توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنهم يسددون الأقساط

  مصر اليوم -

إنهم يسددون الأقساط

بقلم - طارق الشناوي

صار هذا التعبير شائعًا فى الوسط الفنى، عندما تسأل الفنان لماذا وافق على هذا العمل الهزيل؟، تأتى الإجابة أسدد أقساط السيارة أو الفيلا أو مدرسة الأولاد، وغيرها، لا تنتهى أبدًا تلك السلسلة، دائمًا هناك أقساط، أو شيكات بدون رصيد (يا الدفع يا الحبس).

ربما كانت تلك الإجابة فى جانب منها صحيحة، إلا أن القطاع الأكبر من الفنانين سددوا بالفعل كل الأقساط (إللى عليهم)، لديهم نهم يدفعهم للموافقة على كل العروض (البحر يحب الزيادة)؟.

أتذكر أن أحمد زكى كانت لديه إجابة عبقرية على حكاية الأقساط، فهو يقول عندما أعتذر للمنتج عن الدور، برغم احتياجى للفلوس، أوقن بأننى فى نفس الوقت أضعها فى خزانة المنتج، وبعد أشهر قليلة سوف أحصل عليها، وبزيادة أيضًا مثل أرباح البنك، لأن أجرى فى السوق مؤكد سوف يرتفع، عن الرقم الذى كنت أتقاضاه، عند الرفض.

(كنت فين يا لا لما قلت نعم)، كثير من المواقف، فى حياتنا، نكتشف أن الفضل فيها يعود إلى (لا)، قل لى كم مرة قلت لا، أقل لك من أنت.

أغلب النجوم عندما تسألهم عن الإيرادات تأتى الإجابة المباشرة أنها أرزاق، وقطعًا لا يمكن لإنسان عاقل سوى أن يؤكد أنها أرزاق، إلا أن تلك الإجابة قطعًا لا تكفى، الرزق يحب الخفية، وأشياء أخرى، وعلى رأسها السعى لكى نختار الأفضل، هناك بعض الفنانين، يقبلون العمل، لأنه مورد الرزق الوحيد، إلا أن المعاناة التى يعيشونها تتجاوز كل أموال الدنيا، وهناك من وصل لقناعة مثل عمر الشريف، الذى كان فى آخر خمسة عشر عامًا من عمره يقبل كل ما يعرض عليه.

وعندما يتحسس جيوبه ولا يجد أموالًا، تطرق بابه شركة إنتاج تطلب توقيعه على عمل فنى، ويوقع فورًا، ويعتبرها استجابة إلهية، لأن الله لا يريده أن يشعر بالاحتياج المادى، إلا أنه لم يدافع يومًا عن دور غير مقتنع به، وأتذكر قبل 14 عامًا، عند عرض فيلمه (المسافر) فى المسابقة الرسمية لمهرجان (فينسيا)، علا صوته بالغضب فى دار العرض، ونحن نشاهد الفيلم، رغم أنه فى الصباح أثناء المؤتمر الصحفى كان يشيد بالتجربة، ولم يكن قد رأى الفيلم فى نسخته النهائية بعد، إلا أنه ربما أغضبه شىء فى المونتاج النهائى، وظل غاضبًا حتى رحيله.

الفنان ليس مطلوبًا منه الدفاع عن باطل، حتى لو كان قد تورط فى تقديمه، أتذكر فى حوار على (اليوتيوب) سأل الكاتب الكبير محمود السعدنى، الفنان الكبير توفيق الدقن، عن تراجع أعماله الفنية، إجابة قدمت 400 فيلم راض فقط عن 100، لأننى لا أقبل أن أجلس على المقهى وأبحث عمن يدفع لى حساب (المشاريب)، ولو رفضت هذه الأعمال ستجد آخرين وبأجور أقل منى بكثير يحصلون عليها.

لا أتصور أن الجيل القديم استطاع أن يضمن لنفسه من خلال الفن حياة كريمة، أقسى ما حققوه هو الستر، حتى ليلى مراد، والتى كان أجرها يقارن بأجور النجوم العالميين، تحصل على 15 ألف جنيه، ثلاثة أضعاف أجر أغلى نجمة فاتن حمامة، الذى لم يتجاوز حتى الخمسينيات رقم 5 آلاف جنيه، إلا أن ليلى مراد فى نهاية الأمر رحلت فقط مستورة بعد أن سددت كل الأقساط.

هل تمثل من أجل الفن أو للربح أو لتسديد الأقساط؟، أنت وضميرك!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم يسددون الأقساط إنهم يسددون الأقساط



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon