توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو!

  مصر اليوم -

كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو

بقلم - طارق الشناوي

النجومية منحة إلهية، لا يمكن إخضاعها لمقياس علمى صارم، ستكتشف، ببعض التأمل، أن ما هو فى الأعماق أكثر بكثير مما يبدو على السطح، إلا أن استمرار وهج النجم لأكبر فترة زمنية يخضع قطعا لقدرة الفنان على إدارة موهبته، الذكاء هو الوقود اللازم لاستمرار الوهج.

كريم عبدالعزيز تجسيد نموذجى لهذا المعنى، رحب العام الماضى بأن يشاركه أحمد عز بطولة (كيرة والجن)، وهذه المرة شاركه البطولة فى (بيت الروبى) أيضا نجم صاعد بقوة كريم محمود عبدالعزيز.

قطعا فى المرتين لو لم يكن كريم عبدالعزيز مرحبا، ما كان من الممكن التنفيذ، وبقدر ما كان رهانه صائبا على سيناريو (كيرة) بقدر ما خذله (الروبى).

هناك قدر لا ينكر من الذكاء فى الطرح المبكر للفيلم ليسبق باقى أفلام العيد، التى بدأ عرضها قبل ساعات لتنقض بشراهة على (العيدية)، الفيلم لا ينطبق عليه توصيف سينما العيد بمعناه المباشر، إنها الأفلام التى تتكئ على الحدث الصاخب أو النكتة الصارخة أو المعركة الدموية، الأفلام الأخرى مثل (تاج) بطولة تامر حسنى ودينا الشربينى، (البعبع) أمير كرارة وياسمين صبرى، (مستر إكس) أحمد فهمى وهنا الزاهد، تستطيع أن تعتبرها سينما العيد (كما يقول الكتالوج).

اسم كريم عبدالعزيز جاذب للجمهور ولو أضفت إليه حالة البهجة التى بات يحققها تواجد كريم محمود عبدالعزيز خاصة بعد فيلمه (من أجل زيكو) ستزداد جرعة الترقب، إلا أن الواقع الذى شاهدناه على الشاشة تضاءل كثيرا عن سقف التوقع، الفكرة صارت أشبه بمعادلة صارمة، كتبها محمد الدباح وريم القماش، السيناريو يبحث عن معادل موضوعى مباشر للتعبير عنه، مثلما تختار مريض المهق (الالبينية)، الذى نطلق عليه فى الثقافة الشعبية (عدو الشمس)، ثم تضعه فى مواجهة عين الشمس، ليزداد الأمر حساسية.

العمق الذى يتبناه الفيلم هو احتياج الإنسان إلى الخصوصية، كحق طبيعى فى الحياة، وجاء اختراع (الموبايل)، ليحطم المسافة بين الخاص والعام، اختار السيناريو كل من كريم محمود عبدالعزيز وزوجته نور يعيشان فى مدينة بعيدة عن صخب القاهرة، وعن عيون الناس، ثم يصبحان بعدها فى بؤرة الضوء، وكأنك تضع الثلج على النار.

المخرج بيتر ميمى واحد من أكثر أبناء جيله موهبة، وأيضا غزارة، دائما لديه مشروع يعيش فيه على شاشتى السينما أو التليفزيون، بيتر قارئ جيد للجمهور، كما أنه يقدم رؤية إخراجية عصرية، لديه مساحة مشتركة ومقننة مع المتلقى، دائما ما يمنح خيال المتفرج حرية الإضافة، كما أنه يجيد رسم الجو العام، وهكذا شاهدنا فى البداية أسرة الروبى، فى مدينة نائية على شاطئ البحر الأحمر، تبتعد نحو 300 كيلومتر عن القاهرة، ساهم مدير التصوير حسين عسر وديكور أحمد فايز فى تأكيد أجواء العزلة، تركيبة العائلة تصنع دائرة محكمة الإغلاق، امرأة ورجل وطفلان، بالمناسبة أعجبتنى الطفلة (الكلبوظة) لوسيندا سليمان، تملك طلة محببة وخفة ظل، حافظ المخرج على تدفقها.

هذا البيت عاش فى سكون وبرودة، أبدعت إضاءة المخرج فى رسمها، عاد كريم محمود عبدالعزيز من أوروبا، بعد أن تورط فى خناقة، فكان لابد من ترحيله، كان يعمل هناك حلاقا، المهنة التى ورثها عن العائلة، ومعه زوجته تارا عماد، الفتاة المهووسة بـ(السوشيال ميديا)، لم يجد كاتبا السيناريو الكثير ليقدماه، سوى مجرد البحث عن عقدة مفتعلة للشخصيات الرئيسية لتفسير العزلة، اتهام كاذب لنور التى تؤدى دور طبيبة أمراض نساء وتوليد، ثم أغنية يرددها كريم عبدالعزيز فى فرح تتحول إلى (تريند)، لنجد أنفسنا داخل إطار درامى هش.

حاول المخرج تقديم الكوميديا من خلال الشخصيات الثانوية، الأشبه بضيوف شرف، مثل شريف الدسوقى وحاتم صلاح ومصطفى أبوسريع، كل منهم يبحث عن (قفشة).

استوقفنى محمد عبدالرحمن سارق الضحك الذى يرشق فى القلب، رغم أن مشاهده كلها من الممكن حذفها، كذلك الممثلة الجديدة سارة عبدالرحمن لديها حضور خاص.

السيناريو نقطة الضعف، وهى قطعا مسؤولية المخرج، بين كل مشهد وآخر يبحث عن موقف صاخب لجذب الجمهور، خناقة فى الشارع أو أغنية فى فرح، الشريط السينمائى، الذى يتناول حق الإنسان فى الخصوصية، يفتقد أساسا فى بناء السيناريو أى ملمح للخصوصية.

(بيت الروبى) لن يتبقى له من (العيدية) إلا (الفكة)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon