توقيت القاهرة المحلي 06:25:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

داوود عبدالسيد (بره الصندوق)!

  مصر اليوم -

داوود عبدالسيد بره الصندوق

بقلم - طارق الشناوي

أول سينمائى أعرفه عن قرب هو داوود عبدالسيد، كنت طالبًا بكلية الإعلام وأتدرب فى (روزاليوسف)، وكان المركز القومى للسينما بصدد احتفالية لبلوغ المخرج السينمائى التسجيلى صلاح التهامى عامه الستين، وصدر (كتيب) تسابق تلاميذه فى الكتابة، قرأت المقالات استوقنى اسم داوود عبدالسيد، أسلوبه فى الكتابة خاص ومختلف فى اختيار المفردات، كان قد أخرج عددًا من الأفلام التسجيلية، ولم أكن قد شاهدتها، ولكن اسمه يتردد فقط فى الصحافة عن استعداده لتقديم فيلمه الروائى الطويل الأول (كفاح رجال الأعمال).
اقتربت أكثر من داوود وشاهدت كل أفلامه التسجيلية، وقرأت عددًا من أعماله على الورق، استشعرت أن لديه ومضة إبداعية مختلفة، أخبرنى بأنه قرأ تحقيقًا صحفيًا للكاتبة كريمة كمال فى (صباح الخير)، يريد رقم تليفونها لتحويل التحقيق إلى فيلم.

كنت أعرف كريمة بحكم تواجدى بـ(روزاليوسف)، ولم تكن قد سمعت باسمه بعد، المشكلة الأكبر أن أحد المخرجين الأكثر حضورًا فى (الميديا) كان قد تواصل بالفعل معها لتحويل التحقيق إلى فيلم.

قلت لها إن داوود أكثر موهبة، وأعطيته رقم تليفونها، ومرَّ زمن، ولم نَرَ الفيلم، إلا أنه كان بداية شرارة قصة حب أفضت إلى زواج، ثم إنجاب طفلهما الوحيد يوسف، وهو الاسم الذى يتردد كبطل لأفلام داوود.

أفلامه الروائية لم تتجاوز تسعة، تلك التى شكلت الخريطة الإبداعية للمخرج الكبير، كانت تحفر بعمق فى الوجدان، يحلو لأصدقاء داوود أن يطلقوا عليه (حكيم الجيل)، فهو يتأنى فى اختيار الكلمة عندما يتكلم ويفكر ألف مرة قبل أن يمسك القلم ويكتب، ولا يشرع فى التصوير إلا بعد أن يتجسد فى خياله الشريط السينمائى فيبدأ تنفيذه.

امتلك داوود عبدالسيد ميكروسكوبًا وتليسكوبًا معًا، كان يقترب بالميكروسكوب من التفصيلة الدقيقة ليصنع منها عالمًا مترامى الأطراف، وفى نفس الوقت كان قادرًا بنظرة من خلال التليسكوب أن يُرينا الكون كله فى لقطة واحدة، يمزج وجدانه مع أحاسيس الناس، ويحيل كل ذلك إلى أفلام تحتل مكانة دائمة فى وجداننا بعقل الميكروسكوب وقلب التليسكوب!!

داوود عبدالسيد دفعة 1967 فى معهد السينما، كان من بين زملائه على نفس التختة على بدرخان وخيرى بشارة.. وبينما بدرخان أخرج عام 73 أول أفلامه (الحب الذى كان) وبشارة 82 (العوامة 70)، كان داوود ينتظر الفرصة، سنوات الانتظار أحالها إلى فعل إيجابى يمنحه قدرًا أكبر من التأمل ليطرح ثمارًا ناضجة فى (الصعاليك) 1985 رؤية عميقة لما كان يُعرف بسينما الانفتاح، قدم لمسته الخاصة وزاوية رؤيته العميقة.

فى الأشهر الأخيرة تردد خبر اعتزال داوود، وفى حوار مع (سكاى نيوز عربية) وضحت الرؤية، داوود على مدى عشر سنوات مبتعد بالفعل ولديه أكثر من مشروع، بينها سيناريو اسمه (حُب)، رشح لبطولته محمد رمضان، لسبب أو لآخر توقف، ليس هذا هو المشروع الوحيد، أوضح داوود أنه لو وجد المناخ الصحى سيعود، وليس لديه مانع فى العمل عبر المنصات، طالما تمتع بحريته فى التعبير، فهو لم يعتزل ولكنه (أُعتزل) أى عمليًا أُجبر على اتخاذ هذا القرار، داوود يستحق قطعًا جائزة (النيل) عن إنجازه الفنى (بره الصندوق).

سيحاسبنا التاريخ كثيرًا، لأنه لا يليق بنا ألا يقدم فيلمه الروائى العاشر، أتمنى أن تجد الفنانة الوزيرة د. إيناس عبدالدايم حلًا (بره الصندوق)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داوود عبدالسيد بره الصندوق داوود عبدالسيد بره الصندوق



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon