توقيت القاهرة المحلي 17:12:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خالد صالح يموت ليحيا!

  مصر اليوم -

خالد صالح يموت ليحيا

بقلم - طارق الشناوي

مرت تسع سنوات ولا يزال قادرًا على إدهاشنا، زاده الغياب حضورًا، بين الحين والآخر نراه على الشاشات، حتى تلك التى شاهدناها له فى البدايات بأدوار صغيرة، إلا أنه كان قادرًا على سرقة العين والقلب.

أول مرة لفت انتباهى عام 1999 عندما كان يؤدى دور عمى الشاعر الكبير مأمون الشناوى فى مسلسل (أم كلثوم) لإنعام محمد على، وجدته يبرع فى تجسيد شخصيته وكأنه من أفراد الأسرة، بعدها بسنوات قليلة التقيته وسألته كيف تقمص الدور؟. أجابنى أنه فقط أعاد النظر إلى صوره عبر (النت)، وبدأ فى إعادة تأمل كلمات أغانيه، ووجد نفسه وكأنه مأمون الشناوى.

خالد من الفنانين القلائل، الذين يحتفظون بمكانتهم، حتى بعد أن غادرونا، هل يشعرون بنا بعد الرحيل؟. كثيرًا ما أردد هذا السؤال، عندما أفقد إنسانًا عزيزًا!. لدىَّ قناعة بأنهم يطلون علينا، ولكن بوسائل أخرى، بين الحين والآخر يرسلون إلينا شفرات، لو دققنا فيها وامتلكنا المفتاح سنقرؤها ونتواصل معهم، وأحمد خالد صالح سر أبيه، وأظنه وصلته من خالد صالح العديد من تلك الرسائل.

أردد دائمًا تلك الحكمة: (وردة تمنحها لإنسان فى حياته أفضل من باقة ورد تضعها على قبره)، لفيلسوف البشرية جبران خليل جبران، فهى تلخص الحياة فى جملة واحدة.

النقاد منحوه العديد من الورود فى حياته، مثلما رأينا بعد رحيله باقات عديدة تتناثر حول قبره عبر عشرات من المقالات، أغلبنا لديهم آراء إيجابية فى منهج خالد صالح الفنى، وقد أشار إلى ذلك موقع (دوت مصر) فى تحقيق للزميل عبدالله الصاوى عنوانه (أول مرة)، كان السؤال عن أول مرة قرأ خالد صالح كلمة أسعدته فى الصحافة.

أجابهم عندما كتب الناقد طارق الشناوى عن فيلم (ميدو مشاكل) 2003 بطولة أحمد حلمى، وكان خالد صالح يؤدى باقتدار دور ضابط مخابرات مزيف، لم أكن أعلم أنى كنت أول مَن أسعده فى الصحافة بتلك الكلمات، هناك مشهد آخر قبلها بسنوات.

لم يرَه خالد عندما عُرض فى لجنة (المهرجانات)، فيلم (محامى خلع)، كان يؤدى دور القاضى، الحاضرون الأساتذة المخرجان توفيق صالح وعلى الغزولى والسيناريست عبدالحى أديب ومدير التصوير محمود عبدالسميع والناقدة ماجدة موريس وكاتب هذه السطور، هتفنا معًا بعدها (الله)، وسألونى عن اسم هذا الممثل الذى انطلق من ثقب إبرة.

أتذكر مثلًا دوره (إبراهيم) فى فيلم (أحلى الأوقات) 2004 لمحة إبداعية خاصة بكل هذا الحضور، وتلك الكيميائية بينه وبين هند صبرى وأثنيت وقتها على أدائه.

الكثير من اللمحات الإبداعية تجدها فى الأعمال الأشهر مثل (تاجر السعادة) و(هى فوضى)، بينما الأصعب أراه فى (الريس عمر حرب)، إلا أننى أعود بكم قبل 18 عامًا عندما شاهدت ميلادًا آخر لخالد صالح فى باريس فى (بينالَِّى السينما العربية)، حيث عُرض له الفيلم الروائى القصير (ألوان الحب)، حصل الفيلم وقتها على الجائزة الذهبية، ومن بعدها أمسك خالد بالمفتاح الصحيح لفن الأداء، وهو التماهى مع روح الشخصية، وهكذا انتقل برشاقة من دور إلى دور، وكأنه يسابق الأيام.

خالد من هؤلاء الذين يمنحهم الله موهبة استثنائية ولديه رسالة إبداعية كان عليه أن يرسلها إلى الناس لتعيش بعده وبعدنا، أكمل تمامًا رسالته حتى المشهد الأخير.

عندما تستعيد واحدًا من رصيده ستشعر أنه يولد أمامك من جديد، طائر العنقاء يحترق ليتجدد، وخالد صالح يموت ليحيا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالد صالح يموت ليحيا خالد صالح يموت ليحيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر

GMT 23:08 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

مؤشر سوق مسقط يغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:42 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

أسعار المانجو في مصر اليوم الأربعاء 26 أغسطس

GMT 10:04 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"هانا" تتسبب بمقتل شخصين وفقدان 4 في المكسيك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon