرب سُمعة فى مقتل- ملحوظة لا تصدقوا ما تورثناه عن زمن الفن الجميل، والذى كان الجميع فيه يحب الجميع- كانوا مثل فنانى هذا الزمن، لا يتورعون عن استخدام كل الأسلحة، وأترك لكم تفسير تعبير (كل الأسلحة). اضطر مثلًا عبد الحليم حافظ، فى السبعينيات، والتى شهدت عز الصراع بين فاتن حمامة وسعاد حسنى، أن يوجه رسالة إذاعية علنية لكل منهما، حتى يصفو الجو، ورغم ذلك لم يصف أبدًا، نعم هدأ الصراع قليلًا فى الثمانينيات، ولكن أبدًا لم يحدث الوئام.
فى حياتنا العديد من الألغاز الفنية، بينها قطعًا سر بقاء إسماعيل ياسين حتى الآن؟، رغم أنهم كانوا يحذرون أولياء الأمور، فى الخمسينيات، بضرورة حماية أبنائهم من التعرض لأفلامه، حتى لا يصابوا بالبلاهة العقلية، وكثيرًا ما استعانوا بأساتذة علم النفس الذين اتفقوا على خطورة الرسائل التى يقدمها على الصحة العقلية والنفسية للأطفال، متجاهلين حالة البهجة التى كانت تتحقق بمجرد رؤيته، الصحافة كانت تستكتبه أسبوعيًا لتحرير صفحة مع القراء، غالبًا كان يستعان ببعض المحترفين، وربما يملى فقط إسماعيل عليهم أفكاره، مجرد تواجده بأى كيفية يحقق السعادة للقراء.

كيف أراد شكوكو النيل من سُمعة (سُمعة)؟، قرر أولًا فضحه، بالإفصاح عن اسم الفنان المجهول الذى كان يحصل على جنيه واحد فى كل نكتة (يغششها) لإسماعيل، سواء على المسرح أو فى الأفلام، وكان هذا الفنان المجهول هو أيضا واحدًا من المضحكين، وإن كان لم ينل حظًا كبيرًا من الشهرة، وأعنى به عبد الغنى النجدى، والذى كان يشارك بأدوار كوميدية صغيرة، سواء مع إسماعيل أو غيره، إلا أن سر النكتة ليس فى المفارقة التى تحملها الكلمات، ولكن فى أسلوب أدائها، والقدرة على ضبط الإيقاع، حتى تصل للذروة، هذا هو بالضبط ما كان يفعله إسماعيل، ولو كانت قوة النكتة فى مفرداتها كان أولى مثلًا بالنجدى أن يصبح هو النجم والمضحك الأول محتكرًا كل النكت لصالحه.

نظلم إسماعيل ياسين لو اعتبرناه مجرد نكتة، رغم أهميتها، كان إسماعيل يمتلك عقلًا فطريًا يتابع كل التفاصيل ويعرف بالضبط كيف يتقدم الصفوف، وهكذا بدأت تلك الثنائية التى جمعته مع الكاتب الكبير أبو السعود الإبيارى.

أبو السعود كان غزيرًا على المستوى الإبداعى ومتعدد الاتجاهات، كما أنه صاحب نظرة عميقة فى الفن، آمن قطعًا بموهبة إسماعيل، وأجاد توظيفها، كتب له الفيلم والمسرحية والمونولوج، وهو ما دفع شكوكو إلى أن يعتبر تواجد إسماعيل الدائم على الخريطة السينمائية، حتى قبل أن تسند له البطولة، وراءه الإبيارى الذى كان يحرص على أن يكتب له دورًا لا يؤديه سوى إسماعيل، حتى صار هو نجم الشباك الأول،

شكوكو لم يترك بصمة فى السينما، مثل التى حققها فى المونولوج بالزعبوط والعصا والجلباب، وأيضًا بتقديمه مسرح العرائس.

للسينما قانون آخر، العلاقة مع الكاميرا، سرها نعومة الأداء، ولهذا مثلًا قد يتألق العديد من نجوم الضحك على المسرح، ويخفت تمامًا حضورهم أمام الكاميرا، لأنهم لم يكتشفوا سر السحر، إسماعيل بادلته الكاميرا فيضانًا من الحب، شكوكو أحبته خشبة المسرح وكانت الكاميرا معه شحيحة فى حبها!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر الكاميرا وسحرها سر الكاميرا وسحرها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon