توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

داوود عبدالسيد (بره الصندوق)!

  مصر اليوم -

داوود عبدالسيد بره الصندوق

بقلم - طارق الشناوي

أول سينمائى أعرفه عن قرب هو داوود عبدالسيد، كنت طالبًا بكلية الإعلام وأتدرب فى (روزاليوسف)، وكان المركز القومى للسينما بصدد احتفالية لبلوغ المخرج السينمائى التسجيلى صلاح التهامى عامه الستين، وصدر (كتيب) تسابق تلاميذه فى الكتابة، قرأت المقالات استوقنى اسم داوود عبدالسيد، أسلوبه فى الكتابة خاص ومختلف فى اختيار المفردات، كان قد أخرج عددًا من الأفلام التسجيلية، ولم أكن قد شاهدتها، ولكن اسمه يتردد فقط فى الصحافة عن استعداده لتقديم فيلمه الروائى الطويل الأول (كفاح رجال الأعمال).
اقتربت أكثر من داوود وشاهدت كل أفلامه التسجيلية، وقرأت عددًا من أعماله على الورق، استشعرت أن لديه ومضة إبداعية مختلفة، أخبرنى بأنه قرأ تحقيقًا صحفيًا للكاتبة كريمة كمال فى (صباح الخير)، يريد رقم تليفونها لتحويل التحقيق إلى فيلم.

كنت أعرف كريمة بحكم تواجدى بـ(روزاليوسف)، ولم تكن قد سمعت باسمه بعد، المشكلة الأكبر أن أحد المخرجين الأكثر حضورًا فى (الميديا) كان قد تواصل بالفعل معها لتحويل التحقيق إلى فيلم.

قلت لها إن داوود أكثر موهبة، وأعطيته رقم تليفونها، ومرَّ زمن، ولم نَرَ الفيلم، إلا أنه كان بداية شرارة قصة حب أفضت إلى زواج، ثم إنجاب طفلهما الوحيد يوسف، وهو الاسم الذى يتردد كبطل لأفلام داوود.

أفلامه الروائية لم تتجاوز تسعة، تلك التى شكلت الخريطة الإبداعية للمخرج الكبير، كانت تحفر بعمق فى الوجدان، يحلو لأصدقاء داوود أن يطلقوا عليه (حكيم الجيل)، فهو يتأنى فى اختيار الكلمة عندما يتكلم ويفكر ألف مرة قبل أن يمسك القلم ويكتب، ولا يشرع فى التصوير إلا بعد أن يتجسد فى خياله الشريط السينمائى فيبدأ تنفيذه.

امتلك داوود عبدالسيد ميكروسكوبًا وتليسكوبًا معًا، كان يقترب بالميكروسكوب من التفصيلة الدقيقة ليصنع منها عالمًا مترامى الأطراف، وفى نفس الوقت كان قادرًا بنظرة من خلال التليسكوب أن يُرينا الكون كله فى لقطة واحدة، يمزج وجدانه مع أحاسيس الناس، ويحيل كل ذلك إلى أفلام تحتل مكانة دائمة فى وجداننا بعقل الميكروسكوب وقلب التليسكوب!!

داوود عبدالسيد دفعة 1967 فى معهد السينما، كان من بين زملائه على نفس التختة على بدرخان وخيرى بشارة.. وبينما بدرخان أخرج عام 73 أول أفلامه (الحب الذى كان) وبشارة 82 (العوامة 70)، كان داوود ينتظر الفرصة، سنوات الانتظار أحالها إلى فعل إيجابى يمنحه قدرًا أكبر من التأمل ليطرح ثمارًا ناضجة فى (الصعاليك) 1985 رؤية عميقة لما كان يُعرف بسينما الانفتاح، قدم لمسته الخاصة وزاوية رؤيته العميقة.

فى الأشهر الأخيرة تردد خبر اعتزال داوود، وفى حوار مع (سكاى نيوز عربية) وضحت الرؤية، داوود على مدى عشر سنوات مبتعد بالفعل ولديه أكثر من مشروع، بينها سيناريو اسمه (حُب)، رشح لبطولته محمد رمضان، لسبب أو لآخر توقف، ليس هذا هو المشروع الوحيد، أوضح داوود أنه لو وجد المناخ الصحى سيعود، وليس لديه مانع فى العمل عبر المنصات، طالما تمتع بحريته فى التعبير، فهو لم يعتزل ولكنه (أُعتزل) أى عمليًا أُجبر على اتخاذ هذا القرار، داوود يستحق قطعًا جائزة (النيل) عن إنجازه الفنى (بره الصندوق).

سيحاسبنا التاريخ كثيرًا، لأنه لا يليق بنا ألا يقدم فيلمه الروائى العاشر، أتمنى أن تجد الفنانة الوزيرة د. إيناس عبدالدايم حلًا (بره الصندوق)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داوود عبدالسيد بره الصندوق داوود عبدالسيد بره الصندوق



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon