توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتقام أميرة!!

  مصر اليوم -

انتقام أميرة

بقلم : طارق الشناوي

أرادت زوجة الانتقام من زوجها بعد أن نمى إلى علمها خيانته لها، فلجأت إلى أكثر أنواع الانتقام شراسة، بعد أن خدرته بشراب منوم قوى قررت أن تفقده للأبد أعز ما يملك (رجولته) مستخدمة مشرط الجراح، مرددة مقولة شمشون الجبار (علىّ وعلى أعدائى يا رب).

وعاشت بعدها مطمئنة، بعد أن أرضت ضميرها ودافعت عن شرفها، ولا يهم ما حدث لزوجها، ولا السجن الذى ستمضى فيه باقى سنوات عمرها.

تذكرت الأميرة عائشة فهمى أغنى امرأة مصرية طبقا للعديد من المراجع، عندما قررت الانتقام من طليقها يوسف بك وهبى فتزوجت من محمود شكوكو. الرسالة وصلت ليوسف وهبى؛ أنها تريد أن تقول له أنت بالنسبة لى مجرد ممثل مشهور، ويوجد آخرون لا يقلون شهرة عنك. تزوجت شكوكو، الذى عرفه الناس فى ذلك الوقت- نهاية الأربعينيات- بارتداء الجلباب والزعبوط والرقص بالعصا، وكان النجم الشعبى الأول، وحفلاته هى الأكثر جماهيرية.

كان من الممكن أن يعتبر يوسف وهبى الأمر كأنه لم يكن، فهو صاحب قرار الطلاق، بعد أن رفض أن يعيش فى قصرها الذى لا يزال تحفة معمارية فى حى الزمالك، منحته كل شىء حتى تتزوجه ودفعت لزوجها السابق (خلو رجل) حتى يطلقها، وصل الرقم فى الثلاثينيات إلى (100 ألف جنيه) نعتبرها اليوم تساوى مليارا، لتتزوج من الرجل الذى عشقته ويصغرها بنحو 16 عاما.

تحولت الأميرة إلى فانوس سحرى فى يد يوسف بك يردد 24 ساعة يوميا (شبيك لبيك أنا ملك إيديك)، خلدت اسمه بمسرح رمسيس، ومدينة تتصدرها صورته مترامية الأطراف، إلا أن يوسف وهبى كان (دنجوانا)، محط إعجاب النساء، فى هذا الزمن، كان هو والموسيقار محمد عبد الوهاب أكثر الرجال جاذبية، وعندما تلمح النساء دخول أى منهما الحمام يقفن صفا واحدا، فى انتظار أن تقبل تفضّله عليها بتنشيف يديه الكريمتين، من بقايا الماء فى ذيل الفستان، وتتباهى أمام المنافسات بأنها حققت هذا الإنجاز التاريخى.

الأميرة عائشة كانت دائمة الشك فى يوسف وهبى، ويسبقه دائما عشرات من الحكايات، وهى بالمناسبة ليست كلها شائعات، شعر بالاختناق، هددته بأن تسحب منه كلمة السر لمغارة (على بابا)، لم يبال، لأنه عشق الحرية وكما ينطلق من عمل فنى إلى آخر، يحلق دوما من امرأة إلى أخرى، القيود الخانقة دفعته لكى يلقى على الأرض كل أموالها، ويلقى أيضا فى وجهها يمين الطلاق، ولم يكتف بهذا القدر ولكنه تزوج من أقرب صديقة لها وكانت تعيش بين الحين والآخر فى قصرها.

الانتقام الذى أراه بحاجة إلى تحليل نفسى، هو زواجها من محمود شكوكو، مؤكد شكوكو حقق شهرة طاغية وله معجبات، ولكن كيف تتنقل الأميرة عائشة فهمى ببساطة من النقيض للنقيض بين النار والثلج، من ملك التراجيديا إلى ملك الكوميديا.

لا أعتقد أنه مجرد إعجاب بفنان، ولكن داخل هذا الاختيار وفى العمق سوف تلمح أيضا نيران الانتقام، الرسالة كان ينبغى أن تصل إلى يوسف وهبى، الذى تحول فى لحظات إلى مطعون فى كرامته، وبدأ فى إثارة عائلتها ضدها، ظل يوسف وهبى يزدرى محمود شكوكو، وعندما قامت ثورة 23 يوليو كانت تستعين بيوسف وهبى لكى يقدم المطربين على خشبة مسرح (الأندلس).

فهو مثلا أول من تحمس لعبد الحليم حافظ وقدمه على مسؤوليته عام 1953 وتحديدا 18 يونيو وقال «اليوم نعلن اسم الجمهورية المصرية، واليوم نقدم لكم المطرب عبد الحليم حافظ»، وغنى (صافينى مرة)، وعندما يلمح اسم محمود شكوكو، وهو وقتها نجم النجوم، يعهد بتلك المهمة إلى أحد مساعديه، مما يؤكد أن الأميرة نجحت فى توجيه ضربة مباغتة، أدمت يوسف بك وهبى الذى كان يحمل لقب (مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المسرح)، إلا أنه لم يستطع أن يمنع قلبه من الحب، ولم ينقذ نفسه أيضا من انتقام الأميرة عائشة فهمى!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتقام أميرة انتقام أميرة



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon