توقيت القاهرة المحلي 10:31:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمن البساطة البساطة!

  مصر اليوم -

زمن البساطة البساطة

بقلم - طارق الشناوي

نتفهم جميعًا غضب نقابة التمريض بسبب المسلسل الذى أضحك المصريين والعرب فى توقيت واحد (الكبير أوى).. طالبت النقيبة الدكتورة كوثر محمود محمد بإيقاف عرضه، واعتبرت أن كل المشاهد التى أدتها رحمة أحمد مرتدية زى ممرضة فى حلقة (ليلة الدخلة) تحمل إساءة متعمدة للمهنة، ولم تستشعر أبدا أى روح للدعابة والمرح كان يعبر عنها المسلسل. هذا المشهد وغيره تناول بأسلوب ساخر العديد من فئات الشعب، ولم يقصد أبدا أن ينال منها، كثيرا ما تابعنا فى السنوات الأخيرة غضبا مماثلا من نقابة التمريض لأعمال فنية أخرى تناولت الممرضة.

أريد أولًا التأكيد على أن التمريض مهنة تشرّف من يمارسها، وعندما اضطرتنى الظروف قبل نحو عام فى أعقاب إصابتى بكورونا للبقاء بضعة أيام بالمستشفى، أيقنت ما الذى يعنيه دور الممرضة الكفء فى التعجيل بالشفاء. القضية ليست نقابة غاضبة، ولكنه مجتمع صارت أغلب فئاته لا تقبل السخرية وتعتبرها ازدراءً للمهنة.

لو اتسعت الدائرة، ستجد أن العديد من النقابات وطوال التاريخ احتجت، ربما كانت أشهرها (المحامين) بسبب فيلم (الأفوكاتو) لرأفت الميهى بطولة عادل إمام، شخصية المحامى (حسن سبانخ)، وأعمال درامية أخرى أغضبت الأطباء والمهندسين والطيارين ومرشدى السياحة وغيرهم من النقابات، لأنهم كسروا الحد الفاصل بين العمل الفنى والواقع، مثلما غضبت رابطة حارسات السجن من مسلسل (سجن النسا) واضطر المنتج جمال العدل إلى كتابة تعليق يسبق العرض يشيد فيه بدور (حارسات السجن).

أتذكر أن نقابة الصحفيين كانت ستتورط قبل نحو خمسة عشر عاما فى إجراء مماثل، بسبب فيلم (عمارة يعقوبيان) لمروان حامد، وشخصية الصحفى المثلى جنسيا (حاتم رشيد) التى قدمها خالد الصاوى.. انقسم مجلس النقابة على نفسه، وبفارق صوت واحد انتصر العقل ولم يتم إصدار البيان الذى كان سيدين أولًا نقابةً أول بنود دستورها حماية حرية الرأى، فكيف تطالب بالمصادرة؟!.

تعددت الأعمال الفنية التى تقدم فيها الصحفيون والكتاب والمثقفون وهم يبيعون مواقفهم مثل (زينب والعرش) عن قصة الكاتب الصحفى والروائى الكبير فتحى غانم، كما أن الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى له أيضا (دموع صاحبة الجلالة) وشخصية (محفوظ عجب) التى استمدها الأستاذ موسى من اثنين من الصحفيين - أحتفظ باسميهما - وكان بينه وبينهما خصومة يعلمها الوسط الصحفى، ورغم ذلك، لم ينتقل الأمر إلى ساحة القضاء.

عندما تنتقد إنسانًا لا تنتقد مهنة. أتذكر جيدا ثورة رابطة البوابين على عدد من الأفلام، أشهرها (البيه البواب) بطولة أحمد زكى، كما أن رابطة (الفرانين) وجدت فى فيلم (الفرن) لعادل أدهم ما يمس المهنة.

عندما شرعت حنان ترك فى تصوير مسلسل (نونة المأذونة) احتجت أيضا الرابطة وعدد من الشيوخ على ارتداء حنان زِىّ المأذون واعتبروها سخرية غير مقبولة، وحذفت جنان تلك المشاهد، رغم أن جزءًا معتبرًا من تراثنا الدرامى فى السينما قائم على السخرية من المأذون.

المجتمع كان يتقبلها فى الماضى ببساطة أكثر، فمتى يعود (زمن البساطة البساطة.. ويا عينى ع البساطة)؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن البساطة البساطة زمن البساطة البساطة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon