توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمن البساطة البساطة!

  مصر اليوم -

زمن البساطة البساطة

بقلم - طارق الشناوي

نتفهم جميعًا غضب نقابة التمريض بسبب المسلسل الذى أضحك المصريين والعرب فى توقيت واحد (الكبير أوى).. طالبت النقيبة الدكتورة كوثر محمود محمد بإيقاف عرضه، واعتبرت أن كل المشاهد التى أدتها رحمة أحمد مرتدية زى ممرضة فى حلقة (ليلة الدخلة) تحمل إساءة متعمدة للمهنة، ولم تستشعر أبدا أى روح للدعابة والمرح كان يعبر عنها المسلسل. هذا المشهد وغيره تناول بأسلوب ساخر العديد من فئات الشعب، ولم يقصد أبدا أن ينال منها، كثيرا ما تابعنا فى السنوات الأخيرة غضبا مماثلا من نقابة التمريض لأعمال فنية أخرى تناولت الممرضة.

أريد أولًا التأكيد على أن التمريض مهنة تشرّف من يمارسها، وعندما اضطرتنى الظروف قبل نحو عام فى أعقاب إصابتى بكورونا للبقاء بضعة أيام بالمستشفى، أيقنت ما الذى يعنيه دور الممرضة الكفء فى التعجيل بالشفاء. القضية ليست نقابة غاضبة، ولكنه مجتمع صارت أغلب فئاته لا تقبل السخرية وتعتبرها ازدراءً للمهنة.

لو اتسعت الدائرة، ستجد أن العديد من النقابات وطوال التاريخ احتجت، ربما كانت أشهرها (المحامين) بسبب فيلم (الأفوكاتو) لرأفت الميهى بطولة عادل إمام، شخصية المحامى (حسن سبانخ)، وأعمال درامية أخرى أغضبت الأطباء والمهندسين والطيارين ومرشدى السياحة وغيرهم من النقابات، لأنهم كسروا الحد الفاصل بين العمل الفنى والواقع، مثلما غضبت رابطة حارسات السجن من مسلسل (سجن النسا) واضطر المنتج جمال العدل إلى كتابة تعليق يسبق العرض يشيد فيه بدور (حارسات السجن).

أتذكر أن نقابة الصحفيين كانت ستتورط قبل نحو خمسة عشر عاما فى إجراء مماثل، بسبب فيلم (عمارة يعقوبيان) لمروان حامد، وشخصية الصحفى المثلى جنسيا (حاتم رشيد) التى قدمها خالد الصاوى.. انقسم مجلس النقابة على نفسه، وبفارق صوت واحد انتصر العقل ولم يتم إصدار البيان الذى كان سيدين أولًا نقابةً أول بنود دستورها حماية حرية الرأى، فكيف تطالب بالمصادرة؟!.

تعددت الأعمال الفنية التى تقدم فيها الصحفيون والكتاب والمثقفون وهم يبيعون مواقفهم مثل (زينب والعرش) عن قصة الكاتب الصحفى والروائى الكبير فتحى غانم، كما أن الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى له أيضا (دموع صاحبة الجلالة) وشخصية (محفوظ عجب) التى استمدها الأستاذ موسى من اثنين من الصحفيين - أحتفظ باسميهما - وكان بينه وبينهما خصومة يعلمها الوسط الصحفى، ورغم ذلك، لم ينتقل الأمر إلى ساحة القضاء.

عندما تنتقد إنسانًا لا تنتقد مهنة. أتذكر جيدا ثورة رابطة البوابين على عدد من الأفلام، أشهرها (البيه البواب) بطولة أحمد زكى، كما أن رابطة (الفرانين) وجدت فى فيلم (الفرن) لعادل أدهم ما يمس المهنة.

عندما شرعت حنان ترك فى تصوير مسلسل (نونة المأذونة) احتجت أيضا الرابطة وعدد من الشيوخ على ارتداء حنان زِىّ المأذون واعتبروها سخرية غير مقبولة، وحذفت جنان تلك المشاهد، رغم أن جزءًا معتبرًا من تراثنا الدرامى فى السينما قائم على السخرية من المأذون.

المجتمع كان يتقبلها فى الماضى ببساطة أكثر، فمتى يعود (زمن البساطة البساطة.. ويا عينى ع البساطة)؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن البساطة البساطة زمن البساطة البساطة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon