توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توابع الستارة السوداء

  مصر اليوم -

توابع الستارة السوداء

بقلم - طارق الشناوي

بعد مقال جورج وسوف والستارة السوداء، تلقيت العديد من التعليقات، وعلى رأسها هل كان ينبغى لـ(سلطان) الطرب أن يعود الآن أم ينتظر حتى تعود إليه لياقته الجسدية أو على الأقل جزء منها؟. هل حجبت الستارة مشاعر الإشفاق على جورج، أم أنها زادتها إشفاقًا؟.

الفنان يأكل ليعيش، ويعيش لكى يبدع، ستكتشف أن مَن دخلوا التاريخ هم فقط مَن قدسوا الإبداع وصار وحده فى حياتهم ولا شريك له، عبد كان يقول فنى ثم فنى ثم فنى، وبعد ذلك يأتى البيت والزوجة والأولاد.

أحمد زكى كان يردد أنا بعيدًا عن الاستوديو مجرد (شخبطة ع الحيط). أم كلثوم عندما وجدت فى نهاية الأربعينيات أن إعلان زواجها من الموسيقار محمود الشريف من الممكن أن يعرقل مسيرتها الفنية، ضحت بالشريف، ليس فقط بعدم إعلان الزواج، بل تعمدت طوال المشوار ألّا تغنى أى لحن له حتى لا يتذكر الجمهور أنه كان فى يوم من الأيام حبيبها.

عبدالحليم حافظ تتناثر عنه هذه الحكاية التى أكدها أكثر من طبيب بأنهم كان لديهم وسيلة لعلاج جذرى لدوالى المرىء التى كان يعانى من تبعاتها، كان هناك احتمال، مجرد احتمال، أن يؤدى ذلك إلى فقدانه التركيز وقد ينسى كلمات أغانيه على المسرح، ورفض حليم أن يتخلص من آلامه، لو كان الثمن هو احتمال أن يفقد جزءًا من تألقه على المسرح.

المخرج الصديق محمد خان قال لى أوصيت زوجتى وسام سليمان عندما أعجز عن الحركة أن تحضر كل أشرطة الأفلام التى أحبها إلى غرفتى، وسوف أزحف على ركبتى لكى أُديرها، فأنا لا أتخيل أننى من الممكن أن أعيش بعيدًا عن السينما، حتى لو لم أستطع الذهاب إلى الاستوديو لإخراج فيلم جديد، سوف أحضر الأفلام إلى منزلى، وعندما رحل خان، اكتشفنا بين أوراقه ثلاثة أفلام تعاقد عليها، وبينها سيناريو (نسمة فى مهب الريح) من تأليفه.

صباح كانت وصيتها بعد القداس فى الكنيسة أن يخرج جثمانها على إيقاع رقصة الدبكة، (شحرورة الوادى) هى معادل موضوعى للفن وللبهجة حتى آخر لحظة.

بين الحين والآخر ربما نقرأ عن اعتزال فنان، إلا أنه بمجرد أن يُعرض عليه عمل فنى يعود متجاهلًا قراره بالاعتزال. أتذكر أن المخرج الكبير صلاح أبوسيف عندما بلغ الثمانين أعلن اعتزاله، واشترط فقط للعودة موافقة الرقابة على سيناريو فيلم يتناول البرودة الجنسية بين الأزواج، وعاش أبوسيف عامًا بعدها، وبعد الرحيل وافقت الرقابة، وقدم ابنه المخرج محمد أبوسيف فيلم (النعامة والطاووس)، وشاهدنا عملًا منزوع الجرأة يعبر عن مفهوم (السينما النظيفة)، على عكس ما أراده أبوسيف الأب. يوسف شاهين، قبل أسبوع من رحيله، كان يتحدث مع الكاتب ناصر عبدالرحمن على سيناريو (الشارع لنا).

لم يكن يوسف شاهين وقتها فى حالة صحية جيدة، وغالبًا فى (الشارع لنا) مثل (هى فوضى) كان سيشاركه خالد يوسف الإخراج، ورغم ذلك لم تكن أبدًا كلمة الاعتزال بين قاموس شاهين.

الستارة السوداء التى حجبت رؤية جورج وسوف وهو يتحرك بصعوبة، قبل أن يجلس على الكرسى، أمام الفرقة الموسيقية، فى المسرح الرومانى المكشوف، من المؤكد أنها لم تحجب الإحساس بالإشفاق على المطرب الأسطورى، استطاع «وسوف» أثناء غنائه أن ينقل الجمهور من سيطرة تلك المشاعر الحزينة ليحلقوا معه فى سماء السعادة.

عند الوداع ومغادرة المسرح عادت الستارة السوداء، بينما قلوب العشاق كانت تحيط سلطان الطرب بقوس قزح من السعادة، فهو رغم المعاناة (عاصمة) البهجة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توابع الستارة السوداء توابع الستارة السوداء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon