توقيت القاهرة المحلي 14:50:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الترنيمة الأخيرة ليست هى الأجمل

  مصر اليوم -

الترنيمة الأخيرة ليست هى الأجمل

بقلم - طارق الشناوي

كثيرًا ما نقرأ أو نشاهد أو نسمع آخر ما أبدعه الفنان، ونُضفى عليه الكثير من الظلال على اعتبار أنه الأجمل. الواقع يؤكد أنه ليس بالضرورة كذلك، كما أننا نبحث بين السطور عن شىء يشير إلى أن الفقيد كان يتوقع الموت، ونمسك بكلمة أو موقف عابر ونعتبره دلالة على أنه كان موقنًا باقترابه من شاطئ النهاية!!.

مثلًا قبل رحيل نجيب الريحانى، التقى بليلى مراد فى أسانسير عمارة (الإيموبيليا)، حيث كانا يقطنان معًا، وقال لها: (ألم يَحِن الوقت أن نقدم معًا عملًا فنيًّا قبل ما أموت؟!)، قالت له: (بعد الشر يا أستاذ!)، وبمجرد أن عادت إلى الشقة أخبرت زوجها أنور وجدى، وأخرج من درج مكتبه ملخص قصة (غزل البنات)، التى كان بصدد إعدادها للسينما، ليلعب البطولة أمام ليلى مراد، منح القصة لنجيب الريحانى وتوأمه بديع خيرى ليُجريا التعديلات المطلوبة على السيناريو، وقبل تصوير المشهد الأخير، رحل الريحانى، وكما قال لى مونتير الفيلم، الأستاذ كمال الشيخ، إنه تم تغيير التتابع، وجاءت النهاية بأغنية: (عينى بترِفّ وراسى بتلِفّ) أحلى وأعمق. موت الريحانى لم يكن فى الحسبان، ودموعه فى هذا المشهد لم تكن كما فسرها البعض حزنًا على اقتراب مغادرة الحياة.

وذلك على عكس رحيل أحمد زكى مثلًا. فى فيلم (حليم) كان هناك سيناريو مُعَد وجاهز فى حالة الرحيل، وهو ما دفع المخرج شريف عرفة إلى إعداد خطة أطلق عليها (رقم 2)، وهكذا تمت الاستعانة بهيثم أحمد زكى، بطل السيناريو البديل. بعض الأخبار تناثرت أثناء تصوير الفيلم تؤكد أن أحمد زكى فقد الرؤية، ورغم ذلك لا يزال يقف أمام الكاميرا حتى النفَس الأخير، الشركة المنتجة حرصت على نفى الخبر، السؤال الأهم: ما الذى حققه (حليم) لأحمد زكى؟. الشريط السينمائى لم يملك مقومات البقاء فى دار العرض، وخفت مع الزمن تواجده فى الفضائيات، قطعًا كانت تلك أمنية أحمد زكى، فهو كان مغرمًا بتقديم الشخصيات العامة، تمنى العديد منها مثل أسامة بن لادن والشيخ متولى الشعراوى والمشير عبدالحكيم عامر، وصرح أكثر من مرة بأنه سيؤدى شخصية حسنى مبارك فى فيلم عنوانه (الضربة الجوية)، خاصة أنه قدم فيلمين عن الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، فبات لزامًا عليه أدبيًّا تقديم مبارك، ولا أدرى هل كان بالفعل فقط حريصًا على إعلان ذلك حتى يتجنب أى موقف قد يُحسب عليه أم أنه كان بصدد أداء دور مبارك. فى كل الأحوال، مهما تباينت الآراء حول أفضل أفلام أحمد زكى، لا يمكن أن نضع بينها (حليم).

آخر ما غنّت أم كلثوم (حكم علينا الهوى)، كتبها عبدالوهاب محمد، ولحنها بليغ حمدى، لم تستطع أم كلثوم تقديمها فى حفل، سجلتها فقط على أسطوانة لأنها صحيًّا لم تكن تقوى فى مطلع عام 1973 أن تغنى أمام جمهور. (حكم علينا الهوى) ليست أجمل ولا واحدة حتى من أجمل ما غنت أم كلثوم، رغم أنها ترنيمتها الأخيرة.

(السيد كاف) آخر فيلم أخرجه صلاح أبوسيف عام 1994، ورحل بعدها بعامين، ولم يكن بالقطع (كاف) أهم الأفلام، ولا من أهم أفلام «أبوسيف»، ولم يكن فى أحاديثه الخاصة يذكر (كاف) أبدًا بالخير!!.

آخر فيلم لعاطف الطيب (جبر الخواطر)، عُرض عام 1998 بعد رحيله بثلاثة أعوام. تدخلت عوامل عديدة فى الإعداد النهائى لهذا الفيلم الذى أنهى «الطيب» تصويره، لكنه لم يلحق المونتاج النهائى. لم يكن (جبر الخواطر) من بين الأفلام المهمة لهذا المخرج الاستثنائى، الذى نذكر له روائعه مثل (البرىء) و(الحب فوق هضبة الهرم) و(الهروب) و(سواق الأتوبيس) و(ليلة ساخنة) وغيرها..!.

الترنيمة الأخيرة مثل (غزل البنات) كانت هى الأجمل لنجيب الريحانى، إنه الاستثناء الذى يؤكد القاعدة، وهى أن آخر ترنيمة ليست بالضرورة تستحق توصيف ترنيمة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الترنيمة الأخيرة ليست هى الأجمل الترنيمة الأخيرة ليست هى الأجمل



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon