توقيت القاهرة المحلي 08:39:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحليل السياسى للجوائز ليس هو بالضرورة القراءة الصحيحة!

  مصر اليوم -

التحليل السياسى للجوائز ليس هو بالضرورة القراءة الصحيحة

بقلم - طارق الشناوي

أمس توقعت جائزة للفيلم البولندى الإيطالى المشترك (إيو)، وبالفعل حصل مناصفة على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، حرص المخرج البولندى خفيف الظل مثل فيلمه جيرسى سكوليمسكى وهو على منصة مسرح (لوميير) أن يهدى الجائزة إلى الحمير (الست) الذين أدوا دور (إيو) وهم من نفس الفصيلة، اثنان من بولندا وأربعة من إيطاليا، وذكر أسماءهم الحقيقية كنجوم ينبغى الحفاوة بهم، كان المخرج قبلها عند افتتاح العرض الرسمى للفيلم، قد رفع على السجادة الحمراء صورة الحمار بجوار الأبطال مشيدا به، عندما ينجح المخرج عن طريق التصوير والمونتاج توظيف ردود فعل حيوان فى سياق السرد والتتابع، فهى قطعا أكبر شهادة ينالها على تفرده.
الفيلم الفائز بـ(السعفة الذهبية)، وهى الأهم، والتى تبقى طويلا فى الذاكرة، من نصيب الفيلم السويدى (مثلث الحزن) للمخرج روبن أوستلند بعد ان أشاد رئيس لجنة التحكيم الممثل الفرنسى الشهير فنسان لاندون بالفيلم الذى أجمع عليه كل أعضاء للجنة وهذه هى السعفة الثانية التى ينالها المخرج.

وتتابعت الجوائز، أفضل ممثلة كانت من نصيب بطلة الفيلم الإيرانى المعارض زارا أمير إبراهيم للمخرج على عباسى، (العنكبوت المقدس)، والفيلم تم تصويره خارج الحدود حيث يقيم المخرج فى الدنمارك وعدد من المشاهد الخارجية تم تنفيذها فى الأردن حيث تتشابه بعض الأجواء، المخرج الإيرانى أصغر فرهدى، عضو لجنة التحكيم، لا يملك قطعا توجيه الجائزة، كان لديه فيلم آخر إيرانى (ليلى وأخواتها) يتسابق معه ويحظى بمباركة الدولة الإيرانية، إلا أنه خرج خاوى الوفاض، والحقيقة أن الفيلم الذى تحميه مظلة الدولة، كان صاخبا فى حواره، يكرر المعلومة أكثر من مرة، إلى درجة الملل، ولا يستحق الجائزة، لأسباب فنية.

حرصت بطلة الفيلم الإيرانى المعارض زارا أمير على أن توجه جزءا من كلمتها باللغة الفارسية للشعب الإيرانى.

استحدث المهرجان جائزة اليوبيل الماسى (75) عاما، مثلما استحدث قبل 25 عاما جائزة اليوبيل الذهبى (50) عاما، وكانت من نصيب المخرج يوسف شاهين عن مجمل أعماله، وليست عن فيلم (المصير) الذى شارك وقتها فى التسابق، هذه المرة جاءت الجائزة للشقيقين البلجيكيين داردين (جون ولوك) هما يتشاركان معا فى إخراج كل أفلامهما، منحت لهما الجائزة عن فيلم (تورى ولو كيتا)، الذى يتناول قضية الهجرة غير الشرعية، لكن بزاوية أخرى وهى استغلال هؤلاء المهجرين من قبل عصابات تتاجر فى المخدرات واستغلال النساء، الفيلم يفضح بجرأة حق المهجرين فى حياة كريمة، بعيدا حتى عن صحة الأوراق، يتناول حياة صبى وأخته الكبرى يتعرضان لكل أنواع الابتزاز، والإذلال بسبب الخوف من مطاردة الشرطة.

الشقيقان (داردين) حصدا قبل ذلك (السعفة) مرتين عن فيلمى (روزيتا) و(الطفل)، وهما أكثر المخرجين فى العالم، ارتباطا بمهرجان (كان)، نحو عشر مشاركات فى المسابقة الرسمية، وقال المخرج جون داردين، على منصة التكريم، أنه استوحى فيلمه من شخصية حقيقية هاجرت إلى بلجيكا وذات صباح سأل عنها فاكتشف رحيلها ومن هنا بدأ الخيط الدرامى.

فاز أيضا الممثل الكورى الجنوبى سونج كانج بجائزة الأفضل عن فيلمه (بروكر)، أما الجائزة الكبرى والتى تلى (السعفة الذهبية) فى الأهمية، نالها مناصفة الفيلم البلجيكى (قريب) للمخرج لوكاس دونت والفيلم الفرنسى (نجوم الظهر) للمخرجة كلير دونى، هذه الأفلام وغيرها تستحق التوقف عندها فى مقالات قادمة، تبقى فى الحقيقة وقفة سريعة لنا عن تواجدنا بالمهرجان. فى بداية الحفل شاهدنا المخرج يسرى نصر الله صاعدا على المنصة يمنح جوائز الفيلم القصير فى اللجنة التى رأسها، وكان الناقد الشاب أحمد شوقى قد منح فى حفل آخر جوائز (الفيبرسكى) للنقاد، نترقب قطعا أن نتواجد بأفلامنا، وهو ما شاهدناه فى الأعوام الأخيرة مع أفلام (ريش) عمر زهيرى و(يوم الدين) أبوبكر شوقى و(اشتباك) محمد دياب، وعلينا ألا نسارع بتوجيه الاتهام للمخرج أو المنتج مثلما حدث العام الماضى مع (ريش)، وقبله أيضا مع (اشتباك)، الهجوم من الداخل على العمل الفنى لمجرد أنه يشير إلى سلبيات لا يخلو منها أى مجتمع، ليست قطعا لصالحنا. الجائزة التى كثر الحديث عنها فى (الميديا) هى أفضل سيناريو عن فيلم (صبى من الجنة) التى نالها المخرج سويدى الجنسية مصرى الجذور طارق صالح، الفيلم يمثل رسميا السويد بالمهرجان، من السهل أن تقرأ الجائزة سياسيا، وهو ما قد يفسر للوهلة الأولى، ولكنى لا أميل إلى تلك السهولة التى نشعر بعدها مباشرة بالارتياح.

قناعتى أن أضعف ما فى هذا الفيلم هو السيناريو لأنه غير قائم على رؤية واضحة للواقع وكان ينبغى دراسة وتوثيق كل المعلومات عن الأزهر الشريف، قبل الشروع فى كتابة السيناريو، يتناول الفيلم العلاقة بين مؤسسة الأزهر الشريف والدولة، باعتبارها علاقة متوترة بين قوتين، وهناك مبالغات متعددة، إلا أن هذا لا يعنى بالضرورة التعمد، أميل أكثر إلى غياب المعلومة عن لجنة التحكيم، ونكرر السؤال: هل الجائزة سياسية، ولجنة التحكيم انحازت لفيلم لأنه من الممكن توصيفه بالمعارض، أم أن هناك هامشا ما من الخطأ أن نتحمله جميعا وهو صورة مصر فى عيون الآخرين، هناك صورة ذهنية عند البعض، علينا تصحيحها.

قبل أقل من ثلاثة أسابيع شاركت فى مهرجان (مالمو) بالسويد واكتشفت من خلال أحاديثى العابرة أن هناك تشويشا على الصورة، لا ينبغى بالضرورة أن نتهم الآخرين بتعمد الإساءة، علينا أن نعترف بأن هناك تقصيرا إعلاميا شاركنا جميعا فيه، البعض مثلا يعتقد أن هناك رغبة فى السيطرة على قرار الأزهر رغم أن الدولة تريد الحرية للأزهر وتسعى فى نفس الوقت لتبنى وجهة نظر عصرية، بعيدا عن التشويش، الذى يلاحق الإسلام فى العالم.

نحن لا نقدم أنفسنا للعالم على الوجه الصحيح، علينا أن نعترف أولا بتقصيرنا، قبل أن توجيه الاتهام للآخرين، وهى قضية تستحق منا، كل فى موقعه، أن يعترف أولا بالمشكلة وبدوره فى إيجاد الحل.. ونواصل الأيام القادمة ما تبقى من رحلة (كان)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحليل السياسى للجوائز ليس هو بالضرورة القراءة الصحيحة التحليل السياسى للجوائز ليس هو بالضرورة القراءة الصحيحة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon