توقيت القاهرة المحلي 06:00:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قليل من الغرام.. كثير من الانتقام

  مصر اليوم -

قليل من الغرام كثير من الانتقام

بقلم - طارق الشناوي

الانتقام رغبة لا يمكن إنكارها، تعيش وتترعرع داخل البشرية، أحيانًا يسمو الإنسان ويتناسى ويتسامح، وأحيانًا أخرى يظل فى حالة استنفار نفسى، حتى يتجرع أولى رشفات كأس الانتقام.

فى الحياة الفنية، يتحول الانتقام السرى الى انتقام علنى يشاهده الناس على الملأ وكأنه أحد الفصول المسرحية، نقلب معًا بعض صفحات الانتقام التى تبدأ دائمًا بالهيام والغرام، وتتوج أيضًا بالزواج، لكنها تنقلب بعد ذلك إلى كراهية ودموية لا تعرف هدوءًا ولا هدنة. من أشهر قصص الانتقام تلك التى تملكت (أنور وجدى) بعد طلاقه من (ليلى مراد) عام 1953، كانت ليلى مراد هى الفرخة التى تبيض ذهبًا لأنور وجدى، أفلامها التى تلعب بطولتها تحقق أعلى الإيرادات، ولهذا عندما حدث الطلاق واكتشف أنور أن ليلى سوف تعمل لا محالة مع غيره، أطلق عليها تلك الشائعة مستغلًا أن الديانة الأولى لليلى مراد هى اليهودية، قال أنور فى مؤتمر صحفى أعلنه بعد الطلاق مباشرة: إن السبب الحقيقى لانفصاله عن ليلى مراد هو أنها على اتصال بإسرائيل، وأنها تتبرع بجزء من مالها إلى دولة إسرائيل!!.

ولم يكن أنور يدرى أن الطلقة سوف تصيبه فى مقتل بعد أن اخترقت قلب ليلى مراد.. مكتب المقاطعة العربية الذى تم إنشاؤه مباشرة بعد إعلان دولة إسرائيل عام 1948، منع عرض وشراء أفلام ليلى مراد وأغلبها شارك فى بطولتها وإنتاجها أنور وجدى، وسوف يخسر آلاف الجنيهات، وهى بمقياس هذه الأيام تعد بالملايين، ولهذا سارع بتكذيب الشائعة قائلًا: إنها لحظة ضعف ورغبة فى الانتقام انتابته، كما اتهم الصحف التى نقلت خبر اتصال ليلى مراد بإسرائيل بأنها حرّفت كلماته، وقامت الدولة من خلال أجهزة التحقيق باتخاذ إجراء مع ليلى مراد وثبتت براءتها تمامًا، وتزوج أنور وجدى من ليلى فوزى وكان يحلم بأن يلتقى مجددًا مع ليلى مراد فى فيلم سينمائى، ولكن ليلى مراد لم تتحمس لهذا اللقاء، ورحل أنور وجدى بعد عامين فقط من طلاقه من ليلى مراد، والغريب أنها سامحت أنور وجدى.

وفى آخر حوار إذاعى لها قبل رحيلها، أخذت تحدد مزايا أنور وجدى الفنية والشخصية واندمل الجرح رغم قسوة وبشاعة الانتقام. على الجانب الآخر، فإن فاتن حمامة، التى لم يدم زواجها من المخرج عز الدين ذو الفقار سوى سنوات قلائل وتم الطلاق بينهما بعد القُبلة الشهيرة التى جمعت بين عمر الشريف وفاتن حمامة فى فيلم (صراع فى الوادى) إخراج يوسف شاهين!!، ظلت فاتن حمامة بالنسبة لعز هى الفنانة الأولى التى لا يرى لها بديلًا فى أعماله الفنية، كما أن عمر الشريف لم يعترض على ذلك، ولهذا فإن فاتن تلعب بعد عامين فقط من طلاقها من عز الدين ذو الفقار بطولة فيلم عز (طريق الأمل)، وكان عز يقول عن أسباب انفصاله عن فاتن حمامة إنه رجل بوهيمى، وهى سيدة (إتيكيت)، ولهذا لم يستطيعا الاستمرار، وبعد بضعة أعوام من (طريق الأمل) يلتقى عمر وفاتن فى فيلم (نهر الحب) الذى أخرجه عز، وظلت فاتن حمامة تشغل مساحة فى قلب عز حتى رحيله. وبعد طلاق فاتن حمامة من عمر الشريف، تم زواجها مــن الطبيب الشهــير أستاذ الأشعة الأبرز عربيًا الراحل د. محمد عبدالوهاب.. كان عمر حريصًا فى كل أحاديثه على التأكيد بأن فاتن حمامة هى حبه الوحيد، وبرغم أن فاتن أبلغته عن طريق الأصدقاء أن هذه الكلمات تثير غضب زوجها، لكن عمر الشريف لم يتوقف عن التعبير بصدق عن مشاعره تجاه فاتن كلما أتيح له ذلك فى الأحاديث الصحفية أو التليفزيونية، فقط لم يعد يذكر أنها المرأة الوحيدة التى أحبها.

كانت هناك محاولات للجمع بين فاتن وعمر فى عدد من الأفلام، وآخرها (أرض الأحلام)، ولكن فاتن حمامة لم تتحمس، وتم إسناد دور عمر الشريف إلى يحيى الفخرانى، وقال لى أحمد حلمى إنه التقى فاتن قبل عامين من رحيلها، وكان يحمل مشروعًا للجمع بينها وبين عمر الشريف فى فيلم سينمائى، إلا أنه لم يذكر مباشرة اسم البطل المشارك، وأبدت موافقة مبدئية فى انتظار المعالجة الدرامية، إلا أنه مع الزمن تعذر اللقاء مع فاتن لانشغالها أو انشغاله.

قلت لحلمى: مؤكد فاتن كانت ستعتذر، لو كان المشروع مرتبطًا بعمر الشريف، الغريب أن عمر رحل بعد بضعة أشهر من فاتن، وبسبب (ألزهايمر)، ظل حتى اللحظة الأخيرة يسأل ابنهما طارق عمر الشريف عن صحة فاتن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قليل من الغرام كثير من الانتقام قليل من الغرام كثير من الانتقام



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon