توقيت القاهرة المحلي 14:21:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجمة الملايين في مقاعد المتفرجين

  مصر اليوم -

نجمة الملايين في مقاعد المتفرجين

بقلم - طارق الشناوي

تعودت النجمة الشهيرة أن تشارك كل عام في السباق الرمضاني ببطولة مسلسل يسرق الكاميرا، ويتسابق الجميع في الكتابة عنه، ما بين مؤيد ومعارض، وتحقق في الحالتين «التريند»، كثيراً ما كانت تتسم أعمالها بالتجارية ومخاطبة غرائز الجمهور، ورغم ذلك فإن ما كان يحميها أنها تحتل المركز الأول في المشاهدة، وتحصل على القسط الأكبر من الإعلانات، وتتهافت عليها الفضائيات، لتصبح حديث الناس.

بدأت رحلتها مع نجومية الشاشة الصغيرة قبل نحو خمسة عشر عاماً، واعتقدت أنها ستظل تحتل القمة.

الخريطة في السنوات الأخيرة تغيرت، وتوجهت مشاعر الناس إلى نجمات صرن يشكلن قوة جذب جماهيرية أكبر، وأغمضت عينيها عن تلك الحقيقة، متجاهلةً أن مسلسلها الأخير وما سبقه نحو ثلاثة أو أربعة أعمال أخرى احتلت السفح في معدلات المشاهدة، وخفت الإقبال عليها، كأن المنتجين جميعاً وقّعوا اتفاقية هروب جماعي، كما أن وجهها لم تفلح معه لإخفاء السنين على كل حقن «البوتوكس».

أين هؤلاء الذين كانوا بالأمس يتصارعون في الحصول على توقيعها؟ «فص ملح وداب»، وبدأت رحلة يطلقون عليها في الوسط الفني «الزحليقة»، إنها تشبه الرمال الناعمة التي تسحب الإنسان، وكلما حاول الإفلات تجذبه أكثر لأسفل.

كيف يواجه النجم أو النجمة تلك المرحلة؟ أول حائط صد أنه يؤكد أنه صاحب قرار الغياب، وفي بيته عشرات من الأعمال التي اعتذر عنها. ثاني حائط أن أجره في ازدياد. ثالثاً أن حزب أعداء النجاح هو الذي يترصد له ويعرقل مسيرته.

في الحياة الفنية كثيراً ما تجري إعادة تفنيط أوراق «كوتشينة» النجوم، تتغير مشاعر الناس، لأسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية، ومن يستطيع القراءة الصحيحة هو فقط الذي يستمر، بينما هناك من يعيش في جزيرة «لالالاند»، يخلق حالة من الوهم يرتاح إليها، تؤكد له أنه يتعرض لمؤامرة كونية، متعددة الأطراف وجميعهم اتفقوا على إيقاف مسيرته. يظل النجم قابعاً في الركن البعيد الهادئ، ينظر إلى السماء ويعدّ النجوم، متهماً الجميع باشتراكهم في المؤامرة المزعومة.

كيف حافظ الكبار على مكانتهم؟ سنكتشف أن المفتاح الأول يكمن في تأمل نجاح الآخرين والوقوف على أسبابه، تماماً مثلما وجدنا عبد الحليم حافظ يغنّي في الستينات «شعبيات» بعد نجاح منافسه المطرب محمد رشدي، ويملأ خشبة المسرح حركة وطاقة إيجابية مثلما كان يفعل منافسه السوري فهد بلان، الذي كان قد حقق نجاحاً طاغياً في مصر والعالم العربي وهو يلوّح بمنديله، ويهز كتفيه، فقرر عبد الحليم بعدها أن يتّبع مدرسة «الحركة بركة».

في نهاية التسعينات من القرن الماضي عندما بدأ الجمهور يقبل على جيل محمد هنيدي، تأمل عادل إمام الموقف وبدأ يتعامل مع جيل جديد من الكتاب والمخرجين، ويستعين أيضاً في أفلامه بعدد من المضحكين الجدد.

إلا أن في المعادلة شيئاً آخر ليس بيد أحد، وهو انطفأ وهج النجومية، فجأة نكتشف أن المصباح قد شحّ وميضه، وعلى النجم في هذه الحالة أن يتعامل على أرض الواقع الذي سيفرض عليه قوانين جديدة، مثلاً أن يأتي اسمه تالياً لاسم البطل الذي يباع باسمه المسلسل، مثل هذه القرارات المصيرية مهما بلغت قسوتها، هي التي تمنح الفنان عمراً إضافياً.

هل تفعل نجمتنا ذلك وتبدأ في التعامل على أرض الواقع؟ أظنها طبقاً لتركيبتها النفسية العنيدة، سوف تستمر في إنكار الحقيقة، وفي رمضان القادم ستجدد إقامتها في جزيرة «لالالاند» لتتابع المسلسلات كما جرت العادة من مقاعد المتفرجين!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجمة الملايين في مقاعد المتفرجين نجمة الملايين في مقاعد المتفرجين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon